يرتبط انتعاش صناعة "دباغة الجلود" بموسم عيد الأضحى لكثرة الذبح في هذا الموسم عن باقي أوقات السنة، ويتباهى المصنعين في موسم العيد بعرض السجاد المصنوع من الجلود الطبيعية والتي تتزين بمختلف ألوانه وأنواعه. وفي التقرير التالي نرصد كيفية "دباغة الجلود" والأماكن المشهورة بهذه الصناعة. الأماكن المشهورة بالصناعة وتشتهر مناطق "سور مجرى العيون" و"زقاق السلطان" و"الحارة الكبيرة" بدباغة الجلود في منطقة مصر القديمة، منذ ما يزيد على ألف سنة، وأصبحت في السنوات الأخيرة واحدة من أبرز الأماكن التي يحرص السياح على زيارتها للاستمتاع بمشاهدة حرفة يدوية لا تزال تمارس بالأساليب القديمة ذاتها. ورغم ما يعانيه الدباغون من مشكلات صحية تتعلق بطبيعة المهنة إلا أنهم ماضون على طريق الآباء والأجداد في ممارستها وصناعة الجلود منها. الأسعار تنخفض في عيد الأضحى وعملية دباغة الجلود تتواصل على مدار العام حيث تعتمد غالبية المدابغ على ما يأتي من السلخانات والجزارين بعد ذبح الأبقار والجاموس، ولكن في عيد الأضحى من كل عام تكثر الذبائح ومعها تكثر جلود الحيوانات ما يهبط بأسعارها إلى النصف تقريبا لكثرة المعروض. 18 مرحلة للجلود في المدبغة وتمر الجلود في المدبغة على 18 مرحلة حتى يكون جاهزة للصناعة، وتبدأ المراحل بعد عملية الذبح وفصل الجزار للجلد عن لحم الحيوان، وبمجرد أن يصل الجلد إلى المدبغة يوضع في الملح لمدة 10 أيام حتى لا يتعفن، ثم في دائرة حلزونية الشكل، ويتم وضع مواد كيميائية عليه وحجر جيري لمدة تتراوح من 10 إلى 12 ساعة حسب نوع الحيوان فالأبقار والجاموس والجمال تحتاج جلودها إلى ساعات أكثر من جلود الخراف والماعز. وتتم الاستعانة بالحجر الجيري لنزع شعر الحيوان من الجلد، وتنظيفه جيدًا، ثم تبدأ مرحلة إزالة قطع اللحم والدهن الصغيرة العالقة في الجلد، ثم يغسل الجلد بماء نظيف، وتلي تلك عملية ضرب الجلود بوضعها في حمام ماء مخلوط بمحاليل حمضية بمقادير مختلفة حسب طبيعة الجلد لإتمام تنظيفه نهائيا من أي شعر أو دهن، ثم عمليات الدباغة التي لا يتقنها إلى الصناع المهرة بما يملكون من خبرات فالمقادير هنا ووقت بقاء الجلود في المنقوع أمر بالغ الدقة، وأي تغيير يأتي بنتائج سلبية ويؤدي إلى فشل العملية وإتلاف الجلد. طرق الدباغة وهناك أربع طرق للدباغة منها طريقة الدباغة النباتية التي تتم في أحواض كبيرة مملوءة بمحاليل الدباغة والتي تحضر من الماء ومادة التانين. وتستغرق من شهر إلى ثلاثة، ولكن الجلود السميكة قد تتطلب دباغتها سنة كاملة. وتتميز الجلود المدبوغة بأسلوب الدباغة النباتية بصلابتها ومقاومتها العالية للماء بالمقارنة بالجلود المدبوغة بالكروم. أما الطريقة الثانية في الدباغة هي الدباغة بالكروم وتجرى بإستخدام محلول دباغة من أملاح الكرومات حيث يتم أولا نقع الجلد في محلول من حمض الكبريتيك والملح، ويستمر لفترة ثم تزال الجلود وتغسل ويوضع الجلد في أسطوانات الدباغة المملوءة بالماء وكبريتات الكروم ما يكسب الجلد اللون الأزرق الفاتح أو الأسود، وتكون الجلود المدبوغة بالكروم أكثر مقاومة للحرارة والخدش وأكثر مرونة، وتستخدم الجلود المدبوغة في الكروم في صناعة الطبقة العلوية للأحذية والقفازات، والمحافظ والأمتعة وتنجيد المفروشات. وهناك طريقة ثالثة في الدباغة، تعتمد على الخلط بين الطريقتين السابقتين وذلك لإنتاج جلود ذات خواص معينة مثل جلود الملابس الشديدة النعومة أو القفازات أو الطبقة العلوية للأحذية. والنوع الرابع من الدباغة يتم بالزيوت ويستخدم في جلد الشمواه المصنوع من جلود الماشية ويزال الصوف من جلد الماشية، ويتم بعد ذلك شق الجلد إلى طبقات، وتستخدم الطبقات القريبة من اللحم في صناعة الشمواه.