بعد تولي الرئيس "عبد الفتاح السيسي" رئاسة الجمهورية واستقرار الأوضاع السياسية في مصر بعد عام 2013، بدأت العلاقات المصرية الأمريكية في التوازن مرة أخري، خاصةً في المجال العسكري الذي توقف بشكل شبه كامل بعد ثورة ال 25 من يناير و30 يونيو، خاصةً في مجال التدريب والمعنونة العسكرية التي تمنحها الولاياتالمتحدةالأمريكية للقوات المسلحة سنويًا، ضمن خطة التعاون العسكري بين البلدين بموجب اتفاقيات تمت بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 1976. ويأخذ التعاون العسكري بين مصر والولاياتالمتحدة، عدة صور تتمثل في مبيعات السلاح، ونقل التكنولوجيا العسكرية، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة وتأتي معظم مبيعات السلاح من خلال المعونات العسكرية السنوية والتي تبلغ نحو 1.2 مليار دولار، وشمل التعاون العسكري أيضاً تصنيع وتجميع بعض الأسلحة الأمريكية في مصر، واستمرارًا لهذه العلاقات والتي بدأت منذ عام 1994 المناورات العسكرية الأمريكية المشتركة المعروفة باسم "النجم الساطع" حيث جرت أكثر من مناورة شاركت فيها قوات عسكرية من الجانبين، استهدفت التدريب علي العمليات الهجومية والدفاعية الليلية والنهارية وتدريب القوات الأمريكية علي العمليات القتالية في الظروف الصحراوية في الشرق الأوسط. وفي عام 2015 أعيد فتح مصنع 200 الحربي التابع لوزارة الإنتاج الحربي لإنتاج واصلاح الدبابات والمدرعات بعد إغلاق دام ثلاث سنوات، بعد أن أوقفت الولاياتالمتحدة بعض المعدات اللازمة للتصنيع في 2011، ليعود المصنع مرة أخرى للعمل والإنتاج، مما كان مؤشرًا على بدء عودة العلاقات العسكرية مرة أخرى بين البلدين، كما تسلمت في 2016 عددًا من طائرات ال اف 16 المقاتلة ذات المهام المتعددة، وعددًا من المدرعات والمركبات الخاصة المقاومة للألغام والتي تستخدم حاليًا في مكافحة الإرهاب في سيناء. وقال اللواء أركان حرب "طلعت موسى"، الخبير العسكري والاستراتيجي، والمستشار باكاديمية ناصر العسكرية العليا، إنه بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدةالأمريكية في الفترة الأخيرة تم الاتفاق على عودة العلاقات العسكرية والتعاون العسكري بين البلدين بشكل أكثر قوة في السنوات المقبلة، بشكل يشمل التسليح والتدريب والمناورات المشتركة بين الجيشين المصري والأمريكي. وأضاف موسى، أن عودة المناورات العسكرية بين البلدين خاصة المناورة الكبرى النجم الساطع والمناورات البحرية خير دليل على عودة العلاقات العسكرية المصرية مرة أخرى بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة، وإيمانه بالدور الذي تؤدية القوات المسلحة في مكافة الإرهاب في سيناء، واصرارها على تجفيف منابع الإرهاب في كافة المناطق العربي وحل النزاع في المناطق الملتهبة في الدول العربية المجاورة. بينما قال اللواء أركان حرب "محمد الشهاوي"، المستشار بكلية القادة والأركان، إن مناورة تحية النسر 2017 التي تنفذها مصر والولاياتالمتحدة تشتمل التدريب تنظيم العديد من الأنشطة منها قيام الجانبان بتخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة نهاراً وليلاً بالتعاون مع القوات الجوية لتأمين منطقة بحرية ضد التهديدات المختلفة، والتدريب على أعمال المعاونة بالبحث والإنقاذ بالبحر، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش وإقتحام السفن المشتبه بها بمشاركة عدد من الوحدات والقطع البحرية وعناصر من القوات الخاصة البحرية من الجانبين. وأشار الشهاوي، إلى أن التدريب يأتي في إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية، والتعرف على أحدث النظم وأساليب القتال البحري وتعظيم الإستفادة المشتركة للقوات المشاركة في التدريب. وأضاف الشهاوي، أن الفترة المقبلة ستشهد علاقات عسكرية قوية بين البلدين، خاصةً في مجال مكافحة الإرهاب، واستيراد الأسلحة الخاصة بتلك المهمة التي وقعت على عاتق مصر في السنوات الأخيرة، إلى جانب تبادل المعلومات الاستخباراتية حول الجماعات الإرهابية والمسلحة والخطرة في المحيط الاقليمي لمصر.