محمد زايد يكتب : الحياة لو لعبة خرجت فتاة جميلة ذات يوم الى الشارع وهي تحمل حقيبتان بيدها واحدة تحتوى هدايا غالية الثمن والأخرى بها قمامة وأثناء سيرها بإحدى الشوارع الجانبية قابلت سيدة عجوز بملابس رثة تدل على فقرها وضيق حالها تطلب منها المساعدة بأي شئ , وقفت الفتاة وقبل أن تساعدها فكرت قليلا وسألتها ماذا يعني لك فصل الصيف والشتاء والخريف والربيع , فأجابتها العجوز بسرعة وطلاقة بأن فصل الصيف يعني شدة الحرارة والتعرق وضيق التنفس وأن فصل الشتاء يعني قسوة البرودة والآلام المفاصل وفصل الخريف هو الكآبة بعينها والربيع يسبب لي أمراض موسمية وحساسية مفرطة في العين والأنف لذا فهي تكرهه ..فأعطتها الفتاة حقيبة القمامة وانصرفت . ثم قابلت الفتاة سيدة أخرى على نفس حال السابق ذكرها وسألتها كما سألت الأولى فأجابت بابتسامة صافية أن الصيف هو حياة الشباب من شمس مشرقة وأشعة تحمل الأمل والشتاء هو دفئ حضن الأم بعد قسوة ومرارة الأيام وأن الخريف بداية لحياة أخرى جميلة لأنه يأتي بعده الربيع لذا فالربيع أجمل فصول السنة , ابتسمت الفتاة بدورها وأعطتها الحقيبة المملؤة بالهدايا غالية الثمن. كل الأحداث السابقة قد تكون خيالية وليس لها مصدر حقيقي ولكن تلك القصة القصيرة هي قصة البشر والحياة , أن لكل منا فلسفته الخاصة وطريقة تعامله مع الحياة فمنا من يستقبل يومه بمرآته بابتسامه برضا وصفاء نفس ومنا من يستيقظ فينظر الى وجهه بالمرآة فيلعن يومه ونفسه . دائما أبداً الحياة مثلها مثل الأشخاص ,لك أن تتخيل أنك متزوج \ متزوجه وكل يوم تقابل شريك حياتك بابتسامه أو بإقتضاب ..ما هو رد الفعل هنا ؟ لك الأجابة ولي بقية الحديث أستأذنك صديقي القارئ أن لكل منا مشكلاته الخاصة التي يصحبها تعقيد أحيانا وبنظرتنا البشرية نرى أن الحل بعيد المنال صعب الإنجاز مستحيل الوصول اليه ولكن ننسى دائما أن لكل مجتهد نصيب وأن الأنسان لن يستطيع الشعور بالراحة الا بعد التعب والأرهاق . تخيل معي أن الحياة ( لعبة ) لها بداية سهلة وممتعة ولها أكثر من مستوى في كل مستوى تتخطاه تتعقد اللعبة وهو ما يثير حماستك وتصميمك على اجتياز الأصعب ..هل لو كانت اللعبة بسيطة وسهلة في بادئ الأمر هل كنت تشعر بالإثارة والمتعة ؟ أنها الحياة التي لابد وأن تمتلئ بالمشكلات والعقبات من الممكن أن تعرقل سعيك لهدفك ولكن ليس لها بأن تحبطك وتمحي أملك وهدفك , أن الحق في الحياة أعطاه لنا الله عزوجل ولن يسلبه منك بشر كان أو أي معوقات الا بيدك ...بيدك أنت فقط تحدد مصيرك وقدرك بإذن الله . أن الله عزو جل خلق البشر وأعطى لهم رسالة يحملونها الا وهي عبادته وإعمار الأرض وتجلت عظمته في أن يجعل إعمار الأرض حلم لبعض من خلقه فان نجاحك في حياتك الشخصية هدف وغاية ذاتية ولكن النفع في النهاية يعود على المجتمع ككل لأن بسعادتك في حياتك الشخصية ثم يترتب على ذلك عملك ثم ابداعك يعود بالنفع على مجتمعك إذا فأنت حملت رسالة الخالق وقمت بتنفيذها وأرضيت ربك ونفسك. كانت للمخرج العالمي يوسف شاهين جملة قالها لأحد الممثليين الذيين عملوا معه في بدايته كان لديه عيب قاتل في مجال السينما وهو أنه عند أداء أي مشهد ينظر الي الكاميرا مباشرة وهذا خطئ فني فجلس معه شاهين وقال له إذا أعطيت الكاميرا ظهرك فستنظر اليك دائما وإذا نظرت للكاميرا أعطتك ظهرها دائما وهذا هو الحال مع مشكلاتك إنظر لها دائما لتعطيك ظهرها ..أن القادم من العمر ليس به مجال لأن تضيعه فهو ملك لك ..لك وحدك.