تناولت العديد من الصحف زيارة الرئيس إلى الأممالمتحدة وقالت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية إن أبرز ما يميز حضور السيسى عن المرتين السابقتين حيث حضر الدورة ال69 وال70 العامين الماضيين، أن التوقيت يتزامن مع السباق الانتخابى إلى البيت الأبيض، وهو ما جعل مرشحى الحزبين الديمقراطى والجمهورى هيلارى كيلنتون ودونالد ترامب يلتقيان مع قادة العالم الموجودين بالمدينة الأمريكية. لقاءات الرئيس مع مرشحى الرئاسة الأمريكية حظيت بالاهتمام الأمريكى والعالمى، حيث إن العلاقات الأمريكية - المصرية متوترة منذ ثورة 30 يونيو 2013، حيث قامت واشنطن بالعديد من الإجراءات العدائية تجاه الحكومة المصرية وعلى رأسها ورقة التلاعب بالمعونات والمساعدات العسكرية، فضلاً عن أن توجهات الرئيس الأمريكى الحالى ليست فى إطار التعاون مع مصر الحليفة التقليدية لها فى المنطقة، ولذلك كان لقاء كلينتون وترامب مهمًا فى مجمل أحداث الزيارة. ووفقًا للتقرير فإن كلينتون ربما ستلعب بنفس طريقة أوباما على صعيد السياسة الخارجية، وهو ما ينذر بمزيد من التعقيدات فى الشرق الأوسط إذا ما وصلت إلى الرئاسة فى الانتخابات المقررة نوفمبر المقبل، إلا أن لقاءها مع السيسى فى نيويورك والذى لم يكن الأول حيث التقت به فى الجمعية العامة قبل عامين، بعد انتخابه، وتحدث السيسى معها على انفراد هى وزوجها بيل. أما ترامب فقد تعهد بأن يكون حليفًا لمصر، وأثناء لقائه مع السيسى تراجع عن تصريحاته ضد المسلمين ومنعهم من دخول أمريكا، حيث أكد أن الولاياتالمتحدة ومصر لديهما مهمة أكثر خطورة وهى مكافحة الإرهاب، فضلاً عن إشادة ترامب بجهود مصر فى ذلك المجال، وأيضًا السياسات التى تقوم بها الحكومة المصرية الآن ضد الإخوان والذى أوضح ترامب أنه سوف يقوم بتصنيفها جماعة إرهابية إذا تولى رئاسة أمريكا. فى نفس الوقت أشار التقرير إلى أنه ربما يكون ترامب هو المرشح المفضل لدى المصريين الآن حيث إنه يدور فى عقول الشعب المصرى أن كلينتون تدعم الإخوان، ورغم ذلك فقد استغرق لقاء كلينتون مع السيسى أكثر من ساعة وهو الأمر الذى يشير إلى الأهمية التى توليها الولاياتالمتحدة لتحالفها مع مصر المستقرة نسبيًا وسط سخونة المنطقة، وأكدت كلينتون فى هذا الشأن أن مصر تواجه تهديدات إرهابية وسيكون لها دور حاسم فى أى جهود مستقبلية لجهود السلام بين إسرائيل وفلسطين. السيسى التقى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى، والرئيس اليمنى عبدربه منصور وتناول اللقاء دعم وتعزيز العلاقات المصرية - اليمنية فى جميع المجالات، فضلاً عن القضايا العربية ذات الاهتمام المشترك والقضايا المطروحة على الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتقى أيضًا مع سكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون، تناول اللقاء العديد من القضايا المتعلقة بالتعاون بين مصر والمنظمة الدولية فى عدة مجالات تنموية، كما تطرق إلى مشاركة مصر فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية. أيضًا كانت هناك لقاءات مع أوساط سياسية أمريكية مهمة والتى تضم مسئولين وعسكريين سابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، والتى تساهم فى تشكيل توجه دوائر صنع القرار الأمريكى المختلفة إزاء مختلف القضايا التى تمس الأمن القومى الأمريكى، والتقى أيضًا برئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى، وتم خلال اللقاء بحث تعزيز العلاقات بين البلدين فى المجالات الاقتصادية والسياسية، وجذب الاستثمارات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا فى الشرق الأوسط. كما التقى السيسى رئيس وزراء العراق حيدر العبادى، بحث اللقاء تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والعراق وتطورات الأوضاع الداخلية وجهود مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة بالأراضى العراقية، والتقى بالعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، كما التقى رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس. وكان لقاؤه مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، وجهود مصر لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك. الإرهاب وسوريا والقضية الفلسطينية كانت أبرز القضايا التى شغلت السيسى أثناء الرحلة الهامة، حيث أكد فى خطاباتها سواء فى مجلس الأمن أو غيرها أن الإرهاب خاصة تنظيم داعش الإرهابى لا تتم محاربته بالعتاد العسكرى فقط، ولكن لابد من خطط إقليمية ودولية فضلاً عن محاربة المفاهيم المتشددة عن طريق الثقافة والبعد الاجتماعى، وأوضح موقف مصر وجهودها خاصة فى سيناء، وأن القضاء على الإرهاب سوف يستغرق سنوات. وأكد أهمية حل الأزمة بشكل سياسى وليس بالتدخلات العسكرية وذلك للحفاظ على وحدة سوريا، مع وضع إطار لمواجهة المنظمات المتطرفة والإرهابية فى سوريا، والتى تقوم بالتأثير على استقرارها وعندما يحدث ذلك سوف يتمكن اللاجئون من العودة إلى بلادهم. وخرج السيسى عن نص الحديث المكتوب ليدعو إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وذلك من خلال إقامة دولة فلسطينية بجوار الدولة الإسرائيلية، وأن هذا الحل سيحفظ الأمن والأمان لكلا الدولتين ويحقق الاستقرار فى المنطقة، حيث إن إنهاء الصراع سوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة والقضاء على الإرهاب.