«مصر تستقبل انتخاباتها الأولى بحالة من الذعر».. هذا وفقا لوصف إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط بصحيفة «الجارديان» البريطانية. بلاك قال إنه لا أحد يعرف نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات، مضيفا أنه منذ ثورة 1952 والإطاحة بالملكية، صعد قادتها إلى الحكم بالانقلاب العسكرى أو من خلال انتخابات كانت تتم بحذر شديد، ونتائجها كانت دائما محسومة قبل حتى انعقادها بفترة طويلة. ووصف بلاك الفترة القصيرة قبل الانتخابات ب«مواقف درامية غامضة ومنافسات مريرة ومخاطر عالية كل هذا أدمج فى قصة ذات شعبية كبيرة يشاهدها المصريون عن كثب». مضيفا: «ديمقراطية مصر الوليدة ستأتى إلى الحياة وسط نوبات من العنف والشك، حتى إنه قد يتم تأجيل الانتخابات نفسها». وتابع بلاك أن المشير محمد حسين طنطاوى وزملاءه تعهدوا بتسليم السلطة فى الأول من يوليو بعد انتهاء جولة الإعادة فى منتصف يونيو، مضيفا أن الدور الذى سيلعبه اللواءات بعد ذلك، سيكون من أبرز القضايا التى ستواجه مصر. بلاك أضاف: «من اللافت للنظر، أن كل المرشحين الرئاسيين البارزين حتى الآن (يراعون) للعسكر وميزانياتهم السرية ومكانتهم وإمبراطوريتهم الاقتصادية، فى تصريحاتهم». متابعا: «أن هذا يلمح أنهم سيستمرون فى ممارسة قوة كبيرة من وراء الكواليس، أيا كان الشخص الذى سيحتل القصر الرئاسى». وقال إن الإثارة أقوى كثيرا فى السباق الرئاسى، عن ما كانت عليه فى الانتخابات البرلمانية. مضيفا: «أداء البرلمان كان مخيبا، على سبيل المثال لا الحصر لأن العسكريين قصقصوا أجنحته». وتابع: «لذلك، بعد 18 شهرا من قصص ميدان التحرير المأساوية، ينظر كثيرون إلى المعركة السياسية كاختيار بين الاستقرار والشك، بين العقل والقلب». وقال بلاك إن مشكلة المرشح محمد مرسى الوحيدة هو أنه تابع لجماعة الإخوان المسلمين المتهمة بالانتهازية المعيبة بسبب عدم وفائها بوعدها المسبق بعدم تقديم مرشح للرئاسة من صفوفها. مضيفا أن محللين من اتجاهات مختلفة يتوقعون أن النتيجة المحتملة الوحيدة هى أن الإخوان قد يأمرون أعضاءهم بمساندة موسى.