أعلنت مسئوليتها عن حريق أتوبيسات الاسماعيلية .. ومقر فودافون بالعمرانية تتوعد رجال الجيش والشرطة واستهداف المنشآت العامة .. وطوارئ بالداخلية للقبض على أعضاء الحركة خبراء : عمليات العنف يقوم بها أعضاء جماعة الإخوان ويستخدمون اسم "بلاك بوك" ل "مراوغة" قيادات الشرطة بعد غياب طويل عن الساحة السياسية إمتد لأكثر من عامين عادت بكل قوة حركة ال"بلاك بلوك " للظهور من جديد.. لكن شتان الفارق فخلال الظهور الأول لها اتخذت الحركة موقفا معاديا من جماعة الإخوان اعتراضا على الطريقة التى أدرات بها البلاد أثناء تولى الرئيس المعزول محمد مرسى سدة الحكم .. لكن هذه المرة عادت الحركة لتعلن ولاؤها لجماعة الإخوان متخذة من قيادات النظام الحاكم والمنشآت الحيوية هدفا لها , حيث أعلنت مؤخرًا مسئوليتها عن العملية الإرهابية التي شهدتها محافظة الإسماعيلية والتى تجسدت حرق 5 أتوبيسات , فضلاً عن حرق فرع فودافون بشارع خاتم المرسلين بالعمرانية بمحافظة الجيزة ، واثارة الفوضى بمناطق عدة بالقاهرة بجانب ترويع الآمنين وتوعدها بقتل رجال الجيش والشرطة وتهديدها بتنوع عملياتها خلال الفترة المقبلة. وقد اعلنت الحركة في بيان لها مسئوليتها عن تلك الأعمال، وعن إشعال النيران بموقف الأتوبيسات الجديد بالإسماعيلية، ردًا على الاشتباكات التي دارت مؤخرًا مع مجموعات تابعة لها وإصابة أحد التابعين لها بجروح خطيرة.. وكانت حركة بلاك بلوك قد أعلنت عن وجودها بشكل رسمي في بيان نشرته على صفحتها بعنوان "الكتلة السوداء"، أكدت فيه على انطلاق الحركة من جديد، ولكن هذه المرة ليس ضد جماعة الإخوان المسلمين ، ولكن معهم بسبب إهانة ثورة 25 يناير، وفقا لما جاء في بيان الحركة، وبعد هذا البيان طالبت الحركة مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وحركات 25 يناير بإعلان الانضمام إلى الحركة، والبدء في التصعيد ضد الدولة، والذي ظهر بشكل رسمي في الإسماعيلية بعد حرق 5 أتوبيسات نقل، ومن بعدهم حرق سيارة تابعة للشرطة. جاءت بداية حركة ال "بلاك بلوك" وظهورها الحقيقى مرتبطًا ببعض أحداث العنف في الذكرى الثانية لثورة يناير، كمتغير جديد في الساحة السياسية المصرية بعد الثورة، وعبرت تلك الجماعة عن نموذج لحركات العنف غير التقليدية التي ليست لديها نفس الأطر الفكرية والأيديولوجية لحركات العنف التقليدية، المشهورة فى الحركات الاسلامية مثل: تنظيم القاعدة، والسلفية الجهادية، التي ظهرت بصورة ملحوظة داخل سيناء خلال الاربع سنوات الاخيرة عقب ثورة 25 يناير . وطبقًا لدراسة أجراها المركز العربى للبحوث , أكد أن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي مرت بها الدولة المصرية عقب الثورة، شكلت بيئة مواتية لبزوغ مثل هذه الحركة خصوصا بعد تراجع دور الدولة، وعدم قدرتها على التفاعل والتصدرى لحركات ما بعد الثورة، وهى الإشكالية التي تسببت فى استغلال الدين فى الدعاية السياسية وحالة الاستقطاب التى شهدها المجتمع فى الواقع السياسي. وألمحت الدراسة إلى أن جماعة "بلاك بلوك" تمثل امتدادًا عالميا لحركات عنف في عدد من الدول الغربية، ظهرت للرد على قضايا بعينها، فلقد كان أول بزوغ لتلك الجماعة في منتصف الثمانينيات في ألمانياالغربية، احتجاجا على استخدام الشرطة الألمانية للعنف المفرط، أثناء محاولة إخلاء سكان بعض المناطق من أجل إنشاء محطة للطاقة النووية، وامتدت الحركة إلى الولاياتالمتحدة في التسعينيات أثناء التظاهرات ضد حرب الخليج عبر نشطاء "الأناركية" واللا سلطوية، كما شاركت في المظاهرات المناهضة العنيفة للرأسمالية ضد منظمة التجارة العالمية في العام 1999. وبدت "بلاك بلوك" أكثر عنفا في عام 2011، أثناء احتجاجاتها على غلاء الأسعار، وخربت الكثير من المحال التجارية في