أبو زكري: البلاك بلوك أداة ل"رجال مبارك ومرسي" وبيان اعتزالهم لعبة إخوانية جديدة عكاشة: اعتزال "البلاك بلوك" شو إعلامي لتضليل الجيش والشرطة "الكتلة السوداء".. ذلك الوصف الذي طارد جماعة " البلاك بلوك" منذ 3 أعوام مع بداية أول ظهور لها في شوارع مصر، حيث ظهرت مجموعات من الشباب الذين يرتدون الثياب السوداء ووجوههم مغطاة أيضاً بقطعة سوداء يجوبون الشوارع مثيرين العنف والشغب. ظلت جماعة "البلاك بلوك" بين الاختفاء والظهور طوال الأعوام الثلاثة إلا أنها خرجت أمس ببيان اعتزالها الذي أكدت فيه عن عزمها لعدم خوض معارك من جديد، وقد تسبب ذلك القرار بإثارة بعض التساؤلات حول ماهيته هل هو قرار حقيقي أم مجرد مراوغة لعودتهم للعنف مرة أخرى خصوصاً مع قرب الذكرى الخامسة لثورة يناير. "الفجر" قامت برصد تاريخ "البلاك بلوك" في مصر، وقامت بكشف حقيقة بيان الاعتزال. - التاريخ الأسود ل"البلاك بلوك" * بداية الظهور.. وإعلان الحرب على الإخوان بدأ ظهور جماعة "البلاك بلوك" إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث شاركت في تظاهرات عديدة ضد الإخوان، واشتبكت مع عناصر التنظيم في عدد من المحافظات، كماهاجمت عدد من مقرات حزب الحرية والعدالة وحرقتها. كما بدأت أعمالهم في الشغب بقطع كوبري 6 أكتوبر، كما قاموا بقطع طريق ترام المدينة بالإسكندرية، وهددوا بإشعال النيران بمقر مجلس الشورى، وتمكنوا من حرق مقار جماعة الإخوان. وقالت الحركة في أول بيان مسجل لها نشرته على موقع "يوتيوب": "إنها جزء من الكل في العالم، وإن هدفها هو إسقاط نظام الإخوان المسلمين" مُعلنين تصديهم لأي اعتداء ضد المتظاهرين، وأيضاً أعلنوا عدم تعرضهم للجيش والشرطة. كما حذر البيان وزارة الداخلية من التدخل، وقال: "إنهم لن يتهاونوا في الرد على وزارة الداخلية إذا ما واجهتهم، لدى محاولتهم إسقاط الفاشية". * الهجوم بعد الاختفاء على نظام السيسي وبعد العديد من التظاهرات والبيانات التي خرجت من " البلاك بلوك" في عهد الإخوان، اختفت المجموعة مع عزل مرسي والإخوان، ولكنها عادت بهجوم حاد للرئيس "عبد الفتاح السيسي"، حيث قالوا في أحد بياناتهم:" السيسي أخطأ في حقنا هو ونظامه وسيسقط كالذي كان قبله". * عودة ل"العنف" ضد السيسي وفي مايو 2015 ، جددت مجموعة "البلاك بلوك" أعمالها الإرهابية، في عهد الرئيس " السيسي"، حيث قامت بإضرام النيران في 5 أوتوبيسات تابعة لجمعية نقل الركاب بالإسماعيلية، وأشعلت النيران في فرع فودافون بشارع خاتم المرسلين بحي العمرانية في الجيزة. * إعلان المشاركة في الذكرى الرابعة لثورة يناير وفى أكتوبر 2015 دعوا للنزول بتظاهرات في يوم 25 يناير، وقالت في بيان لها: "لم تحقق مطالب من مات داخل الدولة أثناء ثورة يناير وتوالت رصاصاتكم تنطلق داخل صدورنا، وكما رفضنا حاكم إخواني سنبارك روح يناير من جديد.. المجد للشهداء والمعتقلين.. الثورة مستمرة". * بيان الاعتزال وبعد دعواتهم للنزول في الذكرى الخامسة للثورة فجرت مجموعة " البلاك بلوك" مفاجأة حول اعتزالها، حيث قالت في بيان نشرته ب"فيس بوك" أعلنت فيه الانسحاب من المشهد بالكامل وعدم خوض أي معارك من جديد، حيث قالت: "منذ أن قررنا العودة، عدنا، والبعض يشكك والبعض يتآمر، والنظام ورجاله في مطاردات مستمرة لنا، واليوم ننوه الجميع بأننا سابقًا تصدينا للمدعو أحمد شفيق حينما كان هاربًا لعلمنا التام بأنه أحد رجال الثورة المضادة، وبينما نحن ككتلة مستقلة تمامًا، نرى وبنصب أعيننا التي هي بداخل كل كيان أمنى وسياسي وشعبي، وتوغلنا بداخل كل الطبقات، أن المؤامرة على شباب الثورة المصرية الذين خاضوا معارك دامية في 2011 وإلى الآن مستمرة.. ونكرر إلى الجميع أن هذا البيان ليس خوفًا أو تفاوضًا أو صفقة، وإنما علما بالخيانة التي داخل كل المدعين.. الله، الوطن، الثورة". _ تضليل الأمن...والاستنساخ وفي هذا الشأن قال الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة، إن مجموعة "البلاك بلوك" هي نوع من الإرهاب العشوائي الذي يظهر بمجموعات صغيرة غير مؤهلة ومدربة كباقي العمليات الإرهابية، مؤكدا أن البلاك بلوك الذي ظهر في عهد مرسي مختلف تماما عن الذي ظهر في عهد السيسي. وأوضح أن مجموعات بلاك بلوك اليوم، قامت باستغلال واستنساخ فكرة بلاك بلوك القديمة لخلط الأوراق على الشعب ورجال الأمن، ولبعد فكرة انتماء تلك المجموعة لجماعة الإخوان الإرهابية، مشيرا إلى أن تلك المجموعة تنتمي للإخوان وتنتهج نفس فكرهم، وأعضائها هم شباب الجماعة الإرهابية. وأكد عكاشة أن ذلك البيان غرضه الشو الإعلامي الذي يسعى لتضليل وتشتيت رجال الأمن، مشيراً إلى أن توقيته قبل ذكرى الثورة وبيان المجموعة السابق الذي أكد أنهم سيشاركون في النزول في الذكرى الخامسة كشف مخططهم القذر من بيان الاعتزال. - لعبة إخوانية جديدة لإرباك الجيش والشرطة وأضاف اللواء جمال أبو زكري، الخبير الأمني، أن جماعة البلاك بلوك التي ظهرت بعد عزل الإخوان تختلف تماما عن التي ظهرت في عهدهم، موضحا أن مجموعة بلاك بلوك الأولى كانت مدعومة من مبارك وأنصاره لإزاحة الإخوان المسلمين من الحكم، بينما التي ظهرت تلك الأيام تحت إشراف جماعة الإخوان الإرهابية بغرض إرباك المشهد السياسي والعقل المصري، قائلاً: "البلاك بوك الأداة التي استخدمتها الأنظمة في حروبهم لبعض.. فقام رجال مبارك باستخدامهم لإزاحة مرسي.. ثم يحاول الإخوان استخدامهم لإزاحة السيسي" وحول بيان اعتزالهم، أكد أبو زكري، أن ذلك البيان لعبة جديدة من الإخوان لإرباك رجال الجيش والشرطة قبل الذكرى الخامسة للثورة، قائلاً: "ذلك البيان خطة إخوانية جديدة سيتم إحباطها".