أجمعت الصحف الدولية الكبرى على عودة الدفء للعلاقات المصرية- الأمريكية منذ اضطرابات الربيع العربي 2011، وبعد اهتمام الإدارة الأمريكية الجديدة بأهمية الدور المصرى بالمنطقة، وفى ضوء أول زيارة رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى للبيت الأبيض، الاثنين. ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" العلاقة بين مصر وأمريكا بالأكثر إشراقاً عندما يلتقى زعيما كلا البلدين، الاثنين بالبيت الأبيض، بينما طرحت السؤال الأهم، وهو "هل يترجم ترامب ترحيبه الدافيء بالسيسى بعقد صفقة جيدة من أجل أمريكا.
وأضافت الصحيفة أن إعادة ضبط المسار فى العلاقات بين البلدين ليس الأول من نوعه، فقد قررّ باراك أوباما، مغازلة الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد إحباط الأول من ولاية جورج بوش الإبن، ومضايقاته للإدارة المصرية
كما أبرزت وكالة "برس تى فى" الإيرانية، عودة الدفء للعلاقات المصرية- الأمريكية، وحيث من المتوقع أن يتلقى الرئيس السيسى استقبالاً حاراً بالبيت الأبيض، الاثنين.
وأعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط "جوزيف فوتيل" خلال زيارته الأخيرة لمصر، استئناف المناورات العسكرية بين البلدين، والتى توقفت فى عهد باراك أوباما.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض لوكالة "رويترز" إن ترامب سيعسى لإعادة بناء العلاقات الأمريكية مع مصر فى لقائه المرتقب مع الرئيس السيسى، مضيفاً أن الأول يستغل ذلك اللقاء للبناء على الرابط القوى، الذى تأسّس فى اللقاء الأول بنيويورك سبتمبر الماضى. وأكدّت شبكة "سى بى إن" الأمريكية ان زيارة السيسى لترامب خلال المائة اليوم الأولى منذ توليه السلطة يناير الماضى، تبرز مدى اهتمام واشنطن بعلاقة الصداقة بمصر.
وأبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، النقلة الكبرى فى العلاقات بين البلدين، بإشارة البيت الأبيض، الجمعة إلى أنه لن يسمح بتحول ملف حقوق الإنسان لنقطة توتر مع مصر.
وأضافت الصحيفة أنه فى أول زيارة للرئيس السيسى لواشنطن منذ توليه السلطة، ستركز المباحثات مع نظيره دونالد ترامب، على القضايا الأمنية والاقتصادية.
كما أشاد البيت الأبيض، الجمعة بشجاعة الرئيس السيسى وشنّه حرباً كبرى ضد الإرهاب وجهوده لتعزيز قوة الاقتصاد المصرى، مؤكداً على أن الرئيس المصرى اتخذ خطوات جريئة منذ توليه السلطة فى 2014، مثل دعوته لإصلاح الخطاب الإسلامى، وبدأ إصلاحات تاريخية وشجاعة.
وأضافت الصحيفة أن إدارة ترامب اتخذت منذ أيام قراراً بتهميش ملف حقوق الإنسان، ورفع القيود عن تصدير السلاح لبعض دول الشرق الأوسط، فى رسالة واضحة بأن إدارة رتامب تخطط لجعل التعاون الأمنى حجر الزاوية لعلاقاته بدول الشرق الأوسط بدون عقبات، بخلاف الإدارات السابقة، مثل جورج بوش الإبن، وباراك أوباما.
كما أبرزت الصحيفة أنه من المحتمل مناقشة ملف الإخوان المسلمين ضمن أجندة اللقاء بين السيسى وترامب، مضيفة أن الرئيس المصرى ضغط على واشنطن لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وهو الأمر الذى يناقشه مستشارى ترامب منذ توليه السلطة، والمطلب الذى رفضه أوباما، والخطوة التى تباطئت مؤخراً خوفاً من تحذيرات لتجنيد المزيد من المعتدلين لصفوف التنظيمات الإرهابية.
وفى بيان الجمعة، أوضح البيت الأبيض أنه لم يتخذ قراراً بشأن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، لكنهم توقعوا أن يثير الرئيس السيسى مناقشة تلك القضية.