لندن. وترتبط "بلاك بلوك" بشكل عام ، عالميا بصورة أو بأخرى بفكر الأناركية، وهى فلسفة سياسية ترى الدولة غير مرغوب فيها، وغير ضرورية، وتعارض السلطة، كما أن تأسيس مجتمع متساوى قائم على العدالة والمساواة يعد من الأفكار الرئيسية لهذه الفلسفة. أما في مصر فسعت "البلاك بلوك"، من خلال ظهورها كعنصر جديد في المعادلة السياسية، إلى التفاعل مع معطيات ما بعد الثورة عبر نهج أكثر عنفاً في محاولة لتغيير الحالة السلمية التي كانت السمة الغالبة لثورة 25 يناير ، وتوجه عنفها بالأساس للنظام القائم الذي لا يعبر من وجهة نظرهم، وهو جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم فإن عنف الحركة كان موجه ضد الجماعة والداخلية التي كانت تدعم هذا النظام وتواجه المتظاهرين الرافضة لاستمرار الاخوان فى الحكم ، فالحركة كانت تحاول استدعاء أفكار ثورة يناير وتحاول تطبيقها، ولكن بأدوات أكثر عنفاً، حيث تروج لفكرة إسقاط النظام الإخواني، خاصة مع تواتر الأخبار عن مسئولية الحركة عن الاعتداء على مقرات تابعة لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة. وتابعت الدراسة: الحركة تتسم بإيمانها الشديد بالعنف ، وتستخدم قنابل المولوتوف والحجارة، وتميل لتخريب الممتلكات العامة والدخول في حرب شوارع مع الأمن، ثم تنصرف سريعا بعد تحقيق هدفها من الموقع المستهدف، الأمر الذي يدفع البعض إلى توقع أنها تنتمي لتنظيم غير معلن يحرك تلك المجموعات في الشارع، بينما يرفض آخرون هذا التفسير، معتبرين أنها تمثل ذراع تيارات سياسية معلنة لمواجهة الخصوم، ولموازنة القوة في الشارع. ومن سمات الحركة أيضًا حسب ما ذكرته الدراسة أنها تركز على الشريحة العمرية للبلاك بلوك بين 16 و25 عاما، بحسب المعلومات المتداولة، مما قد يشير إلى أنها فئة شباب غاضب، ومتحمس في الوقت نفسه، بما يسهل من توجيهه في الشارع، كما أن لدى الجماعة قدرة أكبر على التعامل مع الفضاء الإلكتروني والترويج لأفكارها، عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتمتلك قدرات تنظيمية تقترب بها من حركات العنف التقليدية، وإن كانت ليست على الدرجة نفسها من التسليح . وبالنظر فى الهيكل التنظمى للحركة وما أكدتة على الصفحة الخاصة بها على "فيس بوك" أن "المجموعة تعمل في إطار منظم، وتتشكل الحركة من مجموعات لكل منها قائد، وهناك قائد عام للمجموعة في المحافظة، ويعمل بالتنسيق مع مجموعات أخرى في المحافظات، ولذلك يتضح أن تنظيم الحركة قريب جدًا من تنظيم جماعة الاخوان المسلمين ، من حيث الدقة واتباع التعليمات وتسلسل القيادات داخل الجماعة الواحدة . وحللت الدراسة العوامل التى أدت لظهور بلاك بلوك بعد 25 يناير ، وكون أنها تنطلق من عدة عوامل رئيسية ترتبط بالسياق المصري بعد الثورة. أولها: وجود صراع بين ثنائية الديني والمدني وهى واحدة من الإشكاليات التي أضافت على الساحة السياسية المزيد من التعقيد ، فهي لم تكن غائبة عن المشهد في مجمله بصورة جعلت الاستقطاب في أقصى درجاته، ولكن المأزق الحقيقي أن هذه الثنائية تم استدعاؤها عندما تحولت الثورة من مسارها السلمي إلى مسار أكثر عنفاً ، وبذلك ظهرت في هذه السياقات حركة بلاك بلوك لتطرح نفسها كحركة موجهة ضد التيار الديني ، علاوة على محاولات استخدام الحركة من قبل بعض القوى السياسية كوسيلة للضغط على الإسلاميين، وهو ما اتضح بعد إصدار النائب العام السابق طلعت عبد الله فى ذلك الوقت قرارا بضبط المنتمين للحركة، حيث سعت قوى سياسية إلى مطالبة النظام بفتح كافة ملفات العنف، ومنها احداث الاتحادية ، دون الاقتصار على التعامل الانتقائي مع بلاك بلوك. ثانيا: فشل القوى السياسية، سواء من كانت في الحكم أو المعارضة، في استيعاب القوى الشبابية بعد الثورة ، الأمر الذي