نشرت صحيفة الجارديان مقالا للكاتب إيان بلاك، مدير تحرير أخبار الشرق الأوسط في الجارديان، اورد فيه "إن نصف يوم هو وقت طويل للحياة لسياسية المصرية". لذلك حتي مع التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية, منح الجيش نفسه سلطا واسعة جديدة من شانها ان تحد بشدة من نطاق خليفة حسني مبارك. اما إذا اتضح أن مرسي، الذي أعلن فوزه باسم حزب الحرية والعدالة من جماعة الإخوان المسلمين، هو الفائز بالانتخابات، فإن فوزه سيكون بمثابة جائزة أقل بريقا ولمعانا بكثير مما كان يأمل أنصاره، ومما كان يخشى خصومه في الداخل و الخارج ومنتقدوه أيضا. ولكن السعي للهيمنة من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعني على الارجح وقوع "انقلاب لين" حتى لو ظهر ان مرشح النظام القديم أحمد شفيق هو الفائز، كما يعتقد الكثيرون. تضيف مناورات المجلس العسكري للحصول على رئيس ضعيف من دون دستور لتحديد صلاحياته أو برلمان منتخب لمواجهة العسكرية، التي تقاتل للحفاظ على نفوذها منذ أجبر مبارك على التنحي في فبراير 2011. مقارنات مع الجزائر في عام 1991 - عندما ألغى النظام الجولة الثانية من الانتخابات التي بدا ان الاسلاميين على وشك الفوز فيها - قد يكون مبالغا فيها. لكن الشخصيات البارزة في الدراما المصرية الآن لا تدع مجالا للجنرالات والاخوان المسلمين. يقف الثوار من ميدان التحرير والليبراليين مثل محمد البرادعي لهذا ويتساءلون بمرارة ماذا حدث خطأ. سيكون من المفيد الاستماع إلى الموسيقى العسكرية إذا تأكد فوز مرسي : أي محاولة لإصلاح ذلك (قضية قانونية أخرى متفجرة معلقة بسبب حالة حزب الحرية و العدالة) يمكن أن تنتج تمردا مفتوحا من قبل جماعة الإخوان المسلمين. ويمكن أن المشير حسين طنطاوي، سيكون سعيدا برئيس مدني ضعيف الذي يمكن ان ينسب اليه تدهور الاقتصاد. وعلق مدون على ساند مونكي "في الواقع ، ان المجلس العسكري لا يحتاج لعقد صفقة مع أحد، لأن لديهم كل الاسلحة والمؤسسات، لأنهم يعرفون أن ايا كان من سياتي سيعمل على ابرام اتفاق معهم". وكثيرا ما تقارن مصر في مرحلة ما بعد مبارك السياسة بركوب قطار الملاهي، ولكن التشبيه الأكثر دقة في الوقت الراهن هو أنها دخلت في متاهة يسيطر المجلس العسكري على جميع مخارجها. ويمكن الاعتماد علي الاستجابات الدولية. و تعبر دعوات يوم الاثنين عن "قلقها العميق" لوقف الولاياتالمتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية احتجاجا على تحركات المجلس العسكري. وسوف يجعل من المحتمل تسليم السلطة ، كما تعهدت، في نهاية يونيو. لذا هل هذا هو نهاية فصل الربيع العربي في مصر ؟ "العودة الى نقطة الصفر" هو استجابة الكثير من المصريين. لكن هناك مزايا عديدة مهمة. فقد ذهب مبارك ولن يكون يخلفه ابنه؛ وعرضت الانتخابات البرلمانية والرئاسية خيار حقيقي للمرة الاولى في التاريخ.