تتجه أنظار العالم اليوم نحو مصر، وتحديدًا محافظة الجيزة، حيث يشهد العالم حدثًا ثقافيًا فريدًا يتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، في احتفالية عالمية طال انتظارها. ويعد هذا الافتتاح أكثر من مجرد تدشين لمتحف جديد، فهو إعلان عن عودة مصر إلى صدارة المشهد الثقافي والحضاري عالميًا، وترسيخ لمكانتها كموطن أول لحضارة الإنسان. وفي لفتة تعبّر عن أهمية الحدث، قررت الحكومة منح جميع العاملين في الدولة إجازة رسمية اليوم السبت، الموافق 1 نوفمبر 2025، حتى يتمكن المواطنون من متابعة هذا الحدث التاريخي الذي ينتظره الملايين داخل البلاد وخارجها. https://www.youtube.com/live/jI-YVsNd6K4?si=61iGpAmuCf92zrtO القنوات الناقلة لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير تتولى العديد من القنوات الفضائية المصرية بث الحدث التاريخي مباشرة، لتتيح للجمهور في كل مكان متابعة فعاليات الافتتاح لحظة بلحظة. ومن أبرز القنوات الناقلة: * القناة الأولى المصرية (بث مباشر حفل الافتتاح). * قناة إكسترا نيوز (بث مباشر حفل افتتاح المتحف المصري الكبير). * قناة القاهرة الإخبارية (Grand Egyptian Museum opening live). * قناة الوثائقية (بث حي لأجواء الافتتاح). * قناة الحياة (Grand Egyptian Museum live). وقد أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن إتاحة الترددات الخاصة بنقل الحفل مجانًا، لتوسيع نطاق المتابعة العالمية للحدث الثقافي الأكبر في تاريخ مصر الحديث. المتحف المصري الكبير أضخم مشروع متحفي في التاريخ المصري يقع المتحف المصري الكبير على مقربة من أهرامات الجيزة، ويُعتبر أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. بدأت فكرة المشروع في التسعينيات، وبدأت المرحلة الأولى من الإنشاء عام 2005، لتتواصل الأعمال حتى اكتمل هذا الصرح الثقافي الضخم. تبلغ المساحة الكلية للمتحف نحو 470 ألف متر مربع، فيما يُقدّر حجم الإنفاق على المشروع بأكثر من مليار دولار أمريكي، ليصبح واحدًا من أكبر الاستثمارات الثقافية في تاريخ مصر. وسيضم المتحف أكثر من 50 ألف قطعة أثرية عند افتتاحه، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تحتوي على أكثر من 5 آلاف قطعة، بالإضافة إلى تمثال ضخم لرمسيس الثاني بوزن 83 طنًا وقارب شمسي للملك خوفو.
استعدادات استثنائية وتنظيم عالمي شهدت شوارع القاهرةوالجيزة استعدادات مكثفة قبل ساعات من الحدث، حيث تحولت المنطقة إلى خلية نحل استعدادًا لافتتاح المتحف. اصطفت اللوحات الضخمة التي تحمل صور الفراعنة وملوك مصر القديمة على طول الطريق المؤدي إلى المتحف، في مشهد يعكس عبقرية التصميم وروح الحضارة المصرية الخالدة. ورفعت أعلام عشرات الدول المشاركة على جانبي الطريق، في رسالة رمزية بأن مصر تفتح أبوابها للعالم أجمع. كما سادت حالة من الانسيابية المرورية بفضل جهود رجال المرور وتنظيم المسارات الخاصة للوفود الرسمية والإعلاميين. تم تجهيز المنطقة ب لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية لتسهيل حركة الزوار، إلى جانب أنظمة تفتيش إلكترونية حديثة وتأمين شامل للحدث الذي يحظى بمتابعة عالمية.
حدث يليق بعظمة مصر وتاريخها لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد مناسبة ثقافية، بل رسالة حضارية إلى العالم مفادها أن مصر قادرة على الجمع بين عظمة الماضي وابتكار الحاضر. فكل تفصيلة، من التخطيط إلى الإخراج البصري، جاءت لتعكس قدرة الدولة المصرية على تنظيم حدث عالمي يُبرز مكانتها كجسر ثقافي بين الشرق والغرب، وبين الماضي والمستقبل. ويؤكد افتتاح المتحف أن الحضارة المصرية لا تزال تنبض بالحياة، وأن العالم كله ما زال يجد في آثارها وإبداعها مصدر إلهام لا ينضب.