ما إن يحل وقت المغرب فى الليلة الأخيرة من شهر شعبان، حتى يسود الصمت أوساط مسلمى دولة بوركينا فاسو، وتستمر ساعات من الترقب حتى تثبت رؤية هلال شهر رمضان، وحينها يسمع دوى أصوات المدافع أو البندقيات عالية؛ لإشعار الجميع بحلول الشهر، وخاصة فى القرى. ويقول الطالب البوركينى أحمد قاسم، الذى يدرس فى كلية الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر، ويقيم فى مدينة البعوث الإسلامية، أن مدن وقرى بوركينا فاسو، تشهد قُبَيل حلول شهر رمضان نشاطًا كبيرًا، وحركة منقطعة النظير؛ استعدادًا لاستقبال شهر الرحمة والغفران، وسعيًا لتأمين متطلبات الشهر وتوفير احتياجاته، رغم قلة ذات اليد لدى كثير من الشعب البوركينى. ويتمثل اهتمام واستعداد مسلمى بوركينا فاسو لشهر رمضان فى «جمع نفقات الشهر، وشراء الاحتياجات: من المأكولات، والمواد الغذائية الرئيسة، قبل حلول الشهر؛ استعدادًا لقدومه، وتحسبًا لما قد يطرأ من ارتفاع كبير للأسعار مع حلوله فى كثير من المواسم»، وكذلك «تنتشر حملات لتنظيف المساجد، وتجديد محتوياتها، وإعداد ساحات المساجد الصغيرة، وتهيئتها للصلوات، ولاستيعاب الأعداد الكبيرة المتدفقة إلى المساجد لصلاة التراويح». ويضيف قاسم: «يشهد شهر رمضان إقبال كثير من الشباب على الزواج قُبَيل حلوله؛ تيمُّنًا بالزواج فيه، ولأن العرف السائد فى المجتمع البوركينى أن عبادة المتزوج أفضل من عبادة العازب». وللأطفال نصيب من الاحتفالات – بحسب قاسم حيث يؤدى الأطفال العديد من التمثيليات الغريبة التى تسمى ب «يوغورو»، ويجوبون بها الطرقات والأزقة، ويقفون أمام البيوت، فيقوم أحدهم بالرقص بشكل غريب وزملاؤه ينشدون له، ولا يكفون؛ حتى يُعطيهم رب البيت مبلغًا من المال، ثم ينتقلوا إلى دار أخرى فى فرح وغناء، ويقومون بذلك كل ليلة من ليالى رمضان. وعن أشهر المأكولات فى وجبة الإفطار يقول: «مكونات الوجبة، فى الغالب تتكون من المديدة، والتمور، والأرز، واللحم، والعصيدة، والإدام، مع بعض المشروبات المحلية التى تصنع من دقيق الحبوب، المخلوط بالزنجبيل، والمحلى بالسكر، ويسمى «موغوجى» باللغة المحلية «جولا»، وبعض العصائر المحلية كعصير الليمون، والبرتقال»..