علقت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية على التصريحات التى أدلى بها الرئيس "باراك أوباما": "بأن مصر ليس حليفا اوعدوا"، والتى عاد البيت الأبيض ليصححها بأنها لا تعنى أي تغيير في العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر. ورأت المجلة أنه رغم حرص البيت الأبيض على تصحيح مفهوم تصريحات "اوباما"، إلا أن ما قاله الرئيس الأمريكى قد يكون هو التعبير الحقيقى عن الموقف الأمريكى غير المعلن، كما أن "أوباما" كان يخاطب الداخل الأمريكى الغاضب وليس العالم الخارجى فقط. وأضافت المجلة أن "أوباما" ربما كان غاضبا من رد الفعل المصرى الرسمى على أحداث السفارة الأمريكيةبالقاهرة الذى جاء على لسان الرئيس "محمد مرسى"، والذى اعتبره الجانب الأمريكى ليس كافيا وفاترا، ولا يرقى إلى وضع مصر المميز لدى الإدارة الأمريكية والدعم الذى تلقاه حكومة الإخوان المسلمين فى مصر من الإدارة الأمريكية. وحرص البيت الأبيض على التأكيد على أن مصر هى حليف مهم، وأن الرئيس كان يقصد أن مصر ليس حليفا ضمن حلفاء أمريكا فى حلف "الناتو". وأضاف البيان الصادر عن البيت الأبيض أن مصر تأخذ وضع الحليف الرئيسي خارج حلف الناتو منذ عام 1989 عندما أصدر الكونجرس قانون لإنشاء هذا المركز لأول مرة، والذي يعطي مصر امتيازات خاصة في التعاون مع الولاياتالمتحدة، لا سيما في الأمن والتكنولوجيا. واشارت المجلة إلي أن الإدارة الأمريكية رأت أنه كان من الممكن أن تقوم الحكومة المصرية بدور أكبر فى حماية السفارة الأمريكية في القاهرة، والتي تعرضت لهجوم من قبل المتظاهرين يوم 11 سبتمبر. ورغم تبريرات البيت الأبيض وأن العلاقة مع مصر لن تتغير، إلا أن الشىء المؤكد أن واشنطن ستراجع موقفها على ضوء الأحداث الأخيرة المرتبطة بالهجوم على السفارة فى مصر، وكذلك الهجوم على القنصلية الأمريكية فى ليبيا. ورأى بعض الخبراء فى الشرق الأوسط أن اختيار "أوباما" كلمتى "حليف" و"عدو" ربما تكون انعكاسا لشعور الإدارة الأمريكية بأن رد فعل "مرسى" على الهجمات لم تكن قوية بما فيه الكفاية. وأكد الخبراء "أنها رسالة من "أوباما" بأن التعامل مع مثل هذه المواقف من جانب الحكومة المصرية بمثل هذا التخاذل، سيكون مكلفا للقيادة المصرية، على الأقل خطابيا على المدى القصير"، وقال أندرو تابلر، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "سمعنا أن الإخوان المسلمين كانوا على وشك أن يكونوا شريكا متعاونا مع امريكا، ولكن الإجراءات والتصريحات تحاه احداث السفارة لم تكن مثالا جيدا على ذلك". واضاف "تابلر": "انه لم يتضح ماذا كانت كلمات "اوباما" معدة مسلقا ام، الا انها ذات دلالة" . وأشار أيضا إلى أن "أوباما" كان بالتأكيد يخاطب الجمهور الأمريكي الغاضب، وكان يرد على انتقادات الجمهوريين له، فى الوقت الذى تقترب فيه الانتخابات الرئاسية.