تحت عنوان "شعب واحد" أصدرت مؤسسة الرئاسة بياناً يُطالب بإنجاز مُصالحة وطنية شاملة يُبنى على أساسها قاعدة إنسانية للتعايش بين أبناء الوطن الواحد مبينة أن تلك القاعدة لدرء أسباب الفتن ومنع تكرارها وضمان سلامة مصر وأمان أبنائها ، وأشار البيان إلى أهمية هذه المصالحة لحقن الدماء ورأب الصدع وعودة الوفاق إلى الشعب المصري، وأوضح البيان أن الرئاسة توجِّه الدعوة للأطراف المُختلفة للقاء مُشترك في غضون الأسبوع الأول من شهر رمضان حيث يبدأ اجتماع أولي من أجل حقن الدماء ... ولكن هل تقبل كافة الأطراف تلك المصالحة وبخاصة التيار الإسلامي الذي لا يزال يرى أن لديه حق مُغتصب وبعضهم مصَّراً على المطالبة بعودة الرئيس المخلوع محمد مرسي وبعضهم الآخر "حزب النور" يراوغ ويُماطل؟..
قناعة التيارات الإسلامية بأن ما تم مع مرسي هو إنقلاب عسكري مازالت كما هي ولا أحد يعلم متى سيقتنعون بأن ما حدث نتيجة إرادة شعبية خالصة ، وحول هذه الفكرة ، قال الدكتور يحيى إسماعيل أمين عام جبهة علماء الأزهر إنه ينبغي على القائمين على أمور البلاد في تلك الفترة سواءاً من المؤسسة الرئاسية الجديدة أو رئاسة الوزراء أن يراجعوا أنفسهم ويرجعوا إلى الله فيما فعلوه من إنقلاب على الأمة جميعها وعليهم أن يُنفذوا مطالبنا ويُعيدوا الرئيس محمد مرسي إلى كرسي الحكم ، وأكد أن إقصاء مرسي من الحكم وتعيين المستشار عدلي منصور رئيساً مؤقتاً للبلاد ما هو سوى إنقلاب على الشرعية التي على أساسها جاء مرسي رئيساً
وإستنكر إسماعيل ما يتم على الساحة السياسية الآن من الإهتمام بالتغيير الوزارى المنتظر ، قائلاً "نحن أمام سلطة مغتصبة من رئيس مدني منتخب ، فكيف لنا التباحث والنقاش حول أمور آخرى " ، موضحاً أنه لا يزال مصرَّاً على أن ما حدث هو إنقلاب عسكري فالشعب منقسماً بين مؤيد ومعارض للرئيس مرسي وما فعله وزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسي هو أنه أنحاز لطائفة ضد الآخرى فأي مصالحة وطنية تلك التي نتحدث عنها.
وعلى الجانب الآخر نجد إستنكاراً واضحاً لما يردده منتمو التيارات الإسلامية ، حيث قال عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن الآمال معقودة على الحكومة الإنتقالية برئاسة دكتور حازم الببلاوى ونحن نتمنى أن تتحقق أهدافها النبيلة في تحقيق مصالحة وطنية فعلية فهي حكومة عمرها لن يزيد عن تسعة أشهر وعلى الجميع التكاتف من أجل الوطن ولكي نمر من عنق الزجاجة إلى بر الأمان.
وأوضح أن تدلل الأحزاب الإسلامية سينقلب عليهم ولن يفيدهم كثيراً وعليهم أن يستغلوا الظروف الحالية التي لا تسمح لهم بالخروج من المشهد السياسي وإن حدث ذلك سيكون من الصعب عليهم العودة مرة ثانية للمشهد لذا فعليهم تقبل الأمر وترك الحديث عن مسألة الشرعية المغتصبة جانباً فالمصريين هم أصحاب الشرعية والرئيس السابق هو من إغتصب السلطة والشرعية جرَّاء حزمة من الفشل الشديد.
ومن ناحيته ، وجَّه الدكتور عبد الله المغازي عضو جبهة الإنقاذ الوطني رسالة إلى رئيس الوزراء الجديد دكتور حازم الببلاوى قائلاً " إنظر إلى الأمام وتابع مسيرة عملك ، لقد قمت بواجبك الوطني من أجل تحقيق مصالحة وطنية على أكمل وجه وعرضت حقائب وزارية على التيارات الإسلامية وهم من رفضوا ذلك العرض ، فلا تعوَّل كثيراً على هذا الأمر وإترك باب المصالحة لمن لم تُلوث يداه بدماء مصرية".
وقال إن التيارات الدينية رفضت اليد الممدودة لهم بالمصالحة فهم يريدون أن تكون مصر رابع دولة في العالم تحوي نظاماً إرهابياً والآن جميع تيارات الإسلام السياسي بلا إستثناء ترفض التكاتف مع باقي التيارات والأحزاب المدنية وهم يعتمدون على المناورات كحزب النور الذي حاول خداعنا بمناورات دهائية ولكن خدعته لم تنطلي علينا وهو الآن يرفض ويعاند في كل شيء ليحاول أن يأخذ مكانة حزب الحرية والعدالة ، وأكد المغازي أنه كانت أقصى أماني الأحزاب الإسلامية أن تجد لها مكاناً لتحقيق هدفهم الدعوي والآن يطمعون في مناصب سياسية كبرى وهم بلا كفاءة والأكثر من ذلك أنهم الآن تُعرض عليهم المناصب ويرفضونها.
