وكالات تعتبر المملكة الاردنية الهاشمية من اول الدول العربية والاجنبية التي سيرت القوافل الطبية والمساعدات الاغاثية وفتحت مستشفياتها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين من جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولم تتوانى للحظة عن تقديم المساعدات ونقل الجرحى بطائرات اردنية خاصة الى مدينة الحسين الطبية بتعليمات جلالة الملك عبد الله الثاني ودعم الحكومة والشعب الاردني الشقيق للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واستطاع المستشفى الاردني العسكري الميداني ان يقدم كافة الخدمات الصحية والطبية بالإضافة الى الخدمات الاغاثية من خلال مد جسور برية وجوية اثمرت عن اغاثة عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية وسد كافة احتياجاتها اثناء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ,اضافة الى تقديم المساعدات الطبية والاغاثية والعاجلة والطارئة للمحتاجين - حسب ما ذكرته موقع دنيا الوطن.
وإلي نص الحوار:-
دور المملكة الاردنية خلال العدوان الاسرائيلي على غزة
وعن دور المملكة الاردنية الهاشمية في مساعدة الشعب الفلسطيني في فترات الازمات وغيرها قال قائد القوة الاردنية المتواجد في قطاع غزة والمشرف على المساعدات الاغاثية والطبية والمستشفى العسكري الاردني الميداني العقيد بركات مشهور العقيل ل"دنيا الوطن" ان المستشفى الاردني العسكري الميداني متواجد في قطاع غزة منذ الحرب الاسرائيلية الاولى على قطاع غزة والتي بدأت في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 بقرار من جلالة ملك الاردن الملك عبدالله الثاني وتعليمات الحكومة الاردنية لتقديم الخدمات الصحية والمستلزمات الطبية والمساعدات الاغاثية العاجلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
واضاف: قام المستشفى الاردني بتنسيق عمليات اخلاء الجرحى من قطاع غزة الى مدينة الحسين الطبية في المملكة الاردنية ,اضافة الى تقديم الخدمات الاخرى خلال العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة كالمساعدات الاغاثية العاجلة لكل المؤسسات الرسمية والخاصة والجمعيات الخيرية العاملة والت تعنى بتقديم الغوث والمساعدات الطارئة خلال فترة الحرب الاخيرة على قطاع غزة .
ونوه الى ان المساعدات الاردنية مستمرة حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة بالكامل والى ان يستطيع ان ينهض القطاع ويكون جزء من مشروع الدولة الفلسطينية .
40 عملية يوميا
واشار العقيد عقيل الى ان المستشفى العسكري الاردني الميداني في قطاع غزة به نخبة من الاطباء والاستشاريين في كافة التخصصات الطبية والجراحية وبه 21 طبيب من شتى التخصصات اضافة الى الطواقم الهندسية والفنية ,منوها الى انهم قادرون على اجراء عمليات جراحية في كافة التخصصات ,واستطاعوا خلال فترة الحرب العمل بصورة طارئة واجراء حوالي عشر عمليات جراحية كبرى اضافة الى اجراء ما يقارب 30 عملية جراحية صغرى يوميا .
ولفت العقيد العقيل الى ان بعض الحالات الحرجة التي كانت تحتاج الى عمليات جراحية نوعية ورعاية فائقة ومكثفة كان يتم تحويلها الى مدينة الحسين الطبية في الاردن والتي تعد من كبرى المستشفيات على مستوى الشرق الاوسط ,منوها الى ان المستشفى استقبل خلال العدوان الاخير على قطاع غزة 29 حالة حرجة تم تحويل 6 منهم بواسطة طائرة هليكوبتر والباقي من خلال سيارات الاسعاف الى الاردن وتوفى من الحالات الحرجة والصعبة التي تم تحويلها 4 حالات وتم اعادت الجثامين عبر الخدمات الطبية الاردنية الى قطاع غزة.
