قالت صحيفة العرب اللندنية، إن اجتماعات الخرطوم حول سد النهضة، وضعت مصير المفاوضات على مفترق طرق، بعد قرار القاهرة أنها لا تريد أن تتخذ مسار المواجهات المباشرة مع أديس أباباوالخرطوم. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية أن القاهرة، لديها خطة لبناء رأي عام داخل دول حوض النيل يواكب المسارات الأخرى التي قد تتبناها مصر لحل الأزمة. تأتي هذه التأكيدات السابقة بالتزامن مع استئناف المفاوضات السداسية أمس في الخرطوم بحضور وزراء الخارجية والمياه في كل من مصر وإثيوبيا والسودان، وشددت المصادر المصرية على أن القاهرة في الجولة الثانية من المباحثات السداسية غير مستعدة "للتفريط في نقطة واحدة من مياه نهر النيل"، بحسب تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي للوفد المفاوض. من جهة ثانية، ذكرت مصادر دبلوماسية، أنه خلال عامين من المفاوضات المستمرة بين الدول الثلاث، كان المفاوض المصري يسير فيها على خطة وضعتها الحكومة، في محاولة للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، لكن أديس أبابا تعمدت المراوغة ووضع العصي في العجلات. وكشف علاء ياسين مستشار وزير الري المصري لشؤون السدود، أن بلاده لن تسلك المسار التفاوضي إلى الأبد، وإذا لم يؤد إلى نتائج ملموسة ستتوقف المفاوضات ونتحدث عن حلول أخرى. وقال: سيقف التفاوض عندما لا نصل إلى الأهداف، موضحا أن الحلول العسكرية ليست لغة العصر الذي نعيشه، وأكد ياسين أن هناك خطوطًا حمراء لا تفاوض فيها على رأسها، حصة مصر التاريخية في مياه النيل، وعدم الإضرار بالمصالح الإستراتيجية. وأشار إلى أن الوفد المصري طرح شواغله أكثر من مرة على الجانب الإثيوبي وأن أديس أبابا "متسرعة جدًا في بناء السد". ونوه مستشار وزير الري المصري إلى أن التصريحات الإثيوبية الرسمية قالت إنهم أنجزوا 47 بالمئة من السد، وهذا مرصود لدى مصر من مصادر عديدة، بالتالي فإن سرعة الإنشاءات هذه مقلقة جدا، مشددا على أن القاهرة سلمت الجانب الإثيوبي كل الهواجس المصرية مكتوبة. وكانت مصر أكدت مرارا أنها ليست ضد أن تبني إثيوبيا سد النهضة، لكن تحفظها جاء على السعة المبالغ فيها، فكلما زادت تضاعفت الأضرار عليها. وشدد محمد سلمان طايع خبير المياه الدولي ل"لعرب" على ضرورة أن تتركز المفاوضات على التأكد من سلامة إنشاءات سد النهضة، وهو (موكول) لبيوت الخبرة، وإقناع إثيوبيا أن تتأنى كثيرا في ملء السد، وهو خاضع للمفاوضات. وأرجع سلمان الجانب الكبير من تعثر المفاوضات إلى عقد كثيرة لدى بعض الأطراف، من بينها المؤتمر الذي عقده الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، والذي أذاعه التليفزيون وتحدث فيه عدد من الحضور عن ضرب سد النهضة عسكريا.