لطفي: الإعداد الجيد للزيارة كان سبباً في نجاحها الهائل المصري: الإستثمار بين البلدين يجعلهما نقطة إنطلاقة لصناعات مشتركة سلامة: الزيارة رسالة للعالم بأن مصر تعمل وتتعاون مع كافة الكتل
أشاد خبراء بزيارة الرئيس السيسي إلى الصين التي بدأت الثلاثاء الماضي ولقائه برئيسها "شي جين بينج"، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والإقتصادية بين البلدين والعمل على زيادة الإستثمارات والسياحة الصينية بمصر، وتوقيع 25 إتفاقية بينهما أهما في توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية والنقل.
ناجحة بكل المقاييس أثنى الدكتور على لطفى- رئيس الوزراء الأسبق، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين، مؤكداً أنها ناجحة بكل المقاييس، لما تم خلالها من إتفاقيات وبروتوكلات تعاون، خاصة أنها ثانى دولة فى العالم كقوة إقتصادية منذ 2011 وسبقت اليابان إقتصادياً، بالإضافة إلى أنها أول دولة آسيوية يزورها الرئيس مما يعطيها أهمية كبرى . وأضاف "لطفي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الإعداد الجيد للزيارة كان سبباً في نجاحها الهائل، مشيراً إلى سفر مجموعة من الوزراء للصين قبل الرئيس بأسبوع تمهيداً لزيارته، وقيامهم بإنجاز العديد من الأعمال، لافتاً إلى أن أهم نتائج الزيارة هو رفع مستوى العلاقات المصرية الصينية إلى علاقة إستراتيجية شاملة، حيث يوجد بالصين ثلاث مستويات من العلاقات أعلاها الإستراتيجة الشاملة، بالإضافة إلى أنه تم الإتفاق على تشكيل مجلس أعمال صيني بمصر يجتمع كل فترة لبحث كافة العلاقات المصرية الصينية، إلى جانب توقيع 25 إتفاقية بين الوزراء المصريين والصينيين وبمباركة الرئيسين، أهمها توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، والذي يساعدنا في حل أزمة الطاقة، بالإضافة إلى تشغيل قطار فائق السرعة فى مصر . وأوضح رئيس الوزراء الأسبق، أن حجم الإستثمار بين البلدين 140 مليون دولار، وأن حجم التبادل التجاري بينهما يبلغ 11 مليار دولار فى العام، بالإضافة إلى أن الدولة تستورد من الصين سنوياً بقيمة 10 مليار دولار، بينما صادرات مصر لها تبلغ مليار دولار فقط، لافتاً أنه رقم هزيل. وتابع، أن الرئيس بحث كيفية زيادة الإستثمار المتبادل بين البلدين، وتنشيط السياحة خاصة أن هناك 130 مليون صيني يخرجوا للسياحة كل عام، وأن نصيب مصر منها ربع مليون فقط، موضحاً أن الرئيسين ناقشا كيفية تنشيط السياحة بين الدولتين، بالإضافة إلى لقاء الرئيس السيسى مع ممثلى مئة شركة وعدد كبير من رجال الأعمال مما يعود بالخير على البلدين . خطوة موفقة تُبشر بالخير وقال محمد المصري- النائب الأول لرئيس الإتحاد العام للغرف التجارية، أن الزيارة خطوة موفقة وجيدة ضمت مجموعة من الوزراء التنفيذيين الذين على دراية بما تحتاجه مصر من إستثمارات بالإضافة إلى أن حديث الرئيس ولغة الثقة التي شرح بها للجانب الآخر عن حجم الإستثمارات تبشر بالخير، موضحاً أنه اعترض على حجم الإستثمار لأن هذا ليس حجم سوق مصر، وأن السوق المصري يستوعب إستثمارات تصل إلى عشرين مليار دولار، بالإضافة إلى أن العائد الإستثمارى مجزي جداً، وأنه طالب بزيادة حجم الصندوق الصينى الإفريقى للتنمية عن عشرة مليار دولار . وأكد "المصري"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن هذه الإستثمارات تعود بالمنفعة المشتركة على البلدين، وأنها من الممكن أن تجعل مصر والصين نقطة إنطلاقة لصناعات مشتركة تُصدر إلى إفريقيا وأوروبا، مشدداً على ضرورة أن يتم تنفيذ هذه الإتفاقيات على أرض الواقع وتغيير التشريعات المتعلقة بالإستثمار وتبسيط الإجراءات لجذب أكبر عدد من المستثمرين . تفتح محاور جديدة للسياسة الخارجية المصرية وعلى الجانب السياسي قال الدكتور جمال سلامة- رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن الزيارة تفتح محاور جديدة للسياسة الخارجية المصرية، وأن أهميتها في أن الصين دولة لها تجربة مهمة فى مجال النهوض والتنمية، مشيراً إلى أنها منذ عشرين عام كانت تعاني من مشاكل إقتصادية وإجتماعية والآن أصبحت دولة كبرى ورائدة ويمكننا الإستفادة من تجربتها. وألمح "سلامة"، في تصريح خاص ل"الفجر"، إلى أن هذه الزيارة تثير حافظة بعض القوى العظمى من الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي رغم علاقاتهم الجيدة مع الصين، علاوة على أن الزيارة تعتبر رسالة للعالم الخارجي بأن مصر تعمل وتتعاون مع كافة الكتل وأن علاقاتها لم تقتصر على جانب واحد، ولكنها دولة تسعى للتعاون مع كافة دول العالم .