سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطبة الجمعة .. وزير الأوقاف يحذر من «أكل الحرام».. ويؤكد : المال العام ملك لله والمحتكرون سينالون جميع أنواع العذاب.. والموظف المهمل يطعم أبناءه «سُحتًا».. والجيش المصري «فريد» في وطنيته
* وزير الأوقاف بخطبة الجمعة: * الجيش المصري يدافع عن الحق وفريد فى وطنيته * النار جزاء من يأكل «السحت» * المال الحرام يحرمك ثواب الصلاة والحج الصوم والصدقات * الحج لا يُكفر المال الحرام * الموظف المهمل الكسول يُطعم أبناءه «سُحتًا» ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم، بعنوان: «أكل السحت وسوء عاقبته في الدنيا والآخرة»، بحضور كل من الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور أحمد شعراوي، محافظ الدقهلية، ولفيف من قيادات المحافظة، بمسجد «النصر» في مدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية. وقال «مختار» إن الله سبحانه وتعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قد نهوا صراحة في نصوص الكتاب والسُنة النبوية الشريفة عن أكل السحت، مؤكدًا أنه لا عاقبة لذلك سوى النار. واستشهد بما قال الله تعالى في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)» من سورة النساء. ودلل بما قال النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»، منوهًا بأن جزاء أكل أموال الناس بالباطل هو النار . وأوضح وزير الأوقاف، أن من حلف على مال ليأكله ظلمًا، أعرض الله عنه يوم القيامة، منوهًا بأن رجلان جاءوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدهما من حضر موت والآخر من كندة، فقال الحضرمي: يارسول الله .. إن هذا الرجل غلبني على أرض لي كانت لأبي، فوضع يده عليها واغتصبها مني، فقال الكندي: بل هي لي يا رسول الله وليس له فيها حق. وتابع: فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- الحضرمي: «ألك بينة؟»، فرد الرجل: لا يا رسول الله، فقال النبي: فلك يمينه، فالبينة على من أدعى واليمين على من أنكر، فقال الحضرمي للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله.. إن الرجل فاجر، لا يُبالي على أي شيء حلف، ولا يتورع من شيء، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ليس لك إلا ذاك طالما أنه لا بينة لك»، فلما ذهب الرجل الكندي ليحلف قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أما والله لو حلف على مال ليأكله ظلمًا، ليلقين الله عز وجل يوم القيامة وهو عنه مُعرض. وأضاف أنه إذا تصدق الإنسان بصدقة من حرام ضُربت صدقته في وجهه، لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، مستشهدًا بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ تُقْبَلُ صَلاَةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلاَ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ». وأكد أن الحج يُكفر ما قبله في حالة واحدة وهي إذا تقبله الله من العبد، منوهًا بأنه إذا حج الإنسان وهو يأكل من حرام فإن الله تعالى لا يقبل حجه، فصحيح أن الحج يجُب ما قبله، ويُكفر كل ما سبق، لكن حقوق العباد لا تسقط إلا بردها إلى أصحابها، مشيرًا إلى أن كل من يظن أنه يستطيع أن يُكفر عن المال الحرام بالحج، فحجه غير مقبول، بل هو مضروب في وجهه. ونبه «مختار» بأن من يصيبه شيء من غلول أي مال حرام لا ينفعه دعاء ولا صدقة ولا صلاة ولا صيام ولا حج، فالمال الحرام يجعل صلاة الشخص لا تُرفع فوق رأسه قيد أنملة، مستشهدًا بما قاله عبد الله بن عمر بن الخطاب: «من اشترى ثوبًا بعشرة دراهم وفي ثمنه درهم واحد من حرام، لا يقبل الله سبحانه وتعالى له صلاة مادام عليه هذا الثوب». وأشار إلى أن المال الحرام