تسيطر أفلام الحرب والصراعات السياسية والقبلية على الأحد عشر فيلماً المشاركة في مسابقة الأفلام العربية التى ينظمها مهرجان القاهرة السينمائى الدولي فى دورته الحالية. وفي الفيلم الكويتي "توربورا" إخراج وليد العوضى، وبطولة سعد الفراج، وخالد أمين، وياسين احجام، تجسد أحداث الفيلم رحلة "أبوطارق" و"أم طارق" للبحث عن نجلهم الأصغر "أحمد" والذي استسلم العملية غسيل مخ من قبل متطرفين قرر بعدها مغادرة الكويت للانضمام لقوات الإرهابيين في أفغانستان. ولم يقدر الأب وزوجته مشاق الرحلة والمخاطر التي قد تواجهما في بلد مزقتها الحرب. ابنهما الأكبر "طارق" حاول البحث عن والديه وأخيه بمساعدة المخابرات الباكستانية. أما الفيلم اللبناني "تنورة ماكسى"، من إخراج: جو بوعيد، وإنتاج نفتالين انترتاينمينت، وبطولة: جوى كرم، شادى التينه، كارول عبده، فتدور قصة الفيلم في قرية جنوبية (جزين) التي لجأت إليها عائلة بيروتية هربا من وابل القصف ودوي القذائف التي رافقت اجتياح الجيش الإسرائيلي لبيروت عام 1982. وسكنت تلك العائلة المؤلفة من رب العائلة وزوجته وولديهما (فتاة جميلة وشاب يعاني من التخلف العقلي) وشقيقته وابنها في مبنى تسكنه أيضا سيدة وابنها الذي ينوي أن يصبح راهبا، وتعود ملكيته لهما، فتبدأ قصة حب عاصفة بين الفتاة (عليا) والشاب المفترض أن يصبح كاهنا (عامر). وبينما يستهل الفيلم بمشهد يصور عملية ولادة طفل والصعوبات التي تمر بها الأم خلالها فهو يسدل الستار على مشهد حفل الزفاف الذي جمع بين العاشقين (عليا وعامر) ليذكرنا بأنهما والدا الطفل المولود والذي هو في الحقيقة جو بوعيد، مخرج الفيلم. أما الفيلم المغربي «انظر للملك على وجه القمر»، عن ثمانين سنة من تاريخ المغرب، انطلاقاً من الانتفاضة الريفية على الإسبان، سنة 1906 بقيادة الشريف محمد أمزيان، ثم يتم الانتقال إلى نضال أهل زيان بخنيفرة، بزعامة موحى أحمو الزياني، ثم العودة إلى الريف، فيجري حديث على نضال البطل التاريخي عبد الكريم الخطابي ومعاركه وجهاده وحروبه ضد المستعمر الفرنسي والإسباني. وبعد نهاية حرب الريف وأسر عبد الكريم الخطابي، يستقر الكل في فاس، لينطلق النضال السياسي وطبعا المقاومة المسلحة إثر خلع محمد الخامس، وهنا يقدم الفيلم صورا للنضال و الكفاح من أجل استقلال البلاد ورجوع محمد الخامس. وبعد رجوع الملك يتطرق الفيلم إلى الحياة السياسية في عهد الاستقلال، متوقفا عند مشاهد وأحداث تهم الاغتيالات وتصفية الحسابات مثل اغتيال الطيارة المغربية ثوريا الشاوي. وينتهي الشريط في سنة 1980 بعد انقلاب الصخيرات الفاشل ومرحلة سنوات الرصاص. ويعود الفيلم الفلسطيني "لما شفتك" إخراج آن مارى جاسير، وبطولة محمود اصفا، روبا بلال، اناس الجارالله، على العيان، روبا شمشوم، وأحمد سرور إلى ستينيات القرن الماضي. ويبدأ مع "طارق" الذي يبلغ من العمر 12 عاماً ووالدته "غيداء"، حيث يعيشان في معسكر اللاجئين بمدينة جرش الأردنية، وهما جزء من موجة جديدة من اللاجئين الفليسطنيين، تم فصل الأم والابن عن الأب، وأصيب طارق بمرض التوحد ولكنه في الوقت نفسه مفعم بالطاقة والنشاط. أما والدة طارق فتعمل في خياطة الملابس بمركز السيدات وتناضل من أجل توفير الطعام لابنها. ولأنها وحدها تتحمل مسئوليته فقد تحولت لامرأة جادة تحاول حمايته فقط. فقدت "غيداء" منذ فترة طويلة الإحساس بالأمل فقد تم إبعادها عن زوجها وحب حياتها بسبب السياسة والحرب. وفي فيلم "مملكة النمل" إخراج شوقى ميجرى، وبطولة صبا نوباراك، مونثير راياحنا، جميل عواد، نرى طاائرات الأباشي المروحية والدبابات تقذف الحمم التي تزهق الأرواح وتقضي علي كل شيء، والجرافات تهدم البيوت وتحت الأرض تصل الأنفاق والكهوف المدن الفلسطينية بعضها البعض بسهولة وأمان. الشهداء علي تعاقب الحضارات علي الأرض.. الماء والخضرة.. عالم من الهدوء والصفاء والسحر. إنها رحلة بين الأشياء المخفية والأشياء الظاهرة لهذه الأرض وما بين الحقيقة القاسية والأحلام والتاريخ والأسطورة. أما في الفيلم الجزائري "التائب" إخراج مرزاق علوش، وإنتاج يسين دجادى بايا، وبطولة نبيل عسلى اس رشيد، عديلة بن ديميراد، وخالد بن عيسى، فتدور أحداث الفيلم في منطقة السهول العليا بالجزائر وهي منطقة تسيطر عليها مجموعات إسلامية تنشر الإرهاب، يظهر رشيد" وهو شاب جهادي يترك الجبال ويعود لقريته ليتوب ويعود لحياته الطبيعية مستفيدا بقانون العفو والتوافق الوطني، ولكي يفعل ذلك لابد أن يسلم نفسه للشرطة ويسلم سلاحه أيضاً وبعدها يحصل على العفو ويصبح تائباً ولكن القانون لا يمكنه مسح جرائم "رشيد" وتكون هذه بداية رحلته مع العنف والأسرار والتلاعب.