ولد شعورا بالإحباط من مجمل تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد ثورة من الآمال التى لم تتحقق على أرض الواقع. ثالثاً : الاستقطاب والتراشق داخل المجتمع المصري، والذي تعدى حدود الخلاف السياسي إلى اعتداءات وسباب متبادل تورطت فيه التيارات السياسية بعد الثورة، مما مهد لبيئة ظهور جماعات تؤمن بالعنف لتحقيق أهدافها. رابعًا: حالة الانفلات الامنى التى اصابت الدولة المصرية بعد ثورة 25ينابر، لاسيما على صعيد وظائفها الأساسية كالأمن والقضاء والتنمية، الأمر الذي أحدث جرأة على هذه الدولة، لاسيما بعد كسر حاجز الخوف بعد ثورة 25 يناير، وبالتالي لا يمكن فصل "بلاك بلوك" عن مجمل الانفلات الأمني، وميل المجتمع إلى العنف ضد الدولة بعد الثورة. فى البداية أرجع أحمد دراج الخبير السياسى والمتحدث الرسمى باسم تحالف 25 -30 , عودة ظهور حركة بلاك بلوك للمشهد السياسى ، لعدة احتمالات ، أولها : أن هذه الجماعة تابعة لمجموعة من أصحاب المصالح الخاصة الذين ينتمون لنظام مبارك، بهدف الضغط على النظام الحالى لاخضاعه وتقبله لافكارهم وسياستهم المتعلقة بالسيطرة والتربح والفساد . الاحتمال الاخر أن تكون تلك الجماعة تابعة لجماعة الاخوان المسلمين التى ، تريد أن تجذب العديد من الحلفاء من أجل ممارساتها الارهابية لإسقاط الدولة المصرية ، وهو الاحتمال الأضعف . وربط "دراج" ظهور "بلاك بلوك" فى 2011 ، برغبة رموز نظام مبارك فى محاربة الاخوان عندما كانوا فى الحكم وروجوا لهذه الحركة جيدًا وانفقوا عليها أمولا طائلة ، وبعد سقوط الاخوان تم تجميد الحركة لاعتقادهم أنهم يستطيعون السيطرة على النظام وقيادة الثورة المضادة لإعادة قواعد نظامهم من جديد ، إلى أن اكتشفوا أن المناخ غير مناسب مما دفعهم لتجديد نشاط هذه الحركة من جديد للضغط على النظام . واستبعد "دراج" أن يكون لشباب الثورة علاقة بهذه الحركة ، قائلاً : مثل هذه الحركات تتطلب امولاً ضخمة ومثل هذه الحركات لاتستطيع توفيرها . ويرى الكاتب الصحفى والمحلل السياسى صلاح عيسى ، أن ظاهرة "البلاك بلوك" لا تتعدى كونها اسم يطلق على مجموعة ممن يمارسون العنف ضد الدولة ، مشيرًا الى أنه لا يستطيع أى شخص أن يحدد إن كانت تلك الجماعة هى من ظهرت منذ عامين لمحاربة الإخوان أو غيرها، لافتًا الى أن هناك العديد من المليشيات الإخوانية التى تتبنى عمليات إرهابية ويتم إلصاقها بجماعات أخرى مثل بيت المقدس أو أجناد مصر أو غيرها من الجماعات التى تعمل تحت مظلة الإخوان . وطالب "عيسى" الأجهزة الأمنية بتحديد هوية هذه الجماعة لمعرفة اسباب ممارستها للعنف، وإن كانت بالفعل مجموعة من الشباب الغاضب أم غير ذلك. ويقول العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، أن ظهور حركة "بلاك بلوك" من جديد ، عملية خداع للأجهزة الأمنية لصرف الانظار بعيدًا عن تنظيم الإخوان ، مؤكدًا أن من قام بعملية حرق أتوبيسات ومقر إدارة المرور بالإسماعلية جماعة الاخوان المسلمين وليس غيرها وأن عملية استخدام اسم "البلاك بلوك" مراوغة وليست حقيقة كما يدعى البعض, الهدف منها تشتيت اهتمام الأجهزة الأمنية عن ممارسات الجماعة الإرهابية . وأضاف عكاشة أن ما يحدث من عمليات عنف ، ما هى إلا عمليات لتنظيمات واحد وهو تنظيم الاخوان ، مشيرًا الى أن جميع العمليات الارهابية التى ارتكبها تنظيم الإخوان تحت مسمى كتائب حلوان ومجموعة العقاب الثوري وأجناد مصر، واخيرًا جماعة "بلاك بلوك" نفذت بشكل وكيفية مماثلة ، ومن ثم فإن بلاك بلوك جماعة منبسقة من تنظيم الاخوان . وأرجع "عكاشة" أسباب عودة اسم "بلاك بلوك" إلى إفلاس الإخوان وذلك لمحاولة إثبات أن هناك تيارات مختلفة لا تزال متعاطفة مع الجماعة ومستعدة لمحاربة الدولة فى ظل حالة الصراع مع الإخوان.