أكد السفير النرويجي لدى فلسطين هانز جيكوب فريد لاند أن بلاده ستنفذ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مشاريع لدعم عدة مجالات في قطاع غزة على رأسها المجال الطبي في الفترة القريبة القادمة. وقال فريد لاند خلال جولة داخل مستشفى الشفاء الطبي الأربعاء: "نقدر دوركم في مجمع الشفاء الطبي ونعرف مدى الصعوبة التي كانت تواجه الطواقم الطبية أثناء الحرب، وشجاعة الاطباء في التعامل في مثل هذه الظروف". وشدد على أن النرويج ستفعل ما في وسعها لمساعدة أهل غزة خاصة في المجال الطبي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى التعاون فيما يتعلق بنقل الجرحى من غزة للعلاج بالنرويج. من جانبه، أطلع وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش السفير على مجمل الأوضاع والظروف التي مرّت بها مشافي قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي وانعكاساته على الواقع الصحي الخدماتي. وقال إنه ومنذ اليوم الأول للعدوان أخذت الوزارة على عاتقها توفير كافة المستهلكات الطبية للمشافي من الكميات المتوفرة لديها، دون علمها عن طبيعة هذا العدوان ومدته الزمنية وشكله. وأضاف " لكن العدوان تصاعد وبدأ الاحتلال يستهدف المدنيين بشكل كبير والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف ورجالها، الأمر الذي أدى لزيادة عدد الجرحى وعدم كفاية المستهلكات والأسِرة بالمشافي مقارنة معهم". وأكد أن زيادة عدد الجرحى لم يكن التحدي الوحيد أمام الوزارة ومشافيها وإنما طبيعة الإصابات التي كانت تصل إلى المستشفيات، حيث كان الأطفال يصلون دون رؤوس ومقطعين وكان في كثير من أوقات الطوارئ ينقطع التيار الكهربائي عن المشفى. ولفت إلى أن عدم وجود مراكز إيواء آمنة للنازحين من منازلهم ولجوئهم إلى المستشفيات وساحاتها شكّل تحديًا أخر، نظرًا لأن الأهالي استهلكوا كافة كميات المياه التي كانت متوفرة لعملها. واعتبر أن التحدي الأكبر الذي واجهه الأطباء خلال العدوان وقف كافة العمليات الجراحية للمرضى وتأجيلها نظرًا للتصعيد الخطير للعدوان وكثرة عدد المصابين والشهداء، مشيرًا إلى افتقار غزة للمراكز الصحية الفاعلة والنقص الحاد في المستلزمات والذي ألقى عبئًا إضافيًا على عمل الطواقم الطبية. وشدد على أن الطواقم الطبية لم تستطع متابعة أوضاع المرضى الماكثين في المشافي أو استقبال غيرهم بسبب كثرة المصابين، إضافة إلى أن القدرة السريرية للمشافي لم تتوسع منذ سنوات عديدة ولم يتلق المرضى خاصة المزمنين ما يحتاجونه من أدوية وعلاجات. ولفت إلى أن عددًا كبيرًا من الموظفين في المستشفيات عانوا من عدم القدرة على الوصول لأماكن عملهم بسبب أن جزء منهم هدمت منازلهم وجزء أخر لم تتوفر ظروف أمنة لوصوله، مشيرًا إلى أن 65% من موظفي الوزارة لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر عديدة. وأكد "أن كافة الظروف الصحية الصعبة سابقة الذكر هيّأت لانتشار الأوبئة والأمراض، وللأسف عانينا من فراغ على مستوى متخذي القرارات في الوزارة نظرًا لوجود الوزير بالضفة".