طقوس وعادات غريبة، لشهر رمضان المبارك في بوركينا فاسو؛ حيث يكثر فيه الالتزام الديني، وتمتلئ المساجد بكل فئات المجتمع المسلم، إلا أنه يكثر الإقبال على الزواج تيمنَا بالشهر الكريم، فضلًا عن تناول التمور،وماءً أبيض اسمه "زووم كووم" بالموسي و"مُجُ جيي" بالديولا. بوركينا فاسو دولة تقع في غرب أفريقيا بجوار كل من ساحل العاج وغانا ومالي، والنيجر وتوغو وبنين، ويشكّل المسلمون في فيها نسبة 65%، ويعود الفضل في ذلك للسنوات العشرين الأخيرة، حيث أسلم كثير من السكان.
الإقبال على الزواج تتميز دولة بوركينا فاسو، بطقوس غريبة في شهر رمضان،حيث يقبل الكثير من الشباب على الزواج قُبَيل حلوله؛ تيمُّنًا بالزواج فيه، ولأن العرف السائد في المجتمع البوركيني أن عبادة المتزوج أفضل من عبادة العزب؛ لذا يحرص الكثير على التبعُّل قبل حلول الشهر، فتكثر مراسم عقد الزواج في شهر شعبان بشكل لافت للنظر، بدرجة أن بعضها تكون جماعية، لا سيما في الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
التكافل الاجتماعي وتشهد مدن وقرى "بوركينا فاسو" قُبَيل حلول شهر رمضان نشاطًا كبيرًا، وحركة منقطعة النظير؛ استعدادًا لاستقبال شهر الرحمة والغفران، وسعيًا لتأمين متطلبات الشهر وتوفير احتياجاته، رغم قلة ذات اليد لدى كثير من الشعب البوركيني.
ويظهر في هذا الشهر الكريم مظاهر التكافل الاجتماعي بين المسلمين في بوركينا فاسو، فأصحاب الحاجات مثل الفقراء والمساكين ينعمون خلال هذا الشهر من المحسنين ليشارك الجميع بالفرح
أشهر الأكلات ومن عادات المسلمين في بوركينافاسو عند الإفطار، أنَّهم يأتون بالتمور وماءً أبيض اسمه "زووم كووم" بالموسي و"مُجُ جيي" بالديولا، وهذا الماء يكون ممزوجًا من السميد الناعم بأنواعها: سميد ذرة سميد أرز، وكذلك "ميسجو" بالموسي و"وُوميي" بالديولا، يصنعونه من أرز وذرة.
العبادات وتظهر آثار احتفاء مسلمي "بوركينا فاسو" بحلول رمضان في بيوتهم، وفي أماكن تجمعاتهم بشكل كبير، بحيث يُضفى عليها الجو الرمضاني، فتكون عامرة بالمظاهر الإيمانية، ومليئة بأجواء التقوى: من تلاوات للقرآن، الكريم وسماع للمواعظ، والتزام بالمظاهر الإسلامية بشكل أفضل مما هي عليها في غير رمضان، وتقل فيها المحرَّمات، والمنكرات المتفشية في غيره: كسماع الأغاني، والتدخين، والاختلاط، وإضاعة الصلوات، ونحوها؛ وذلك كله تقديرًا لمقام هذا الشهر الكريم، واحتفاء بقدومه، ورغبة في فضائله.
المساجد وتشهد المساجد، إقبالاً كبيرًا من المصلين وتسابقًا حميمًا بين المتعبدين في شهر رمضان، ويكثر روَّادها من جميع فئات المجتمع رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبانًا بدرجة أنها تضيق بالمصلين مهما كبرت، بل إن الساحات العامة، وجوانب الطرقات - تتحول إلى مصليات مزدحمة بالمصلين في رمضان.
ويعتبر المسجد من أهم ميادين الاحتفاء بشهر رمضان، وأقدس الأماكن التي يحرص مسلمو "بوركينا فاسو" على ارتياده، ويتسابقون إلى التعبد فيه، ويتنافسون على تنظيفه، والاعتناء به بشكل كبير، بل إن ظاهرة غسل المساجد، وتنظيفها، وتزيينها قُبَيل حلول شهر رمضان، تحظى بأهمية بالغة لدى مسلمي "بوركينا فاسو".
العشر الأواخر وفي العشر الأواخر من رمضان، يبدأ الناس بالاعتكاف رجالاً ونساء، ويكون هذا النشاط عادة في المساجد الواسعة والكبيرة.
وكذلك ينظمون قيام الليل كلّ حسب الوقت المناسب لهم ما بين منتصف الليل أو الساعة الواحدة صباحًا.