توازنت العلاقات المصرية - الأمريكية مرة أخرى بعد استقرار الأوضاع السياسية فى مصر بتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، خاصة فى المجال العسكرى، الذى توقف بشكل شبه كامل بعد ثورتى ال25 من يناير وال30 من يونيو، فيما يخص التدريب والمعونة العسكرية. وأخذ التعاون العسكرى بين البلدين عدة صور، تمثلت فى مبيعات السلاح ونقل التكنولوجيا العسكرية والمناورات والتدريبات المشتركة، وتأتى معظم المبيعات من خلال المعونات العسكرية السنوية، والتى تبلغ نحو 1.2 مليار دولار، وشمل التعاون أيضاً تصنيع وتجميع بعض الأسلحة الأمريكية فى مصر. وتعتبر المناورات العسكرية المشتركة المعروفة باسم «النجم الساطع» استمراراً لهذه العلاقات التى بدأت منذ عام 1994، حيث جرت أكثر من مناورة شاركت فيها قوات عسكرية من الجانبين، استهدفت التدريب على العمليات الهجومية والدفاعية الليلية والنهارية، علاوة على تدريب القوات الأمريكية على العمليات القتالية فى الظروف الصحراوية بالشرق الأوسط. وفى عام 2015، أعيد فتح مصنع 200 الحربى، التابع لوزارة الإنتاج الحربى، لإنتاج وإصلاح الدبابات والمدرعات، بعد إغلاق دام ثلاث سنوات، بعدما أوقفت الولاياتالمتحدةالأمريكية بعض المعدات اللازمة للتصنيع فى 2011 ، ليعود المصنع مرة أخرى للعمل، ما كان مؤشراً قويًا على بدء عودة العلاقات العسكرية مرة أخرى بين البلدين، كما تسلمت مصر فى 2016 عدداً من طائرات ال«إف 16»، المقاتلة ذات المهام المتعددة، وعدداً من المدرعات والمركبات الخاصة المقاومة للألغام، والتى تستخدم حالياً فى مكافحة الإرهاب بسيناء. وقال اللواء أركان حرب طلعت موسى، الخبير الاستراتيجى، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدةالأمريكية فى الفترة الأخيرة تم الاتفاق على عودة العلاقات العسكرية والتعاون بين البلدين بشكل أكثر قوة فى السنوات المقبلة، ليشمل التسليح والتدريب والمناورات المشتركة، وعودة المناورات العسكرية بين البلدين، خاصة المناورة الكبرى «النجم الساطع»، والمناورات البحرية خير دليل على عودة العلاقات مرة أخرى بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الرئاسة، وإيمانه بالدور التى تؤديه القوات المسلحة فى مكافة الإرهاب بسيناء. وأكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، المستشار بكلية القادة والأركان، أن مناورة «تحية النسر 2017» التى تنفذها مصر والولاياتالمتحدة تشمل تنظيم العديد من الأنشطة، مثل قيام الجانبين بتخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة نهاراً وليلاً، بالتعاون مع القوات الجوية لتأمين منطقة بحرية ضد التهديدات المختلفة، والتدريب على أعمال المعاونة بالبحث والإنقاذ بالبحر، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش واقتحام السفن المشتبه بها بمشاركة القطع البحرية وعناصر القوات الخاصة من الجانبين. وتابع "الشهاوى": التدريب يأتى فى إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية، والتعرف على أحدث النظم وأساليب القتال البحرى وتعظيم الاستفادة المشتركة للقوات، والفترة المقبلة ستشهد علاقات عسكرية قوية بين البلدين، خاصةً فى مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية حول الجماعات الإرهابية المسلحة فى المحيط الإقليمى.