ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن التحذيرات التي أطلقها وزير الدفاع الفريق أول "عبدالفتاح السيسي" حول خطورة الاضطرابات وتهديدها بانهيار مصر، تكشف حقيقة الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد حاليا، وعدم قدرة النظام على احتواء الموقف. وحتى الآن أخذت الاحتجاجات منحى خطير للغاية حيث سقط أكثر من 52 قتيلاً وأصيب ما يزيد على ألف شخص على يد نظام الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، والذي انتهج العنف للقضاء على الاحتجاجات، وهو ما ينذر بتدهور الأوضاع في المستقبل. وأوضحت "الجارديان" أن تصريحات وزير الدفاع أثارت الكثير من المخاوف حول إمكانية عودة الجيش للحكم مرة أخرى، بعد الاضطرابات الأخيرة التي تهدد استقرار مصر وفشل الرئيس في السيطرة على الوضع المتفاقم. وقال السيسي "استمرار الصراع بين القوى السياسية حول إدارة أمور البلاد قد يؤدي إلى انهيار الدولة المصرية". وقد حرص الرئيس مرسي على إرضاء الجيش طوال الفترة الماضية، لضمان عدم تدخله في الحكم أو مشاركته إدارة البلاد، كما أن اختار بنفسه وزير الدفاع الجديد بعد الإطاحة بالمجلس العسكري السابق بقيادة المشير حسين طنطاوي. وفي الدستور الجديد وضعت جماعة الاخوان ضمانات كبيرة للجيش منها الاستقلالية والحفاظ على نظام قضائي عسكري خاص، وهو ما جعل الجيش يؤكد دائما أنه على الحياد ولن يتدخل في الحياة السياسية مرة أخرى. والآن قرر مرسي الاستعانة بالجيش لاستعادة السيطرة على البلاد خاصة في مدن القناة، وهو ما يعيد إلى الأذهان نفس تحركات مبارك إبان اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011.