شهدت الأسواق المصرية في الآونة الأخيرة، ارتفاعاً جنونيًا لأسعار السلع الغذائية فتارة ترتفع وأخرى تنخفض ولكن بنسبة غير ملموسة لدى المواطن؛ فتظل هذه المشكلة تؤرق محدودي الدخل الذين يقفون في المنتصف عاجزين أمام احتكار التجار للسلع وغلاء الأسعار، حيث زادت نحو 25 في المائة عن أسعار الموسم الماضي، واشتدت وطأتها على الفقراء مما زاد من معانتهم. ورغم وعود الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة بتخفيض الأسعار مع نهاية شهر نوفمبر الماضي، وافتتاح القوات المسلحة لأكثر من 341 منفذاً لبيع السلع الغذائية بالقاهرة والمحافظات، وطرح منتجاتها بأسعار التكلفة لمواجهة الممارسات الاحتكارية للتجار وغلاء الأسعار، إلا أن المواطنين لازالوا يشتكون من استغلال التجار وعدم تقليل الأسعار. المنافذ لم تشمل جميع السلع في البداية تقول بثينة محمود، ربة منزل: "ارتفاع أسعار السلع الغذائية أصبح عائق علينا خاصة مع الاحتياجات الأخرى التي لا تنتهى، وفكرة منافذ البيع خففت بعض الشيء، حيث أن سعر كيلو اللحمة داخلها ب 40 جنيه أفضل بكثير من أن اشتريه ب 90 جنيه، ولكنها مخصصة للحوم والأسماك والدجاج، ومنتجات الألبان فقط". المنافذ ليست متوفرة في كل الأماكن وأوضحت حبيبة إبراهيم، موظفة: " الأسعار لازالت مرتفعة، بل في زيادة والحال هو الحال هو ما يجبرنا على حرمان أولادنا من بعض السلع، كما أن منافذ بيع السلع الغذائية ليست متوفرة في كل الأماكن بل ببعض المحافظات، وأماكن قليلة بالقاهرة، مضيفة "مكتوب علينا نعيش فقراء، ونتحرق بنار الأسعار". المنافذ بلا رقابة ورأت ماري جرجس، موظفة: إن الأسعار كما هي، وأن منافذ البيع فكرة ناجحة ولكن إذا كان عليها رقيب؛ لافتة إلى أن اللحوم يتم تسريبها للجزارين وأنها رأت بعينها نصف عجل يتم تسريبه لهم، بالإضافة إلى أن أسلوب البائعين بالمنافذ غير لائق، متابعة: "كأنهم واقفين غصباً عنهم وبناخد السلع ببلاش". وأضافت بأن السلع زاد سعرها حتى داخل المنافذ، مشيرة إلى أن سعر كيلو اللحمة كان ب 40 جنيه، أصبح حاليا ب 50 جنيهاً، وأن اللحمة هي الوحيدة اللي كانت سعرها منخفضاً عكس باقي السلع أسعارها كما هي، مطالبة بالرقابة على المجمعات الاستهلاكية، مستكملة: "المفروض عند تشكيل البرلمان كانت السلع ترخص وليس العكس". وتابعت رجاء السيد: "الأسعار كانت غالية الأيام اللي فاتت فالليمون وصل سعره (25)جنيه، والطماطم(7) جنية، لكن حاليا الأسعار نزلت شوية، وكيلو اللحمة ب 90 جنية، ومابيكفيش كل عيل حتة". "السيسي" وعد وأوفى وعلى النقيض، أعربت فايزة عبد الوهاب، ربة منزل، عن فرحتها، قائلةً؛ "الأسعار حلوة والسيسي وعد وأوفى بوعده لنا". وأوضح حسن محمد، تاجر خضروات، أن سعر الخضروات ارتفع بشكل جنوني بعد ارتفاع الدولار، إضافة إلى أن تكلفة الزراعة والمزارعين، وحالة الطقس التي تشهدها مصر حاليا؛ فتأثر سلبيًا على ناتج المحاصيل. وأشار أحمد عبد الله، جزار، إلى أن سعر اللحمة كما هو ومنافذ البيع لم تؤثر على سعرها ولا الإقبال عليها، مضيفاً: "أن الحل ليس في منافذ البيع بل في الحكومة «فلو رخصت العلف السعر هينزل، لكن طوال ما هو غالي اللحمة هتفضل غالية حتى لو عملوا ايه". وتابعت حليمة إسماعيل، بائعة خضار: «احنا قاعدين ودخل مفيش ولو جبنا سبوبة نبيعها بتخسر قدام عنينا من الأسعار الغالية اللي احنا فيها وبتفضل لما تترمي، وعندي سبعة عيال معرفش أصرف عليهم منيين اللي بكسبه ما يكفيش العيال مصاريف؛ فأسرق ولا اعمل ايه ». مشيرةً إلى أن السلع التموينية لا تسمن ولا تغني من جوع فهي بحاجة لتخفيض السلع الغذائية، وليس الشاي والسكر «يا فرحتي بيهم»، بحسب واصفها.