المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي: مشاكل مصر أكبر من مرسي والإسلاميين.. والرئيس ربما يلجأ لضم ليبيا وحرب السودان لتشتيت المصريين قالت واحدة من المنظمات البحثية النافذة للوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة إن واشنطن ساندت ما وصفته ب"الانقلاب البارد في 12 أغسطس" الذي قام به الرئيس محمد مرسي ضد المجلس العسكري وإطاحته بالمشير محمد حسين طنطاوي والحرس القديم بالجيش المصري.
وقطعت منظمة المعهد اليهودي لدراسات الأمني القومي، وهي من منظمات اللوبي المؤثرة في الولاياتالمتحدة، بأن خليفة طنطاوي، وزير الدفاع الجديد، عبد الفتاح السياسي، "عضو بجماعة الإخوان المسلمين."
وجاء هذا في سياق تقرير للمنظمة انتقدت فيه طريقة تعامل حكومة مرسي مع الاحتجاجات العنيفة خارج السفارة الأمريكية في القاهرة ضد فيلم مسيء للإسلام، رغم أن واشنطن – بحسب قولها - فعلت كل شيء ممكن للتواصل مع الإخوان المسلمين، وطالبت مبارك بالتنحي عندما اندلعت الاحتجاجات في أوائل العام 2011، ودعت ممثلي الإخوان إلى البيت الأبيض في أبريل الماضي، قبل الانتخابات الرئاسية.
وأبدت المنظمة في تقرير لها هذا الشهر راجعته التحرير، استغرابها من الولاء الذي يظهره الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للإخوان المسلمين، رغم تصرفاتهم، قائلة أن "إدارة أوباما تراهن بشكل كبير على فكرة أن الإخوان المسلمين يجسدون مستقبل الديمقراطية الإسلامية، لدرجة أن الخيال يصاب بالإرهاق عندما يحاول أن يجد واقعة أو ظرفا يمكن عنده أن يقتنع البيت الأبيض بالتخلي عن دعمه للنظام المصري الجديد."
وقالت المنظمة إن السبب في رد فعل الرئيس مرسي المثير للجدل على أحداث السفارة الأمريكية، ربما هو أن "مصر ربما تكون عصية على أن يحكمها أي شخص،" لافتة إلى المشكلات العديدة التي يواجهها البلد وفي مقدمتها وضع الاقتصاد، وفي نفس الوقت لم تحصل القاهرة على الدعم المنتظر من السعودية التي تعتبر قيادتها أن الإخوان هم من يمكن أن يحفروا قبرها، وكذلك فإن قطر التي لديها فقط 20 مليار دولار كإجمالي احتياطياتها من النقد الأجنبي، لا يمكنها أن تنقذ مصر بمفردها.
وفي ظل هذا الوضع – تقول المنظمة – ليس أمام مرسي خيار سوى فرض إجراءات تقشف صارمة على شعب نصف سكانه يعيش على أقل من دولارين في اليوم، وهو ما اعتبرت أنه سيكون من قبيل "المغامرات الكبيرة."
وأشار المعهد إلى أن محللين إسرائيليين يعتقدون أن مرسي سيفعل كل ما بوسعه لتشتيت المصريين من مأساتهم الاقتصادية المتزايدة، وربما يحاول مرسي أن يبرر لضم ليبيا الغنية بالنفط إلى مصر وربما يحارب السودان للسيطرة على إمدادات المياه المحدودة. وتضيف كذلك أن الرئيس المصري الجديد يمكن أن يشجع الإسلاميين المتطرفيين على أن يخرجوا احباطاتهم ضد الولاياتالمتحدة.
وختمت المنظمة بأن هذه سياسة خطيرة، ومأساوية كذلك، فمرسي ربما ينتهج مسارا مدمرا ينطوي على هزيمة ذاتية لأن الظروف تجبره على القيام بهذا، والاختلاف بين الواقع في مصر وما تراه واشنطن أصبح مزعجا بالفعل، لكن في الأسابيع القادمة من المرجح أن يكون غير مقبول.