وافق البرلمان العراقي اليوم السبت، بالإجماع على قانون دمج هيئة الحشد الشعبي بالجيش العراقي في غياب ممثلي اتحاد القوى العراقية، وبحضور غالبية أعضاء التحالف الوطني. وقال النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي همام حمودي في تصريحات للصحفيين: "وافق البرلمان بإجماع الحاضرين على قانون هيئة الحشد الشعبي". وصوت البرلمان على القانون الجديد بعد تغيير اسمه إلى "هيئة الحشد" بعد أن كان "الحشد الشعبي". من جانبه اعتبر النائب عن اتحاد القوى العراقية رعد الدهلكي، في وقت سابق، أن تمرير هذا القانون وفق ما وصفه ب"سياسة لي الأذرع" سيمثل ضربة للتسوية الوطنية في البلاد، مشيرا إلى أن جميع الخيارات ستكون مفتوحة أمام الاتحاد للتعامل مع الأمر. ونتعرف على "الحشد الشعبي"، كما يلي: الحَشد الشعبيّ هي قوات شبه عسكرية عراقية مدعومة من الحكومة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وذلك بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد. تكونت نواة الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وهم بغالبهم من الشيعة، وانضمت اليهم لاحقا العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين، ونينوى، والأنبار، وكذلك إنخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين، والتركمان، والأكراد. وقد بين وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بأن قوات الحشد الشعبي منضبطة وتعمل بإمرة القيادات الأمنية العراقية، وانتقدت المرجعية الدينية في النجف بما وصفته (الحملة المسعورة) ضد مقاتلي الحشد الشعبي حيث بيّن ممثل المرجعية الدينية النجفية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، بأن الممارسات السيئة التي يتهم بها الحشد الشعبي لا تمثل النهج العام لأن أولئك المقاتلين دفعهم حبهم للوطن للتضحية وتعريض عوائلهم للمعاناة حسب قوله. المشروعية والتوجيهات إن الحشد الشعبي خاضع لسيطرة الحكومة العراقية، ويعتبر منظومة أمنية ضمن المؤسسة الأمنية العراقية كما صرح بذلك رئيس وزراء العراق، وله ميزانية تقدر ب (60 مليون دولار أمريكي) من الميزانية العراقية المخصصة لسنة 2015م. وقد قام المرجع الشيعي علي السيستاني -كونه المؤسس للحشد الشعبي عن طريق فتواه بالجهاد الكفائي- باصدار توجيهات دينية تنظم علاقة وتعامل الحشد الشعبي مع أهالي المناطق المحررة من تنظيم داعش بالعراق، وتتضمن التوجيهات 20 نقطة، تضمنت حث منتسبي الحشد الشعبي على التعامل بالأخلاق الإسلامية وعدم التعرض للناس أوأهالي المنتمين لداعش (في المناطق المحررة) بأي أذى أو اضطهاد، وعدم إيذاء الكبار بالسن والأطفال والنساء وعدم قطع أي شجرة إلا أن يضطروا إلى قطعها وكذلك معاملة غير المسلمين معاملة حسنة وعدم المساس بهم وغير ذلك مما قاله في توجيهاته على صفحته الرسمية في الإنترنت. الدعم الإيرانيّ والدوليّ إن الدعم الإيراني للعراق في مواجهة داعش اشتمل على الأسلحة والخبرات العسكرية كما بين ذلك نائب الرئيس العراقي السابق نوري كامل المالكي في قوله "أن الحشد الشعبي أوقف تقدم الإرهابيين ومنع إنهيار الجيش وسقوط بغداد، ولولا الدعم الإيراني لكان الوضع في العراق صعباً جداً"، وإن هذا الدعم الإيرانيّ جدي وسريع في إشارته إلى "أن إيران دعمت العراق الى حد كبير بسحب السلاح من بعض القطعات العسكرية الإيرانية ومن مخازنها". وتبعاً لنوري المالكي فإن إيران هي الدولة الوحيدة التي وقفت مع العراق بعد معركة الموصل في إشارته على أنه "يفتخر بدعم الإيرانيين للعراقيين لأنهم فقط من وقفوا