قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس، إن الاجتماع العربي الدولي المقرر عقده بجدة اليوم، يهدف إلى وضع تصور لاستراتيجية دولية لمواجهة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم «داعش»، مشددا على أن مصر قادرة على مواجهة هذه الظاهرة البغيضة. وتشارك مصر بوفد رفيع المستوى يرأسه وزير الخارجية، في الاجتماع الإقليمي الذي تستضيفه السعودية اليوم، ويضم دول مجلس التعاون الخليجي، وكلا من مصر والأردن وتركيا بمشاركة الولاياتالمتحدة، لبحث مخاطر الإرهاب في المنطقة. وقال مصدر دبلوماسي على صلة بالاجتماع ل«الشرق الأوسط» أمس، إن «مصر ستبحث في كل الوسائل التي يمكن أن يقوم بها التحالف من أجل القضاء على ظاهرة انتشار الجماعات المتطرفة في المنطقة»، لكنه رفض تحديد ما إذا كان الدور المصري في التحالف سياسيا أم عسكريا.
وقال شكري، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالقاهرة، إنه «لا يغفل على أحد أن مصر تعاني مشكلة الإرهاب»، متوقعا من الشركاء الدوليين كافة عند صياغة استراتيجية لهذه الظاهرة، أن يكون هناك أيضا دعم لجهود مصر في مقاومة هذه الظاهرة البغيضة، رغم أنها قادرة على القضاء عليها، لكنها تنتظر دعما سياسيا.
ودعا شكري إلى أن «يجري التعامل مع أشكال الإرهاب كافة في المناطق كافة بالقدر نفسه من عدم الانخراط في أي دعاوى في نظريات الاحتواء أو إمكانية التعامل مع هذه الظاهرة، باعتبار أن هذا الفكر المتطرف لا يمكن تناوله بأي شكل لأنه في النهاية فكر إقصائي يعمل على بسط السيطرة ولا يتعامل مع العقل».
وأوضح وزير الخارجية، أن اجتماع جدة يعد مناسبة مهمة لوضع تصور متكامل عن كيفية التعامل مع ظاهرة الإرهاب في المنطقة وموجات التطرف التي انتشرت بالشرق الأوسط وما تؤدي إليه من عدم استقرار دول المنطقة وكذلك ما رأيناه من تنظيم «داعش» وما يمثله من تهديد على العراق وهو ما يتطلب ضرورة التكاتف بين الشعوب كافة.
وأشار إلى أن تنظيم «داعش» استطاع أن يسيطر على قطاعات من الأراضي العراقية بما يهدد وحدة أراضي العراق، كما ارتكبت جرائم، مما يحتاج إلى تكاتف من جانب الشعوب للقضاء على الإرهاب من منظور شامل والتعامل معه من خلال المشكلات التي أدت إلى انتشار الظاهرة، حيث ينتشر حاليا في الكثير من المناطق في ليبيا وسوريا والعراق ومالي والصومال ونيجيريا.
وشدد على ضرورة وضع استراتيجية دولية لمقاومة الإرهاب في المناطق كافة التي ينتشر بها على حد سواء، من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح صورة الإسلام الصحيح الذي يسعون إلى إلصاقه بالأعمال الوحشية التي يرتكبونها.
وأكد شكري أن هذه المجموعات المتطرفة ليست لها أي علاقة بالإسلام، موضحا أنه من المقرر أن يشارك خلال اجتماع جدة الكثير من الأشقاء العرب والشركاء الدوليين في وضع هذه الاستراتيجية بما يحقق مصلحة المنطقة ومصر.
وتابع: «إننا من جانبنا نتناول الإرهاب بمفهومه الشامل في كل البقع التي ينتشر بها والتعامل معها بمعيار واحد وهو ضرورة المقاومة والقضاء عليه لما يمثل من تهديد لكيان وسلامة الدول».