أعلنت السلطات البريطانية، تأجيل قرارٍ طال انتظاره بشأن خططٍ مثيرة للجدل لبناء سفارة صينية ضخمة في وسط لندن، وذلك في أعقاب مخاوف أمنية متزايدة. وقد تعطلت خطط بناء "السفارة الضخمة" في موقعٍ بالقرب من حي المال في لندن وكابلات البيانات الحساسة الموجودة منذ سنوات. وأثار المنتقدون مخاوف من استخدام المبنى كقاعدةٍ للتجسس، وحثّ أعضاء البرلمان البريطاني من مختلف الأطياف السياسية الحكومة على رفض الاقتراح. وكان من المقرر أن يتخذ المسئولون البريطانيون قرارا بشأن مشروع بناء السفارة بحلول 10 ديسمبر، لكن إدارة تفتيش التخطيط البريطانية قالت إنه تم تأجيل الموعد النهائي إلى 20 يناير لإتاحة المزيد من الوقت لدراسة الأمر بشكلٍ كامل. وقال توم ويلز، المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، للصحفيين: "قدّمت وزارتا الداخلية والخارجية وجهات نظريهما بشأن تداعيات أمنية محددة، وكانا واضحين طوال الوقت بأنه لا ينبغي اتخاذ أي قرار حتى نتأكد من اكتمال أو حل لهذه الاعتبارات". يأتي هذا التأجيل في أعقاب انتقادات متزايدة للحكومة البريطانية في الأسابيع الأخيرة بشأن تعاملها مع مزاعم متعددة بالتجسس الصيني. ونفت حكومة ستارمر الاتهامات بأنها تدخلت في محاكمة جاسوسين صينيين مزعومين من أجل الحفاظ على العلاقات مع القوة العظمى الآسيوية. وفي العام الماضي وجهت السلطات البريطانية تهمة التجسس لصالح بكين إلى الباحث البرلماني السابق كريستوفر كاش والأكاديمي كريستوفر بيري، لكن النيابة العامة أسقطت التهم في اللحظة الأخيرة، وألقت باللوم على المسئولين لرفضهم الإدلاء بشهادتهم بأن الصين كانت تشكِل تهديدا للأمن القومي وقت ارتكاب الأفعال المزعومة، بين عامي 2021 و2023. وأشار النقاد، أيضا إلى أن القرار بشأن السفارة الصينية قد تأخر وسط الاستعدادات لزيارة ستارمر المتوقعة إلى بكين مطلع العام المقبل. وفي حال الموافقة، ستكون السفارة المقترحة في دار السك الملكية وهو المقر السابق لسك العملات المعدنية في بريطانيا ، أكبر سفارة في أوروبا، على مساحة 20 ألف متر مربع. وسبق أن اتهمت الصينبريطانيا "بتعقيد المسألة وتسييسها باستمرار".