إلى جانب العراق في مواجهة داعش والقاعدة، مشيراً إلى أن الاصدقاء الآخرين الذين كانت لدينا معهم علاقات وصداقات لم يقدموا لنا أياً من أنواع الدعم". كما يقتصر الدعم الدولي للعراق على الضربات الجوية التي تنجزها الدول الغربية ودول أخرى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية بتنسيق مع الحكومة العراقية، وكذلك على المعلومات الإستخباراتيّة. وترددت أخبار صحفية وتلفازية بأن هناك نوع من التواجد العسكري (جنود مقاتلون) على الأرض العراقية تابعين لإيران وبريطانيا ودول أخرى، إلا أن الحكومة العراقية تنفي نفياً قاطعاً لوجود أي قوات أجنبية (غير عراقية) على أرض العراق كما صرح بذلك رئيس الوزراء العراقي حيدر العباديّ في أكثر من لقاء متلفز، وأعرب على أن الوجود الأجنبي (غير العراقي) على الأرض العراقية يقتصر على مستشارين أجانب (غير عراقيين) وظيفتهم تقديم النصح والمشورة العسكرية فقط. الإعتراف الدولي إن الأممالمتحدة التي تمثل الشرعية الدولية، وفي خطاب لها على لسان الممثل الخاص للأمين العام، ورئيس بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) يان كوبيش بتاريخ (2015/7/22) ذكرت الحشد الشعبي، حيث قال يان كوبيش إنه بعد مرور عام على سقوط الموصل، يبقى ثلث العراق تحت سيطرة وإدارة تنظيم داعش، مضيفاً "إن الهجمات العسكرية لقوات الأمن العراقية، بدعم حاسم من قوات الحشد الشعبي، والمتطوعين من القبائل السنية، والتحالف الدولي، لم تغير الكثير في الوضع على الأرض"[32]، حيث إن هذا الذكر من قبل الأممالمتحدة في خطابها الرسمي يشير إلى الإعتراف الضمني بشرعية الحشد الشعبي دولياً، من حيث يواجه الحشد إنتقادات من بعض الجهات السياسية العراقية وبعض الدول. في 12 مارس 2016 م، قام القنصل الأمريكي ووكر بزيارة رسمية لجرحى الحشد الشعبي بمستشفى الصدر التعليميّ بالبصرة، أعرب القنصل أمام الصحافة بالمستشفى وباللغة العربية "الولاياتالمتحدة تعترف بالمساهمة المهمة التي يقدمها الحشد الشعبيّ تحت قيادة رئيس الوزراء، وأغلب الحشد الشعبيّ جاء من الجنوب، ولهذا أود أن أبعث تعازي لكل أهل البصرةوالجنوب الذين فقدوا أحبائهم أو أصدقائهم في الحرب ضد داعش"، كما قال لأحد جرحى الحشد بالعربية "الشعب الأمريكيّ والشعب العراقي فخورين جداً جداً"، كما قام القنصل ووكر بتسليم هدايا للجرحى، وأفاد القنصل قبل مغادرته بأن الحكومة الأمريكية لا تضع أي فيتو على مشاركة الحشد بتحرير الموصل من داعش، وأن الأمر متروك للحكومة العراقيّة، وهذه الزيارة تشير بصورة غير مباشرة على إعتراف من نوعٍ ما للحكومة الأمريكيّة بالحشد الشعبيّ. الميزانية تقدر ميزانية 2016م التي خصصتها الدولة العراقية للحشد الشعبي بترليون و160 مليار دينار عراقي. فصائل الحشد الشعبي تقدر فصائل الحشد الشعبي بسبعة وستين فصيل موزعين بين العراق وسوريا، وهم: "سرايا السلام/التيار الصدري منظمة بدر - الجناح العسكري، كتائب حزب الله العراقي، عصائب أهل الحق، كتائب سيد الشهداء، حركة حزب الله النجباء، كتائب الإمام علي، كتائب جند الإمام، سرايا الخراساني، لواء أبو فضل العباس، سرايا الجهاد- المجلس الأعلى الإسلامي، أنصار العقيدة –المجلس الأعلى الإسلامي، سرايا أنصار عاشوراء-المجلس الأعلى الإسلامي، كتائب التيار الرسالي، فرقة العباس القتالية، كتائب الشهيد الأول-حزب الدعوة- تنظيم العراق هاشم الموسوي، كتائب الشهيد الصدر الأول-حزب الدعوة - تنظيم العراق هاشم الموسوي، تائب النخبة والغيث الحيدري- حزب الدعوة – تنظيم الداخل عبدالكريم العنزي، لواء علي