من المؤكد ان للصمت اسباب .. هكذا بدأ الاعلامى الكبير حديثه مع لميس الحديدى فى برنامج "مصر تنتخب " الذي أذيع مساء أمس السبت معلقا على سؤال لميس لماذا كان الصمت ولفترة طويلة بعد الثورة .. أجاب انه كان لديه شعورا شديدا ان دماء الشهداء لن تكون الاخيرة , وانه كان يحتاج مزيدا من الوقت لقراءة المشهد وتحليله تحليلا دقيقا وان من دراسته للمشهد السياسى الحالى ان مزيدا من الدماء سوف تنتشر فى أرجاء الوطن لان الوضع الحالى صراعا اكثر منه سعيا وراء الاتفاق وهذا الوضع الخطير هو ما جعله يشعر بالمسؤولية ويعود ليمارس دوره .. وتمنى ان يخيب الله ظنه وان يكون تحليله للاوضاع خاطئا .
و شرح رؤيته للمشهد قائلا أن منذ اسقاط النظام المصرى يوم الحادى عشر من فبراير كان لا يعنى فى رأيه اسقاط الرئيس ولكنه يعنى بالضرورة اسقاط الحكم العسكرى الذى حكم مصر على مدى ستين عاما وهذا ما لم يستوعبه الشباب النقى الذى قام بالثورة وعلى الطرف الاخر كانت القوات المسلحة التى وقفت الى جانب المصلحة العليا لمصر دون النظر الى مصالح النظام أو حماية الشرعية لادراكه بان الدولة كانت تئن من تحول الدولة الى دولة امنية وان هذا حتما كان سيؤدى بالبلاد الى الفوضى , اما الضلع الثالث هم الاخوان المسلمون الذين دفعوا ثمنا غاليا طوال سنوات حكم النظام السابق والجميع يرى انه يحمل صك شرعية الحكم ويرى انه يملك الكلمة العليا فى تحديد مصير البلاد وهذا ما يجعل الوضع ممهدا للصدام لان كل طرف يعتقد بانه الصواب.
و لتفسير المشهد تفسيرا دقيقا قال انه يجب ان نفكر بعقل كل طرف فالثوار يرون انهم دفعوا ارواحهم لنجاح هذه الثورة وكانوا يعتقدون ان المجلس العسكرى كان طبيعيا تحقيق مطالب الثورة لكنه فى وجهة نظرهم تحول الامر الى تباطؤ تحول الى تواطؤ لعدم تحقيق مطالب الثورة .وقال ان حكومة الجنزورى ستكون سببا لازمة وكذلك المجلس الاستشارى الذى لن يقبله الشباب لاعتقادهم ان هذا المجلس ليس سوى اغراء بالمناصب على حسابهم فضلا عن موقف الشباب من البرلمان الذى لا يمثل الشباب وبالتالى ستكون اللجنة التأسيسية غير معبرة عن مطالب الثورة .
اما الاخوان المسلمون فالتحدى الاكبر لهم هو تفسير فوزهم باغلبية البرلمان لتبديد مخاوف المجلس العسكرى من الانفراد بالسلطة وكذلك مخاوف الثوار وتحدث عن مكالمة هاتفية دارت بينه وبين القيادى الاخوانى الدكتور عصام العريان الذى اكد له ان للاخوان قناعة بضرورة التوافق على حكومة تمثل جميع الطوائف السياسية لضخامة المسؤولية وان علاقة الاخوان بالاقباط علاقات طيبة ولم تكن عدائية يوما ولن تكون. وان الحريات الشخصية للمصريين لن تمس .
لكنه رفض التبعية فى السياسة الخارجية للدولة كما كانت فى النظام السابق و استكمل اديب حديثه قائلا ان علاقة الرأى العام بالاخوان علاقة يشوبها القلق حول مستقبل مصر وقال ان عليهم ان يطمئنوا الشعب ويبددوا مخاوفه . وقال ان السؤال الاكبر الآن الذى يطرحه الجيش هو سلطات المؤسسة العسكرية فى الدستور القادم وعقب انه سؤالا مشروعا وكيف سيكون شكل تنحيه لسلطة مدنية .
والتحدى الاكبر للمجلس الان بناء الثقة بينه وبين الثوار وقال ان اول جسور بناء الثقة هو الافراج عن المعتقلين . وانتقد عماد الدين اديب موقف الاحزاب الكرتونية الذين باعوا الثورة وحاولوا استمالة المجلس العسكرى تارة والاخوان تارة اخرى .
وهذا هو سبب الازمة وقال ان النخبة السياسية دمرت مصر لمجرد أنها تبحث عن مكاسب سياسية وانه آن الاوان للتغيير وان تتنحى جميع الوجوه القديمة وان الوقت قد حان لرجل لديه مشروعا وحلما وان يكون شعارنا فى المرحلة القادمة الشعب يريد بناء النظام وعلى الجميع ان يتكاتف وان يضع مصر أولا .
واختتم الاعلامى الكبير حديثه يجب ان تنتهى لغة التخوين والسباب التى لم ينج منها احد وان نتكاتف جميعا ونعمل دون النظر اننا حالة خاصة وانه يجب ان نستعير تجارب الامم الاخرى لان حالة الاستقطاب من كل فصيل ضد الفصائل الاخرى سينتهى بنا الى الانهيار لذلك علينا ان نختار بين طريق الدم وطريق الحلم . وتمنى ان يكون برنامجه " بهدوء " الذى سيقدمه على شاشة " السى بى سى " يساهم فى بناء مصر فى المرحلة المقبلة .