توجت منظمة المدن العربية، أمس، سوق القيصرية بما يحتويه من تراث عريق وسط مدينة الأحساء بجائزة التراث العمراني. وعملت جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في استنهاض تاريخ سوق القيصرية منذ إنشائها، حيث صنفت الهيئة في عام 1422ه سوق القصيرية في محافظة الأحساء كأحد أهم المواقع الثقافية والعمرانية في المنطقة، وعملت على ترميمه وتوظيفه سياحياً، وقادت مع شركائها في المنطقة الشرقية عموماً والأحساء على وجه الخصوص جهود إعادة الحياة لهذا السوق التاريخي، وإحياء المهن التي كانت تشتهر بها المحافظة، وتشجيع أبنائها على العمل فيها. حسب صحيفة "سبق" قصة المول بدأت قصة بناء مول مكان السوق في شعبان 1422ه حينما اندلع حريق في سوق القيصرية، وأتى على كثير من معالم السوق، حيث خططت الأمانة في ذلك الحين لإستثمار المكان المميز وإنشاء مول على مستوى عالمي، غير أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حرصت على إقناع شركائها في المحافظة بالغاء فكرة انشاء مول تجاري على أنقاض هذا التاريخ وإبقاء السوق على وضعه؛ لما يحمله من قيمة تراثية وتاريخية فريدة، كما قادت جهوداً كبرى لإعادة إعمار السوق؛ لما يحمله من قيمة تاريخية واقتصادية وسياحية. التتويج بالجائزة توجت منظمة المدن العربية بالأمس سوق القيصرية بجائزة التراث العمراني، حيث أكد أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم بهذه المناسبة أن الأمانة وضعت ضمن سُلم أهدافها تطوير وسط الهفوف التاريخي، وجاء تأهيل وإعمار وإدارة سوق القيصرية؛ انطلاقاً من أولويات الأمانة، وحرصها على استمرارية تعزيز أهدافها في المحافظة على التراث، وامتداداً لنيل الأحساء عضوية الانضمام لشبكة المدن الإبداعية العالمية بمنظمة اليونسكو العالمية في المجال الإبداعي الخاص بالحرف اليدوية والفنون الشعبية كأول مدينة خليجية والثالثة عربياً، في ظلّ دعم واهتمام قيادتنا الرشيدة -أيدها الله- وشراكة استراتيجية بين الأمانة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بقيادة رئيسها الأمير سلطان بن سلمان في المحافظة على التراث الوطني والإرث التاريخي في مدن المملكة ومنها الأحساء. إعادة البناء وتواصل أمانة الأحساء جهودها في المحافظة على الموروث التاريخي للمنطقة، عبر تطوير وسط الهفوف التاريخي، وما ضمّه هذا المشروع السياحي المهم من مشاريع تطويرية عدة (كإعادة بناء سوق القيصرية ودروازة السوق وإنشاء سوق الحميدية، تطوير شارع الحداديد، وبناء سور الكوت القديم، البدء في إنشاء سوق الحرف التقليدية)، كما أن الأحساء تُعتبر من المناطق التراثية العريقة، والمحافظة على التراث وهوية المكان يُعتبر التجسيد العملي للحفاظ على تاريخنا؛ إذ تُعد الأمانة أوّل أمانةٍ على مستوى المملكة تستحدث بلدية خاصة بالتراث؛ وعياً منها بأهمية التراث، وحفاظاً على هوية المكان الذي نعيش فيه.