ذكرت صحيفة نيو يورك تايمز في مقال لها ان ميدان التحريرمهد الثورة المصرية قد شهد فوضي يوم الاربعاء بعد فشل محاولات رجال الدين و الشرطة العسكرية و الاطباء قي وقف القتال المستمر منذ خمسة ايام و الذي يشكل أكبر أزمة تمر بها البلاد منذ سقوط الرئيس حسني مبارك في فبراير الماضي. و قد بدا القتال في الشوارع المظلمة- باستخدام القنابل المسيلة للدموع مع اضواء كشافات سيارات الشرطة المخيفة و اضواء ناقلات الجنود المدرعة- كرمز للانتقال السياسي الذي لاقي شكوك عميقة قبل أيام فقط من الانتخابات و التي كانت من المفترض أن ترسي قواعد التحول من الحكم العسكري الى الحكم المدني.
حيث رفض الجيش الذي استولي علي السلطة بعد سقوط السيد مبارك مطالب المحتجين بتسليم السلطة هذا الاسبوع و قد بدت النخبة السياسية مشلولة أو دفاعية خلال الاضطرابات و قد اتسع الاستياء بميدان التحرير من مطالبة الجيش للتنازل عن السيطرة والغضب من سفك الدماء الي الاستياء من طول المرحلة الانتقالية التي قدمت القليل جدا منذ أيام الانتفاضة في فبراير.
و قد تكرر مجددا الاحساس بالشك الذي ساد مصر ايام الانتفاضة التي بدات في يناير ضد حكم مبارك الذي يقترب من 30 عام و بالرغم من استمرار الحياة بشكل طبيعي في انحاء العاصمة الا ان المحتجين تظاهروا مجددا و اندلعت حلقات المعارضة من جديد في أجزاء أخرى من البلاد بما في ذلك الإسكندرية، ثاني أكبر مدن مصر و يبدو ان الساسة ة العسكر غير مستعدون للقدام علي خطوة عنيفة لازمة لانهاء هذه الاضطرابات.
و بحلول الليل تزايدت اعداد الحشود عن الايام الماضية مطالبة بسقوط المشير حسين طنطاوي القائد الفعلي وزميل مبارك منذ فترة طويلة و اشتبك الشباب مع الشرطة في الشوارع الجانبية من الميدان و يكتمل المشهد بسماع اصوات سيارات الاسعاف التي لا تنتهي.
و قد ظهرت اصوات اخري يوم الاربعاء مطالبة بوقفة للعمل و كان اهمها امام الازهر الشيخ احمد الطيب الذي دعا الشرطة لعدم اطلاق النار على المتظاهرين "مهما كان السبب" وحث المتظاهرين على ضبط النفس وطالب قوات الجيش ان تفعل كل ما في وسعها لمنع حدوث مزيد من الاشتباكات قائلا "ان الازهر تذكر الجميع ان الحوار الملطخ بالدماء ستكون طعم ثماره اكثر مرارة في فم الجميع".
و قد دوت تحذيراته في الخارج كاشارة لتزايد القلق الدولي حول الازمة في العالم العربي و قد أدانت وزارة الخارجية الفرنسية ما وصفته ب "الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين" كما دعا نافي بيلاي رئيس منظمة الأممالمتحدة لحقوق الانسان الى اجراء تحقيق مستقل في سفك الدماء، والتي خلفت 38 قتيلا ومئات الجرحى منذ أن بدأت الاشتباكات يوم السبت و عندما تشتد الازمة تستخدم عبارة "الايدي الاجنبية" .
واقترح في بيان يوم الاربعاء الصادر من الاخوان المسلمون - الحركة الاسلامية الأقوى والأكثر تنظيما في مصر- بصدد الانتخابات البرلمانية المقرر أن تبدأ يوم الاثنين ان"هناك خطة لخلق حالة من الفوضى"و قد قال المشير طنطاوي نفس الزعم في خطاب الى البلاد مساء الثلاثاء.
و قد بدات الاحتجاجات الجمعة الماضية فيما اندعت اعمال العنف يوم السبت و بدت الحشود بميدان التحرير مصممة علي استعادة روح فبراير عندما خرج مئات الآلاف الي وسط القاهرة لتنفيذ مطلبهم لسقوط السيد مبارك وعلى خلفية من أغاني عبد الحليم حافظ فقد كانت لحظة وحدة وطنية تتناقض مع الحالة الراهنة في السياسة المصرية و الاحساس بالاستياء من سوء ادارة الجيش للفترة الانتقالية لتسليم السلطة.
و لكن بحلول يوم الاربعاء و تصاعد اعمال العنف حاول رجال الجيش بعد ظهر هذا اليوم الفصل بين رجال الشرطة و المتظاهرين بمصاحبة الاطباء و مشايخ الازهر و توصلول لهدنة استمرت 90 دقيقة قطعها رجال الشرطة الذين بداو الضرب مما دعي المحتجون للاحتشاد مرة اخري و تزايد العنف حيث صرحت وزارة الصحة المصرية اصابة 500 فرد في غضون ساعتين و يقول احد المتظاهرين المهندس مصطفي حلمي " ان نقطة التحول قريبة".