كما أكد البيت الأبيض، أن الإرهاب التهديد الرئيسى للاستقرار بمصر، وأن الولاياتالمتحدة ملتزمة تماماً بمساعدة مصر لاتخاذ الخطوات اللازمة لهزيمة الجماعات الإرهابية بسيناء.
. كما أشارت وكالة "رويترز" إلى أن ترامب يدعم إجراءات الرئيس السيسى ضد الإرهاب، التى تشمل الجهود السياسية والعسكرية، وجهوده لإصلاح الاقتصاد المصرى.
وأوضح المسؤول الأمريكى أن ترامب مهتم لسماع رؤية السيسى عن الإخوان المسلمين خلال اللقاء، مضيفة أن أمريكا بجانب عدد من الدول، قلقة من أنشطة الإخوان المسلمين بالمنطقة.
وقال موقع "عروتز شيفع"، إن إدارة ترامب تمثّل بداية جديدة للعلاقات مع مصر، وترى تلك العلاقة جيدة من النواحى العسكرية والاستراتيجية. وأضافت أن أمريكا تمدّ مصر ب1.3 مليار دولار مساعدات لمصر، ورفضت مطالب تصنيف عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، كانقلاب.
كما أبرز الموقع أنه من المحتمل مناقشة ملف الإخوان المسلمين ضمن أجندة اللقاء بين السيسى وترامب، مضيفة أن الرئيس المصرى ضغط على واشنطن لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وهو الأمر الذى يناقشه مستشارى ترامب منذ توليه السلطة، والمطلب الذى رفضه أوباما، والخطوة التى تباطئت مؤخراً خوفاً من تحذيرات لتجنيد المزيد من المعتدلين لصفوف التنظيمات الإرهابية. القضية الفلسطينية: وأبرزت وكالة "شينخوا" الصينية، أن مصر تعمل بجدية لإحياء المحادثات الفلسطينية- الإسرائيلية، التى ستكون على رأس القضايا خلال لقاء السيسى وترامب.
وصرّح خبير فلسطينى للوكالة الصينية، أن مصر قلب العروبة تسعى لإيجاد حل سلمى، شامل وعادل للقضية الفلسطينية، مما يعنى استقراراً للمنطقة بأكلمها، مضيفاً أن ترامب يسعى أيضاً لاستغلال دور مصر الإقليمى لمكافحة الإرهاب، ووتحقيق تسوية سلمية إقليمية.
كما أشار المحلل الفبسطينى أن قضية فلسطين مصدر قلق لكافة الدول العربية، الأمر الذى تبّدى فى القمة العربية الأخيرة بالأردن، والتى حملت رسالة مشتركة لتوجيهها للرئيس الأمريكى.
شراكة إقليمية: ويعد التقارب المصرى- الأمريكى، تحولاّ نوعياً فى العلاقات بين البلدين منذ اضطرابات الربيع العربى، وزيادة النفوذ الإيرانى بالمنطقة. وفى تقرير سابق، لمجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، طالبت بمزيد من الدعم والشراكة الأمريكية لمصر لضمان تحقيق المصالح المشتركة والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.
وأشارت المجلة الأمريكية فى تقريرها مؤخراً "مصر بحاجة للشريك الأمريكى"، إلى أن الرئيس الأمريكى فعل الأصوب لدى مسارعته بالاتصال بنظيره المصرى عبد الفتاح السيسى، والتعهّد بدعم مصر، مما يعطى للقاهرة قوة دبلوماسية فى الفترة المقبلة.
وأضافت أن مصر ترى نفسها عمود الاستقرار بالشرق الأوسط، كما تحافظ على علاقة جيدة وعملية مع إسرائيل، وتحفظ أمن قناة السويس، لكنها تواجه تحديات الإرهاب بالمنطقة، ومشاكل اقتصادية تستطيع أمريكا المساعدة لحلها عبر التعاون العسكرى والاستخباراتى ودعم المنظمات التجارية الدولية.
وفى المقابل فإن أمريكا تحتاج لشركائها التقليديين بالشرق الأوسط "مصر والسعودية" لمواجهة النفوذ الإيرانى المتزايد بالمنطقة، كما تستطيع أمريكا تهدئة التوترات بين القاهرة والرياض، خصوصاً وأن حلف الناتو لديه برامج لتعزيز التعاون الإقليمى مع دول البحر المتوسط "حوار المتوسط"، وفقاً للصحيفة.