■ كتب: حسن حافظ ألقى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالنظر في تصنيف جماعة الإخوان وفروعها في مصر والأردن ولبنان، ضمن قوائم الإرهاب بتداعيات زلزالية على التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، الأمر الذي ترددت أصداؤه في اجتماعات التنظيم الدولي في عدد من المدن الإسلامية، وفي مقدمتها لاهور الباكستانية التي استضافت اجتماعا للتنظيم بعيدا عن الأعين والأضواء التي تسلطت على اجتماع الإخوان في تركيا. لاهور استضافت المؤتمر العام للجماعة الإسلامية بقيادة حافظ نعيم الرحمن، وهو الفرع المحلي للإخوان في باكستان، وكان لافتًا إعلان القيادي الإخواني على محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «إحدى أذرع التنظيم العالمي للإخوان» مشاركته في المؤتمر، وقال في بيان رسمي إن هذا المؤتمر يعد «حدثًا مهمًا يجمع مئات الآلاف من أعضاء وأنصار الجماعة الإسلامية، لتجديد العهد بالمبادئ الإسلامية ومناقشة التحديات المصيرية التي تواجه الأمة الإسلامية فى ظل الظروف الراهنة»، ووصف زيارته ب«التاريخية». ◄ اقرأ أيضًا | «ترامب» يكتب نهاية الإخوان.. «الجماعة» تواصل السقوط عالميًا ما قصده القره داغى بمناقشة «التحديات المصيرية» هو البحث في مصير جماعة الإخوان الإرهابية، بالتوازى مع توجه الإدارة الأمريكية لتصنيف أذرعها في مصر والأردن ولبنان في قوائم الإرهاب، الأمر الذى يهدد خطوط إمداد الأموال وحركة أعضاء المنظمة الإرهابية، ما رفع درجات الاستنفار بين قيادات الجماعة، الذين قرروا عقد أكثر من اجتماع في نفس الفترة أى نهاية نوفمبر الماضي، إذ عقد اجتماع مجلس مسلمي أوروبا، إحدى أذرع الإخوان في أوروبا، اجتماعًا في تركيا، لبحث تداعيات القرار الأمريكي على شبكة التنظيم الدولى وأذرعه. ماهر فرغلي الباحث المتخصص في قضايا الحركات الإسلامية كشف بعض ما دار في لاهور قائلاً: «انتهي اجتماع التنظيم الدولي للإخوان فى مدينة لاهور، الذى ضم 41 فرعًا بقياداتهم، وبعده بيوم اجتمع (مجلس مسلمي أوروبا - الإخوان) بقيادة عبدالله بن منصور في تركيا، وبعد اجتماع التنظيم الأوروبي بيوم اجتمع رموز الفضاءات الفكرية للإخوان في مدينة كوالالمبور في ماليزيا وكان على رأس الحضور عبدالرازق مقري من الجزائر ومحمد الحسن ولد الددو من موريتانيا». وأشار فرغلي إلى أن اجتماع لاهور كان الأخطر والأهم فى تحركات التنظيم الدولى الإخوان مؤخرًا، إذ تقرر فيها الإبقاء على المصرى محمود الإبياري، والذى يحمل الجنسية البريطانية ويقيم فى لندن، فى منصب الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان، ومشرفًا على إعلام الجماعة العالمي، كذلك تقرر تكليف العراقى أنس التكريتي، الذى يحمل الجنسية البريطانية ويقيم فى لندن كذلك، بمنصب نائب الإبياري في منصبه. كذلك كلفت قيادات التنظيم الدولي المصري حلمي الجزار «المقيم في بريطانيا» بملف التربية والفكر، وتكليف المصري محيي الدين الزايط والمدرج على قوائم الإرهاب المصرية بمسئولية قطاعات التنظيم الدولى والأقطار، والكلمة الأخيرة تعني في المصطلح الإخواني الدول التي يوجد بها تنظيم إخوانى فاعل، لذا خرجت توجيهات مؤتمر لاهور إلى إخوان الأقطار بنفى وجود تنظيم عالمى للجماعة، وتغيير مسمى المؤسسات لأسماء لا تحمل اسم الجماعة، في محاولة لمواجهة تداعيات قرارات ترامب الأخيرة بتصنيف الجماعة ضمن قوائم الإرهاب. كما تضمن الاجتماع الحديث عن ملف السودان، والاهتمام بملف تونس وملف السجناء من حركة النهضة، ودعم العمل الحركى للجماعة فى تونس بأشكال جديدة، ويأتى ذلك بعد انتهاء مزايدة الإخوان بملف غزة ومحاولة تحقيق أى انتصارات فى الشارع العربي، فبعد تدمير غزة وفشل محاولات الإخوان لتشويه الجهود المصرية التى ثبت بالدليل القاطع أنها كانت الأكثر شرفًا وثباتًا على المبادئ وقطعت الطريق على محاولات تصفية القضية الفلسطينية في غزة، تسعى جماعة الإخوان الإرهابية للمتاجرة بملفات عربية أخرى على أمل أن تجد لنفسها فى أى دولة عربية تتسلل منها إلى السلطة مجددًا. فيما قال حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق المتخصص في تاريخ الإخوان إنه يمكن ربط هذه الاجتماعات بالقرار الأمريكي، لكن الأمر يحتاج لبعض الوقت لتوضيح طبيعة التحركات الإخوانية الأخيرة، بينما أكد نبيل نعيم، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن القرارات الأمريكية الأخيرة بخصوص تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، أثار الارتباك فى صفوف الجماعة لأن هذه القرارات ستؤدى لمتابعة مدققة لخطوط حركة الأموال التى تضخ فى شبكة التنظيم الدولى وستجعلها تحت الرقابة الأمريكية الصارمة.