التحرش وسنينه

التحرش الوصمة السوداء التي توصم بعض رجال مصر وشبابها، فهل يعقل أن تكون مصر من أكثر الدول التي يتم بها التحرش بالنساء والفتيات ؟.
يبقي التحرش فعلا مشينا يندي له الجبين. فمن يتحرش بفتاة وهي طالبة علم أو ذاهبة الي وظيفتها أو ساعية علي قوتها وأولادها أو حتي خرجت لقضاء حواجئها فكأنه يتحرش بأمه أو أخته .
يا سادة نساء وفتيات مصر خط أحمر فمن يتعدي علي المرأة كأنه تعدي علي مصر .
أعتقد أنه قدر كبير من الدونية والجنون أن يتحرش رجل بامرأة في الشارع أو المواصلات أو أماكن العمل .
ولا أشك في أن من يتحرش بالنساء هو ذاته هذا الرجل الذي يلوث النيل وهو ذاته الذي يركب المواصلات ويتلف محتوياتها ويقطع بعنف كراسي الركاب بلا سبب أو مبرر وهو ذاته الذي يتحرش بتاريخ مصر ويذهب ليشوه تماثيل المعابد ويعيب في رموز مصر الأدبية ويسفه من قدرهم وهو ذاته الذي لا يعرف أهمية مقدسات مصر التي يجب أن يحافظ عليها .
مصر بلد الرجولة والجدعنة والنخوة بلد الأزهر والكنائس والجوامع في كل شارع .
كيف يتم التحرش بنسائها وفتياتها في كل مكان وفي أي وقت ومهما اختلف سن المتحرش بها .
وحتي الملابس المحتشمة والنساء والفتيات المحجبات والمنتقبات لا يسلمن من التحرش، فما ترتديه المرأة أو الفتاة ليس دائما هو سبب التحرش .
في الحقيقة لا أعرف أين ذهبت نخوة هؤلاء المتحرشين ؟ ولا أعرف ما الذي يجنيه المتحرش من لفظ أو نظرة أو ملامسة لجسد امرأة لا حول لها ولا قوة .
وما هو الإشباع النفسي والجنسي الذي يعود علي هذا المتحرش من فعلته؟ .
أعتقد أن علينا تبني حملة قومية لمناهضة كارثة التحرش ورفع الوعي ببشاعته .
حملة في الصحف والمدارس والجوامع والكنائس وليكن الفن داعما لتلك الحملة مثل تلك التي تبناها وأخرجها وأنتجها الفنان خالد النبوي.. حقيقة كل التقدير والاحترام لهذه الحملة" مصر محدش يتحرش بها ".
فهي حملة رائعة لفنان يعرف جيدا ما هو الدور الرائد للفن لتنمية أخلاقيات وذوق الشعوب وماهي أهمية الفنان القدوة الذي يستطيع تعديل سلوك وفكر محبيه ومعجبيه .