خدمات في ظل الحرب
وبالإشارة الى الصعوبات والمعيقات التي من شأنها ان تعيق عمل الاطباء في ظل العدوان على قطاع غزة أكد العقيد العقيل ان المستشفى الاردني الميداني هو مستشفى عسكري وعمل في احلك الظروف والكوارث الطبيعية والحروب في عدة مناطق متفرق من انحاء العالم وهو معد ومخصص للعمل في اوقات الحروب والازمات ,لافتا الى ان المستشفى الاردني الميداني كان قد خدم في مدينة بامب الايرانية وساحل العاجل والكونغو وفي العراق اضافة الى عدد من مدن الضفة الغربية خلال الانتفاضتين السابقتين وايضا في قطاع غزة منذ الحرب الاولى والتي بدأت في نهاية العام 2008 واستمر المستشفى في تقديم خدماته حتى اللحظة في قطاع غزة مؤكدا: على ان الطاقم مجهز ومهيأ للعمل في اوقات السلم والحرب.
وأكد على ان طاقم البعثة الاردني في قطاع غزة لم يواجه أي اشكاليات او معيقات بل اكد على التعاون الوثيق بين الطاقم وكافة المؤسسات والهيئات الخاصة والحكومية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة مشيدا برسائل الشكر التي كان يتلقاها طاقم البعثة الاردنية يوميا في قطاع غزة من كافة الشعب والمؤسسات والهيئات الرسمية والخاصة وتقديم الخدمات والتسهيلات طيلة فترة عملهم في القطاع لإنجاز مهمتهم بنجاح.
جسور الاغاثة
ولفت قائد القوة الاردنية المتواجدة في قطاع غزة الى ان المملكة الاردنية الهاشمية قيادة وشعبا مدتهم بجسور اغاثة طيلة فترة عملهم وتضاعفت كمية المساعدات الاغاثية والطبية خلال فترة العدوان الاسرائيلي على القطاع لتصل الى 6 قوافل في 25 يوم كل قافلة تتكون من 12 شاحنة كبيرة محملة بكافة المستلزمات والاحتياجات الطبية والاغاثية للشعب الفلسطيني ,اضافة الى قوافل اغاثية كانت ترسل من الاردن الى المؤسسات والهيئات الخيرية والهلال الاحمر والمستشفيات وغيرها من المؤسسات العاملة في المجال الصحي والانساني عبر معبر كرم ابو سالم الى قطاع غزة.
رسالة انسانية
ووجه قائد القوة الاردنية المتواجدة في قطاع غزة العقيد بركات مشهور العقيل رسالة انسانية الى كل دول العالم والمؤسسات العربية والدولية مطالبا اياهم بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني خصوصا في ظل فترة العدوان الاسرائيلي على القطاع .
كما طالب الجميع بالعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة ومد جسور المساعدات الطارئة والاغاثة العاجلة نظرا لما يحتاجه قطاع غزة من احتياجات انسانية وصحية واقتصادية نتيجة حجم الكارثة والدمار الذي تعرض له القطاع في فترة الحرب.
ولفت الى ان القطاع الصحي في غزة عانى من نقص حاد خلال الحرب في الادوية والمستلزمات والمستهلكات الطبية نتيجة الكم الهائل من حجم الاصابات ,منوها الى ان القطاع الصحي بحاجة لتقديم المزيد من الدعم الطبي.
واوضح ان رسالة المملكة الاردنية الهاشمية وتعليمات جلالة ملك الاردن عبدالله الثاني وتوصيات الحكومة والشعب تمثلت في تقديم كل ما يلزم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من مواد اغاثية ومساعدات عاجلة وطارئة ودعم القطاع الصحي سواءا في الحرب والسلم .
