قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الاثنين انها تؤيد مسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرفع مستوى تمثيل الفلسطينيين في الأممالمتحدة في أحدث علامة على التقارب بين حركتي فتح وحماس. ويحظى الفلسطينيون حاليا بوضع المراقب في الأممالمتحدة ككيان وليس كدولة ويريد عباس ان يرفع وضع "كيان مراقب" الى "دولة مراقب" من خلال تصويت يجرى في الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 نوفمبر تشرين الثاني مما يمكنهم من الانضمام الى منظمات دولية أخرى. ولم يكن قرار حماس متوقعا فهي لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود وهونت من شأن محاولات عباس السابقة للنهوض بالقضية الفلسطينية على الساحة الدبلوماسية. ويهيمن عباس على الساحة الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة بينما تحكم حماس قطاع غزة وخاضت أخيرا صراعا ضاريا استمر ثمانية ايام مع اسرائيل. وبعد أكثر من خمس سنوات من الانقسامات العميقة أبدت القوتان السياسيتان الرئيسيتان على مدى الاسبوع الاخير علامات على استعدادهما لاستئناف محادثات الوحدة وقد قرب بينهما الهجوم الاسرائيلي على غزة. وشنت اسرائيل هجومها لوقف اطلاق الصواريخ من القطاع على بلداتها ومدنها الجنوبية. وندد عباس بالهجوم الاسرائيلي وأرسل مسؤولا كبيرا لغزة تضامنا مع القطاع. وما أن توقف القتال حتى أعلن الفصيلان انهما سيتبادلان الافراج عن السجناء السياسيين. وقال المتحدث باسم حماس سامي ابوزهري ان الحركة تؤيد أي مكسب سياسي يحققه عباس في الاممالمتحدة دون الإضرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية. وقالت حماس في بيان ان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ابلغ عباس هاتفيا ترحيب الحركة بمسعاه في الاممالمتحدة. وانهارت المحادثات المباشرة بين اسرائيل وعباس في 2010 بسبب البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقد تجد حماس صعوبة في تفسير موقفها الجديد لبعض انصارها المتشددين. فلم يمض بعد يومان على قول القيادي بالحركة محمود الزهار يوم السبت انه يحث عباس على عدم الذهاب الى نيويورك. وقال الزهار للصحفيين ان مبادرة عباس في الاممالمتحدة تمثل تنازلا رسميا عن ارض 1948. ويقبل قادة حماس فكرة إقامة دولة فلسطينية على الخطوط التي كانت قائمة قبل حرب 1967 لكنهم يقولون ان هذا ليس سوى حل انتقالي قبل إقامة دولة على حدود 1948 في نهاية الأمر. ويقول عباس انه يدعم حل الدولتين على أساس خطوط 1967. وقال بيان حماس ان اتصال مشعل مع عباس تضمن "التأكيد على ضرورة انجاز المصالحة الوطنية كأولوية وطنية مستفيدين من الاجواء الايجابية بعد الانتصار الذي حققه شعبنا في غزة." وقال هاني حبيب المحلل السياسي في غزة "هذا يشير الى ان حماس تبدي أكثر من أي وقت مضى مزيدا من المرونة فيما يتعلق بالمصالحة." وتعهد عباس متحدثا للمئات من انصاره في رام الله بالضفة الغربية امس الاحد بالتعجيل بجهود الوحدة بعد أن يعود من تصويت الاممالمتحدة.