في تطور لافت للعلاقات الصينية-البريطانية، كشفت صحيفة التليجراف البريطانية عن محاولة جديدة من قبل الحكومة الصينية لإحياء مشروع بناء مجمع سفارة ضخم في قلب العاصمة البريطانية لندن. وتأتي هذه الخطوة على الرغم من رفض السلطات المحلية للمقترح الأولي في عام 2022، مما يثير تساؤلات حول توقيت هذه المحاولة الجديدة ودلالاتها السياسية والدبلوماسية. اقرأ أيضًا: الصين تفعل استجابة طارئة للفيضانات في بكين ومناطق مجاورة سفارة تفوق الخيال وفقًا لما أوردته صحيفة التليجراف، فإن المجمع المقترح، الذي وصفته الصحيفة ب "السفارة العملاقة"، سيمتد على مساحة تقارب ستة كيلومترات مربعة في موقع "رويال منت كورت"، بالقرب من برج لندن الشهير، ومن المتوقع أن يكون حجم هذا المجمع عشرة أضعاف حجم المقر الدبلوماسي الصيني الحالي في حي ماريليبون وسط لندن. وتشير الوثائق التخطيطية المقدمة إلى مجلس بلدية "تاور هامليتس" أن المشروع سيضم سفارة ومكاتب و225 منزلاً، بالإضافة إلى مركز للتبادل الثقافي، ما يعكس طموحات الصين في توسيع نفوذها الدبلوماسي والثقافي في قلب إحدى أهم العواصمالغربية. واشترت بكين موقع "رويال منت كورت" بمبلغ 255 مليون جنيه إسترليني في عام 2018، إلا أن طلبها الأول للحصول على إذن التخطيط قوبل بالرفض بالإجماع من قبل المجلس المحلي في عام 2022، مستندا إلى مخاوف أثارها السكان المحليون وبعض أعضاء البرلمان البريطاني، حيث رأوا أن السفارة قد تجذب المتظاهرين المناهضين للصين وتهدد السلامة العامة في المنطقة. توتر وآمال بالتحسن يأتي تجديد الصين لمساعيها في بناء هذه السفارة في وقت شهدت فيه العلاقات بين لندنوبكين توترات متزايدة، إذ أشارت التليجراف إلى أن البرلمان البريطاني أقر قرارًا في عام 2021 يدين معاملة الصين لأقلية الأويجور المسلمة، واصفًا إياها ب "الإبادة الجماعية". هذا القرار قوبل بإدانة شديدة من السفارة الصينية في لندن، التي وصفته بأنه "إهانة فظيعة للشعب الصيني". وزادت حدة التوتر بعد حادثة مزعومة في أكتوبر 2022، حيث قيل إن ستة من الموظفين الدبلوماسيين الصينيين اعتدوا على متظاهر مؤيد لاستقلال هونغ كونغ خارج القنصلية الصينية في مانشستر. وبعد أسبوعين من هذه الحادثة، اتهم مدير جهاز الاستخبارات البريطاني MI5، كين ماكالوم، الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بأنه يشكل "التحدي الاستراتيجي الأكثر تأثيرًا على المملكة المتحدة". توقيت جديد وآمال جديدة وفقًا لصحيفة التليجراف، قامت بكين بإعادة تقديم خطط السفارة بعد أسابيع قليلة من الانتخابات العامة الأخيرة في بريطانيا، والتي فاز فيها حزب العمال بأغلبية ساحقة، ويبدو أن المسؤولين الصينيين يرون في هذا التغيير السياسي فرصة لتحسين العلاقات مع المملكة المتحدة. وتشير التقارير الإعلامية البريطانية إلى أن وزير الخارجية ديفيد لامي يخطط لزيارة الصين في سبتمبر المقبل، في إطار ما وصفته الحكومة ب "مراجعة" لعلاقاتها مع القوة الآسيوية العظمى. وقد نقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية عن مسؤولين صينيين رؤيتهم لهذه الزيارة كفرصة لإصلاح "العلاقات المتضررة" بين البلدين. مواقف متباينة وتحديات مستمرة رغم هذه الآمال، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تحسن العلاقات الصينية-البريطانية، إذ نقلت صحيفة التليجراف عن السير إيان دنكان سميث، الزعيم السابق لحزب المحافظين، قوله إن بكين كانت على الأرجح تنتظر وصول حزب العمال إلى السلطة، لمعرفة ما إذا كان يمكن "إقناعهم بمنحهم السفارة التي يريدونها". ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت سياسة حزب العمال تجاه الصين ستختلف كثيرًا عن سياسة المحافظين. فقد أشارت الصحيفة إلى أن جورج روبرتسون، الرئيس السابق لحلف الناتو، والذي اختاره رئيس الوزراء كير ستارمر لمراجعة السياسة الدفاعية البريطانية، قد وصف الصين بأنها تهديد "مميت" للمملكة المتحدة.