14 تخصص
ومن جانبه اكد مدير المستشفى الميداني العسكري الاردني في قطاع غزة الدكتور سليمان السعودي ل"دنيا الوطن" ان المستشفى استقبل خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قرابة 10000 حالة مرضية" مع مراجعة " واصابات في مختلف التخصصات وتم معالجتهم بالكامل من خلال طاقم طبي متميز يعمل على مدار الساعة ,مؤكدا على ان فريق الخدمات الطبية العسكرية يعمل في مستشفى ميداني متخصص مكون من 14 من التخصصات المختلفة ,وبه غرفتين للعمليات تعمل على مدار الساعة ويحتوي المستشفى على 40 سرير وغرفة عناية مكثفة ,اضافة الى عيادات في مختلف التخصصات.
ونوه الى ان المستشفى استقبل عدد كبير من الحالات الحرجة والاصابات البالغة الخطورة وكان يجري 10 عمليات كبرى و30 عملية صغرى يوميا ,مضيفا ان المستشفى استقبل ايضا حالات تم تحويلها من مستشفى الشفاء الطبي بغزة لإجراء عمليات جراحية لها نظرا للارتفاع الشديد في عدد الاصابات المتنوعة سواءا بإصابات شظايا الصواريخ والكسور وبتر الاطراف وجراحة المخ والاعصاب والصدر وغيرها ,مشيرا الى ان الحالات التي كانت تحتاج الى عمليات نوعية نتيجة لخطورة الحالة وحاجتها الى امكانيات اكبر كان يتم اخلائها الى مدينة الحسين الطبية بالأردن والذي استقبل 29 حالة حرجة تم تحويل 6 منها بطائرات هليكوبتر والباقي من خلال الاسعافات عبر معبر ايرز واجريت لهم عمليات جراحية متقدمة وتماثلوا للشفاء في مدينة الحسين الطبية بالأردن.
واكد د السعودي ان الدعم الاردني وتسيير القوافل الطبية والاغاثية حال دون تعرض المستشفى للنقص في الادوية والمستهلكات الطبية بل عمل على سد كافة احتياجات المستشفى ,اضافة الى تبرع المملكة الاردنية بقوافل صحية واغاثية ومستهلكات ومستلزمات طبية الى كافة المستشفيات في قطاع غزة بالتنسيق مع وزرة الصحة الفلسطينية ,الامر الذي عمل على سد احتياجات المستشفى بالكامل وانه لم يتعرض للنقص ابدا طيلة فترة الحرب على غزة.
واشار الى ان الدعم الاردني لقطاع غزة بلغ ملايين الدنانير تم التبرع بها من المملكة الاردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعبا.
خطة طوارئ
وعن صغر حجم المستشفى وقلة عدد الأسرة واستيعاب العدد الاكبر من الجرحى اوضح د السعودي ان المستشفى عمل بخطة طوارئ لتفادي الاشكاليات بحيث كان يجري الاطباء العمليات الجراحية ويعمل على تحويل الحالات التي تحتاج الى رعاية اخرى بعد العمليات الى مستشفى الشفاء بعد اجراء العمليات الجراحية اللازمة لها من اجل فتح المجال لاستقبال حالات اخرى من اجل امكانية اجراء اكبر عدد ممكن من العمليات للجرحى والمصابين.
عمليات متقدمة
وبالنسبة للكادر الطبي العامل في المستشفى الميداني لفت الى ان المستشفى لديه عدة تخصصات يشرف عليها كادر طبي متميز مكون من جراح في المخ والاعصاب وجراح صدر وجراح شرايين اضافة الى طبيبين مختصين في علاج الكسور والعظام وجراحين اثنين وطبيبين تخدير بالإضافة الى عدد من الجراحين في باقي التخصصات المختلفة.
واشار د السعودي الى ان المستشفى الميداني خلال عمله في قطاع غزة قام بإجراء عدة عمليات مختلفة ومتقدمة مثل عمليات "الدسك" واستئصال الورم في العمود الفقري وغيرها من العمليات المتقدمة اضافة الى ان المستشفى يحتوي على بنك للدم وتم التبرع خلال الحرب ب1000 وحدة دم من اهلنا في الاردن الى اهلنا في قطاع غزة.