يدخل على الإنسان بالفشل والأمراض والاكتئاب، والقلق والضجر فيأخذ منه في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد. ونوه بأنه قد يقع الإنسان في الحرام دون أن يشعر، حيث يضع على بصره غشاوة، وربما لا يكاد يُفكر، لافتا إلى أن المال الناتج عن أي نوع من أنواع الغش سواء في الكيل أو الحديث أو غيره، فهو حرام، كما أنه تزداد الحُرمة إذا كان الغش في الطعام والدواء وما يُعرض حياة الناس للخطر. وتابع: ومن باع طعام فاسدًا أو دواء منتهيًا للصلاحية وهو يعلم أن هذا الطعام أو الدواء قد يؤدي إلى الوفاة، فتناوله أحدهم ومات، فهو قاتل عمدًا ويجب أن تُطبق عليه أحكام القتل العمد، أما إذا كان لا يعلم، فيُطبق عليه القتل الخطأ، ولا يربح أبدًا في الدنيا والآخرة. ولفت وزير الأوقاف، إلى أن الاحتكار والاستغلال والمتاجرة بحاجات الناس في أقواتهم وشئونهم الحياتية، جزاؤه عظيم يوم القيامة، مستشهدًا بما ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في من يرفع على الناس الأسعار استغلالًا لحاجتهم: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، منوهًا بأن العُظم يعني معظم النار، أي أن الله تعالى يُقلبه على جميع أنواع العذاب في نار جهنم. وأفاد بأن المال العام في ملك الله تعالى، وله رب يحميه، مشيرًا إلى أن من يعتدي على المال العام فإنه يكون عُرضة لأن يُحاججه يوم القيامة أكثر من مئة مليون إنسان. واستطرد: "الاعتداء على المال العام وأملاك الدولة، أي مال عام، يُعد اعتداء على كل من ينتفع بهذا المال، ومن ثم يأتي المعتدي يوم القيامة فيأخذون من حسانته حتى يصبح صفر اليدين، ويحمل من سيئات أصحاب الحقوق مالا يطيق. وأكد أن من تجرأ على المال العام، فقد تجرأ على حدود الله وصار خصمًا لله رب العالمين، متابعا أن من خاصمه الله تعالى خسر وخاب في الدنيا والآخرة . وأوضح أن كل من التحق بعمل واتفق على نظام للعمل وقتًا وأداءً، وأخذ الراتب ولم يؤد هذا العمل فإنه يأكل سُحتًا ويطعم أبناءه سُحتًا، ولا بركة لا في ماله ولا حياته ولا صحته وأبنائه، فكل عامل أو موظف سواء كان يعمل بالقطاع العام أو الخاص، يُضيع وقت العمل أو يتفلت منه أو لا يقوم بعمله على الوجه الأكمل، فإنه يأكل سُحتًا، منوهًا بأن مثله وأشد منه صاحب العمل الذي يأكل حقوق الضعفاء، فخصمه الله تعالى. ولفت جمعة، إلى أن المتأمل فى معظم الأعياد القومية لمحافظاتنا يجد أنها ارتبطت بالحفاظ على الأرض والعرض والكرامة ودحر الغزاة وأسر ملوكهم ورؤسائهم. وأضاف "أنه لعل من التوافق ونحن نتحدث اليوم فى العيد القومي لمحافظة الدقهلية عن بطولات فدائية لأبناء هذه المحافظة، أننا نقف ونشد بقوة على أيدي قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل فى مواجهتهم الشريفة الوطنية ضد قوة الشر والإرهاب من التكفيريين والخونة والعملاء الذين جاءوا من كل حدب". وأشار الى المجهودات التى تقوم بها القوات المسلحة فى كل وقت ضد قوة الإرهاب والشر والتى تحرص على كل ذرة رمل من تراب هذا الوطن الغالى، متابعا حديثه قائلا: "لنقول لهم إمضوا على بركة الله والشعب والوطن كله من خلفكم وأمامكم وسيراكم الله عز وجل من هذا الشعب العظيم ما تقر به أعينكم فلن نسلمكم لعدو أبدا ولا نقول لكم كما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام كما جاء فى القرًان الكريم «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ». وأكد أن الجيش المصري فريد فى وطنيته لأنه جزءًا من هذا الشعب ليس فيه جندى واحد من الأغراب أو المرتزقة، فالجنود المرتزقة لا هوية لهم فلا يرتبطون بأرض ولا عرض، أما قواتنا المسلحة تدافع عن أراضينا وأهلينا وذوايهم وعن كرامة هذا الوطن فهم على حق وثبات.