وزارة الإعلام تحتاج إلى إعادة نظر وهو ما طالبنا به منذ فترة طويلة على وزيرة الإعلام الجديدة الإلتفات لما يحدث داخل مبنى ماسبيرو
سيناريو شخصنة بعض المؤسسات وميلها الواضح للسلطة يجب أن لا يتكرر
إلغاء وزارة الإعلام أمر ضوري وعلينا أن نسير على نهج تجربة bbc الإخبارية البريطانية
سلوى عمار
وقع إختيار رئيس الوزراء المؤقت دكتور حازم الببلاوى على درية شرف الدين لتصبح أول سيدة تتولي منصب وزارة الإعلام منذ إنشاء الوزارة في نوفمبر1952 ، درية شرف الدين هي إعلامية وناقدة سينمائية تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتحقت بعدها بأكاديمية الفنون في القاهرة وشغلت عدة مناصب منها رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية، ومنصب وكيل أول وزارة الإعلام، ورئيس قطاع للقنوات الفضائية بماسبيرو.
قال دكتور هشام عطية أستاذ الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة إن وزارة الإعلام تحتاج إلى إعادة نظر وهو ما كنا ننادي بها منذ فترة طويلة ، وأكد أنه لابد من إلغاء وزارة الإعلام وهو ما تم الإعلان عنه على لسان متحدث الرئاسة أحمد المسلماني الذي أكد أن عُمر الوزارة لن يزيد على أشهر معدودة إلى حين إنشاء مجالس تهتم بإدارة المنظومة الإعلامية ، وعن تولي دكتوره درية للمنصب أوضح أنها الأنسب لتلك المرحلة إلى حين تفعيل قرار إلغاء الوزارة.
وقال إنه يتعين على الوزيرة الجديدة أن تبحث في الأوضاع داخل مبنى ماسبيرو وبخاصةً أنها إحدى أبنائه ، فهناك من يعملون داخل المبنى دون أن يشعر بوجودهم أحد وبمجرد خروجهم من ماسبيرو وعملهم بقطاعات آخرى يسطع نجمهم وإن كانوا إعلاميين يحققون نسبة مشاهدة عالية إن وصلت دكتور درية لمعالجة هذا القصور فستحقق منجزاً هو الأهم لتلك الفترة التاريخية ، وأوضح أنه يأمل أن يستقل الإعلام بنفسه ولا يقع تحت سيطرة السلطة فالإعلام يلعب دوراً مهماً في تقديم معالجات لقضايا بلده ، ويجب أن لا يتكرر سيناريو شخصنة بعض المؤسسات وميلها الواضح للسلطة وإن وقع نظام وجاء آخر تنقلب عليه و تهتف للنظام الجديد.
قال الصحفي محمد بركة إن درية شرف الدين هى وجهة إعلامية مُشرفة وشخصية رصينة لها تاريخ مهني يُحترم وإحدى قيادات مبنى ماسبيرو كما أنها تتميز بنوع من الهدوء وكل تلك الأمور تجعلها مناسبة لتلك المهمة الصعبة ، إلا أننى لدي تحفظ واحد على إختيارها وهو أن لديها خلافات كبيرة مع بعض العاملون بقطاع الفضائيات بماسبيرو وهو ما يُقلل بعض الشيء من كَون إختيارها جيداً ، ولكن هذا لن يؤثر على مشاعر الإرتياح العامة التي نشعر بها لتوليها ذلك المنصب.
وأوضح أنه لابد من إلغاء وزارة الإعلام تماماً وإقرار جهاز وطني مهمته هي الإشراف فقط على الهيئات الحكومية الإعلامية ، وعلينا أن نسير على نهج تجربة bbc الإخبارية البريطانية ، فهناك جهاز شعبي يحكمه الشعب وتديره وتشرف عليه الحكومة ، فوزارة الإعلام دليل كبير على تراجع وجهل الشعوب ففكرة إنشاء تلك الوزارة تمت في الدول الشمولية لخلق رآي عام يمكن من خلاله أن تكون هناك أداة لقمع المعارضة ، كما ان قرار حبس الصحفيين في تهمة بالية وهي إهانة رئيس الدولة أمر يثير الإشمئزاز خاصةً في ظل وجود مؤسسات قومية تعمل كبوق للنظام الحاكم.
قال دكتور فاروق أبو زيد أستاذ الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة إن إختيار دكتورة درية شرف الدين إختيار موفق ونتمنى أن تكون لديها رؤية تتيح لها إدارة الوزارة في فترة قصيرة إلى أن تتم إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية ، مشيراً أنه لا يمكن تقييم دور الوزارة فالحكومة هي التي تدير كل شيء ، والتقييم الصحيح للمنظومة الإعلامية سيكون بعد إلغاء الوزارة وإعادة تشكيل المجلس الأعلى للصحافة ، وكل ما سيتم حتى حدوث ذلك الأمر هو تهيئة فقط للأوضاع .
وأكد على ضرورة تحقيق التوازن بين حرية الإعلام وحماية حقوق المواطنيين وذلك من خلال تغيير البنية التشريعية للنظام الإعلامي ، فالإعلام يلعب دور هام جداً في مسألة التنوير والتثقيف وخلق رآي عام ووجهة نظر ، لذا لابد أن يتحول النظام الإعلامي من نظام سلطوي إلى نظام مستقل بذاته وذلك لن يحدث إلا بإلغاء سيطرة الحكومة على الهيئات والمؤسسات الإعلامية.