سد احتياجات القطاع الصحي
وحول الدعم الطبي اثناء الحرب أكد د السعودي ل"دنيا الوطن" ان المستشفى قائم من نهاية العام 2008 أي منذ الحرب الاولى على قطاع غزة ويعمل بكادر طبي وفني وهندسي متميز وتم تعزيز المستشفى وزيادة عدد الكادر الطبي ورفده بالتعزيزات الطبية والاجهزة الطبية المتقدمة والعلاجات والمستلزمات التي تحتاجها المستشفى خلال فترة الحرب.
ولفت الى ان المسؤولين بالمملكة الاردنية لم يتوانى ولو للحظة عن تقديم المساعدات الطبية والاغاثية العاجلة ,منوها الى ان المستشفى يعمل على تقديم كافة الخدمات بأمر ملكي من جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية وبإيعاز من عطوفة رئيس هيئة الاركان الاردنية المشتركة وعطوفة مدير عام الخدمات الطبية لتوفير كافة الاحتياجات التي تلزم للمستشفى وسد الاحتياجات من خلال تحويلها بصورة عاجلة عبر قوافل وجسور اغاثية الى قطاع غزة وعلى وجه السرعة.
ونوه الى ان المساعدات الطبية التي دعمت بها المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة فلسطين تقدر بملايين الدنانير وتم تزويد القطاع الصحي بها وبكل ما يلزم حاجته من مساعدات واحتياجات ومستلزمات ومستهلكات طبية .
واشار الى ان المملكة الاردنية الهاشمية سيرت عدد من القوافل التي تحتوي على عدد من الشاحنات الكبرى المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية الى قطاع غزة وتم توزيع الغالبية العظمى منها على مستشفيات القطاع بتنسيق مع وزارة الصحة وبوجود مندوبين من وزارة الصحة وبالتنسيق مع رئيس لجنة التعاون الدولي د محمد الكاشف ورئيس لجنة تزويد الصيدلة ومستودعات الوزارة د اشرف ابو مهيده.
معيقات وعقبات
ومن اهم المعيقات والعقبات التي واجهت الفريق الطبي للبعثة الطبية الاردنية في قطاع غزة وتم التغلب عليها هي الاعطال المفاجأة في الاجهزة الطبية نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي وعدم استقراره في قطاع غزة ,منوها الى ان البعثة الطبية كانت تقوم على الفور باستبدال الاجهزة الطبية التي تعرضت للأعطال على الفور برغم تكلفتها الباهظة الثمن والتي يصل ثمن الجهاز الواحد منها الى عشرات الآلاف من الدولارات.
واكد الدكتور السعودي ل"دنيا الوطن" ان المستشفى الاردني الميداني في قطاع غزة يجري العمليات ويقدم العلاج للمرضى في قطاع غزة مجانا ,اضافة الى صرف الادوية مجانا .
واوضح ان المستشفى الاردني الميداني يعمل على مدار الساعة يتم معالجة كافة الحالات واجراء العمليات اللازمة لها على اكمل وجه وبمهنية عالية ,مشيرا الى ان الحالات التي تحتاج الى رعاية بعد اجراء العمليات لها يتم تحويلها الى مستشفى الشفاء الطبي نظرا لصغر حجم المستشفى وقلة عدد الأسرة به في ظل العدد الكبير من الجرحى الذي استقبلهم المستشفى اثناء العدوان على القطاع.
الجدير بالذكر ان المملكة الاردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعبا تقف الى جانب الشعب الفلسطيني في السلم والحرب وتقدم المساعدات الطبية والاغاثية على مدار الساعة ,كما ان المملكة الاردنية الهاشمية معروفة بمواقفها السياسية والداعمة للشعب الفلسطيني في صراعه مع الاحتلال الاسرائيلي وتحرير كامل التراب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.