مأساة حقيقية يعيشها أكثر من 5 آلاف نسمة تعداد قرية المشايخ التابعة للوحدة المحلية لقرية أولاد يحيي بحري بمركز دار السلام؛ بسبب تصدع كوبري القرية المار أعلي ترعة نجع حمادي الشرقية وإصابته بالعديد من الشروخ والتآكل، خاصة أنه يربط القرية بالطريق الزراعي السريع "القاهرة – أسوان" الشرقي، وتمر عليه سيارات نقل وجرارات زراعية بحمولات مختلفة، دون أدنى رقابة أو اهتمام من أي مسؤول تنفيذي بمحافظة سوهاج، سواء في المحليات أو الري أو الطرق والكباري. ورغم التآكل الشديد والشروخات الموجودة في جسم الكوبري وحوامله المشيدة بالطوب الأحمر والأسمنت واستغاثات أهالي القرية البسطاء الذين لم يستجب لهم مسؤول، لا يجد المواطنون مفرا من العبور فوقه، وانتظار كارثة في أي لحظة تخلف وراءها عشرات الضحايا والمصابين. وبسبب حالة الكوبري السيئة، سادت حالة من الغضب والاستياء بين أبناء قرية المشايخ، وطالبوا وزير الري ومحافظ سوهاج بسرعة التدخل لإنقاذ حياتهم قبل وقوع كارثة تدمي القلوب، وحينها يكتفي المسؤولين بالتقاط الصور في موقع الحادث وإصدار بيانات لا تتجاوز حناجر قائليها، وصرف مساعدات لأسر الضحايا والمصابين تهين مستحقيها. جسم الكوبري الذي أنشئ منذ حوالي 80 عاما أصابته الشيخوخة وتأكل جسمه وتصدعت وتأكلت حوامله وظهرت عليها الشروخ، في الوقت الذي تناسي فيه المسئولون إصلاح الكوبري أو تطويره، ما يؤكد أن عبارة "الإهمال وتخاذل المسؤولين وتدني مستوى الخدمات" اعتاد المواطن السوهاجي على سماعها، كما اعتاد كل الأوضاع الغريبة والمعكوسة التي يراها يوميا ويقف أمامها مكتوف الأيدي. وقال مجدي عز، أحد أبناء قرية المشايخ، إن أكبر مشكلة تعانيها القرية وتؤرق كبيرها وصغيرها، الكوبري المتصدع والآيل للسقوط، الذي يربط القرية التي تقع من الجهة الشرقية بطريق القاهرةأسوان الزراعي وباقي القرى، التي تقع بالجهة الغربية ويوجد بها المصالح الحكومية والمستشفيات، موضحا أن الكوبري يمر عليه جميع المسؤولين التنفيذيين القادمين لمركز دار السلام، ويشاهدونه مراراً وتكراراً ولا يحتاجون من يلفت نظرهم إليه ويذكرهم به، متابعا أن أهل القرية بسطاء ولا يعرفون للشكاوى طريق، لذا تجاهل مسؤولو مركز دار السلام حقوقهم. وأوضح محمد أحمد، أحد أهالي قرية المشايخ، أن أي محافظ يتولى مسؤولية ومهام محافظة سوهاج لا يأتي لمركز دار السلام إطلاقا، إلا إذا كان هناك لإنهاء خصومة ثأرية فقط ويكون من بين المدعوين فيها لحضور المراسم، مطالبا المحافظ بجوالات وزيارات مفاجئة كما يفعل في غالبية مراكز ومدن المحافظة الأخرى والقريبة من مدينة سوهاج حتى يشاهد ويرى الخدمات السيئة التي تقدم لأبناء مركز دار السلام. وأشار محمد حافظ، موظف بالشباب والرياضة ومن قرية أولاد يحيي بحري، إلى أن كوبري المشايخ يعد مرفقا حيويا لأبناء القرية والقرى المجاورة؛ لقربة من غالبية المصالح الحكومية والمدارس، مضيفا أن الكوبري يشهد تكدسا شديدا للطلاب والتلاميذ في أيام الدراسة خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ما يمثل خطورة كبيرة علي حياة التلاميذ الصغيرة، خاصة في ظل عدم وجود سور حديدي للكوبري من الجهة الجنوبية. وأكد فيصل عبد النظير، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دار السلام، أنه خاطب منطقة ري أسيوط في 9 مايو 2016 بالحالة الإنشائية المتردية للكوبري؛ من أجل اتخاذ اللازم تجاهه من حيث الإحلال والتجديد أو الترميم، مضيفا: "جاء مهندس تابع لري جرجا، وقرر غلق الكوبري أمام السيارات التي تزيد حمولتها عن 5 طن لقدم الكوبري وتهالكه وعدم استطاعته لمرور سيارات محملة بحمولات أكثر من هذا الحد". ولفت عبد النظير إلى وجود كباري بدائل له، تبعد فقط حوالي 2 كيلو متر عنه وحالتها الإنشائية جيدة، لكن الأهالي يرفضون استخدام هذه الكباري الآمنة ويفضلون "المتهالك" لقربه منهم، متابعا أنه بناء على اللجنة التي شكلها المحافظ لمعاينة الكوبري وإعداد تقرير مفصل بحالته، تقرر غلقه بالخرسانة من الجانبين لحين عمل السور الحديدي له من الناحية الجنوبية تمهيدا لفتحه فقط أمام المشاة. وأكد علي عبد الحفيظ، وكيل وزارة الري بسوهاج، إدراج الكوبري ضمن خطة الإحلال والتجديد للعام المالي 2016/2017 بمعرفة الإدارة العامة لمشروعات التوسع الأفقي بأسيوط، وسيتم متابعة توفير الاعتماد المالي اللازم لذلك. ومن جانبه، قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، إنه قرر تشكيل لجنة هندسية من مديرية الري والطرق والنقل والإسكان وكلية الهندسة جامعة سوهاج والوحدة المحلية لمركز ومدينة دار السلام؛ من أجل معاينة الحالة الهندسية والإنشائية للكوبري ومشاهدة التصدعات الموجود على ترعة نجع حمادي الشرقية، خاصة أنه يربط بين القرية والطريق السريع القاهرةأسوان الزراعي الشرقي، مضيفاً أن اللجنة المكلفة بمعاينة الكوبري أفادت بضرورة غلق الكوبري كاملاً أمام مرور السيارات والجرارات وجميع المعدات، وأوصت باستخدامه لمرور المشاة فقط بعد الانتهاء من استكمال 15مترا بسور الكوبرى غير موجودة، ما يهدد حياة المارة. وأكد المحافظ أنه كلف الوحدة المحلية لمركز ومدينة دار السلام ومديرية الري بغلق الكوبرى تماما من الجانبين واستكمال السور الجنوبي للكوبري، ليتم بعدها السماح للمشاة بالمرور عليه, لافتا إلى بدائل للكوبري، وهى كوبري الشيخ شاهين شمالا وكوبري الشيخ جامع جنوبا.