الأكبر- منظمة العمل الإسلامي، لواء الشباب الرسالي، لواء أنصار المرجعية، لواء أسد الله الغالب، جيش المختار فيلق الوعد الصادق، كتائب أنصار الحجة، كتائب قمر بني هاشم، حزب الله الثائرون، كتيبة عماد مغنية، كتائب حزب الله العراقي لواء قاصم الجبارين، لواء الإمام القائم، كتائب أئمة البقيع، حركة أنصار الله الأوفياء، لواء المنتظر، كتائب ثائر الله كاتب القصاص، كتائب أشبال الصدر، كتائب ثائر الحسين، كتائب مالك الأشتر، كتائب الدماء الزكية، لواء ذو الفقار، حركة الأبدال، كتائب مسلم بن عقيل، لواء أنصار المهدي، لؤاء المؤمل، كتائب العدالة، كتائب الفتح، كتائب سرايا الزهراء، حركة العراق الإسلامي العتبة الحسينية، لواء علي الاكبر، لواء زينب العقيلة، لواء الطف، كتائب الامام الغالب، كتائب الامام الحسين، كتائب القيام الحسيني، كتائب درع الولاية، كتائب القارعة، كتائب يد الله، كتائب بقية الله، كتائب الشبيبة الاسلامية، كتائب جمعية آل البيت، سرايا الدفاع الشعبي، كتائب الطفل الرضيع، سرايا المختار الثقفي، سرايا لواء السجاد، كتائب وعد الله، كتائب الغوث الأعظم، كتائب بابليون". آخر عمليات الحشد الشعبي في 2015 م توزع الحشد الشعبي الحالي في مناطق المعركة، يشمل المشاركة في عمليات مدينة الفلوجة. ومدينة الرمادي التي يغلب عليها الجيش والشرطة العراقية، وعملية لبيك يارسول الله الثانية التي انطلقت في 12 إكتوبر 2015، بمناطق الصينية، وألبو جواري، وشمال بيجي، ومصفى بيجي (مصفى الصمود)، ضمن قاطع محافظة صلاح الدين، وتسعى عملية لبيك يارسول الله الثانية لتحرير كافة مناطق محافظة صلاح الدين بما فيها الشرقاط، وفي 14 إكتوبر 2015، سيطرت قوات الحشد الشعبي، والقوات المسلحة العراقية، بمعية العشائر المنتفضة في تلك المناطق، على قضاء بيجي بالكامل، وفي الوقت الحاضر يعد قضاء بيجي، ومنطقة الصينية مسيطران عليهما بالكامل من الحكومة العراقية. في 2016 م في الأول من مارس 2016م، انطلقت عمليات لتحرير كامل جزيرة سامراء ومناطق جنوب غرب تكريت والمناطق المحيطة بها تحمل اسم (عمليات الإمام علي الهادي)، وتشارك في هذه العمليات جميع فصائل الحشد الشعبي، والجيش والشرطة الاتحادية، وكذلك طيران الجيش والقوة الجوية، ولهذه العمليات عدة أهداف، وهي: تأمين بغداد ومحافظة صلاح الدين ومرقدي الإمامين العسكريين، ولتطويق الأنبار بشكل أكبر، وفي 3 مارس 2016 تم تحرير جزيرة سامراء. في 15 شعبان 1437 ه والموافق لتاريخ 23 مايو 2016 م، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي عن إنطلاق عملية (كسر الإرهاب) لتحرير الفلوجة،[40][41] وسماها الحشد الشعبي (عمليات 15 شعبان)، ويشارك بهذه العملية الجيش والشرطة والفرقة الذهبية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر المحلية لقضاء الفلوجة وغيرهم، وتقتصر مشاركة الحشد الشعبي على معارك أطراف مدينة الفلوجة وجزيرة الخالدية[43] وتطويق الفلوجة ومساندة القوات الأمنية. وفي 26 مايو 2016 م تم تحرير كرمة الفلوجة بالكامل. في 4 يونيو 2016 م، قام الجيش العراقي والشرطة والحشد الشعبي بتحرير الصقلاوية بالكامل. في 26 يونيو 2016 اعلان تحرير الفلوجة كاملة بتحرير آخر حي كانت تحتله داعش. وفي 17 أكتوبر 2016، ابتدأت الحرب البرية لتحرير الموصل من قبل الجيش والشرطة العراقيين وبمشاركة البيشمركة والحشد الشعبي، وقد أعلن عن بدئها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 17 أكتوبر 2016 الموافق 16 محرم 1438 ه، وتهدف العملية إلى اعادة المدينة إلى الإدارة العراقية.