بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما تهدد خطط التوسع في بناء المستوطنات بإثارة أزمة سياسية مع أوروبا لكنها قد تكون رهانا جيدا بشأن صندوق الاقتراع. ومع اقتراب انتخابات 22 يناير كانون الثاني تحدى نتنياهو معارضة دولية مستمرة منذ فترة طويلة للمستوطنات وأعلن عن خطط لبناء ما لا يقل عن ثلاثة آلاف منزل في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين بعد اعتراف الأممالمتحدة الفعلي بالدولة الفلسطينية. ويمكن أن يساعد تحدي أوروبا حيث تم استدعاء عدد من سفراء اسرائيل لتقديم احتجاجات من جانب حكومات بريطانيا وفرنسا واسبانيا والسويد والدنمرك يوم الاثنين في تعزيز تأييد الناخبين اليمينيين لرئيس الوزراء المحافظ. وقال دبلوماسي غربي في القدس "خشينا ان يتسابق السياسيون لاظهار أيهم أشد صرامة مع الفلسطينيين. غير أننا كنا نأمل أن يظهر نتنياهو مزيدا من ضبط النفس. وهذا لم يحدث." وأضاف الدبلوماسي "لم نكن نريد ان يذهب الفلسطينيون الى الاممالمتحدة أثناء حملة انتخابات اسرائيلية لهذا السبب بالتحديد." ورفضت إسرائيل الاحتجاجات الأوروبية والنداءات للتراجع بشأن حملة الاستيطان قائلة إنها "ستدافع عن مصالحها الحيوية حتى في وجه الضغوط الدولية." وتلقى مشروعات الاستيطان الاسرائيلية في الأراضي المحتلة إدانة عالمية بشكل معتاد. لكن الحكومة أمرت في هذه المرة باجراء "أعمال تخطيط" جديدة في واحدة من أشد المناطق حساسية في الضفة الغربية تعرف باسم "إي-1". وإقامة مساكن إسرائيلية على تلالها يمكن أن يقسم الضفة الغربية إلى قسمين. وينظر كثير من الاسرائيليين بشكل تقليدي إلى الاممالمتحدة وكثير من الحكومات الاوروبية على انها متعاطفة بوجه خاص مع القضية الفلسطينية. وقال نتنياهو أثناء زيارته للولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل "الأمريكيون يتفهمون ذلك" في إشارة إلى الحجج التي قدمها لدعم سياسات حكومته. وأضاف "الأوروبيون لا يتفهمون ذلك." لكن لم يكن هذا هو الحال دائما بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك اوباما وخاصة بشأن قضية الاستيطان ومسألة ما اذا كانت اسرائيل قد تهاجم البرنامج النووي لايران في تحد لنداءات واشنطن لمنح الخيارات الدبلوماسية مزيدا من الوقت. لكن اوباما لم يكن أبدا على قمة قوائم أكثر الشخصيات شعبية في اسرائيل ويبدو أن التوتر بينه وبين نتنياهو لم يضر بفرص رئيس الوزراء في استطلاعات الرأي التي تتوقع أن يحقق الفوز في الانتخابات القادمة. وقال تامير شيفر الباحث في العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس إن خطة نتنياهو الاستيطانية كانت "ما يتوقعه منه ناخبوه" وتنبع من اعتبارات سياسية داخلة. وأضاف "قد يكونون قلقين في حزب ليكود (الذي يتزعمه نتنياهو) من أن يختار الناخب اليميني بدلا منهم حزب هابايت هايهودي (الديني المتطرف)." وحتى الآن لم يؤد الغضب الاوروبي بشأن خطة الاستيطان الى أي عقوبات ضد اسرائيل. وأي اجراءات عقابية قبل الانتخابات ستدعم ما قاله الخصوم السياسيون لنتنياهو بأنه يعمق العزلة الدبلوماسية لاسرائيل. وقال جيديون راهات باحث العلوم السياسية في الجامعة العبرية "أعتقد ان هناك اعتبارات انتخابية (وراء خطوات نتنياهو الاستيطانية)." وأضاف "لكنه اعتاد أيضا على ان (اوروبا والولايات المتحدة) لا تضايقانه كثيرا والآن يبدو أنهما غيرا قواعد اللعبة." غير أن شيفر قال "سيتعين أن يحدث شيء غير معتاد إلى حد كبير أو غير متوقع حتى لا يرأس نتنياهو الحكومة القادمة .. انها حسابات رياضية بسيطة .. يسار الوسط ليس لديه مقاعد كافية في البرلمان" لتشكيل ائتلاف. وفي حين أن تفاصيل الاسكان الاستيطاني في المستقبل في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية مازالت غير واضحة ويقول مسؤولون اسرائيليون ان أي بناء في المنطقة إي-1 لن يكون قبل أكثر من عام لا يزال أمام إسرائيل وأوروبا مجالا للمناورة. وقال دانييل سيدمان وهو خبير اسرائيلي في شؤون المستوطنات "لا نعرف أين ستبنى الوحدات. لا أعتقد أن أحدا يعرف. ربما يسعون الآن لمعرفة أين ستبنى." وقالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة التي تخوض الانتخابات القادمة زعيمة لحزب وسطي جديد في بيان إن خطة الاستيطان "تعزل اسرائيل وتشجع الضغوط الدولية". لكن بدا أيضا أنها تلمح إلى أن نتنياهو ربما يكون يخادع. وقالت "على أي حال (البناء) لن يحدث."