جاء صباح اليوم التالي من بداية حرب الاستنزاف متشحًا بالسواد، فبعد قصف مدفعي مركز من المدفعية المصرية دك حصون العدو.. استشهد قائد الجيش المصري . اندلعت حرب الاستنزاف بقرار الرئيس جمال عبد الناصر في 8 مارس من العام 1969 لتكبيد العدو الصهيوني أكبر خسائر ممكنة، ورفع الروح المعنوية وإجبار العدو على تسليم الأرض . وفي صباح يوم 9 مارس، قرر الفريق عبد المنعم رياض زيارة الجبهة الأمامية بغرض توجيه رسالة لكافة القادة بالتخلي عن المكاتب، وزيادة التحام أفراد الجيش من الضباط والجنود على كافة المسويات ومتابعة آثار القصف . وروى الفدائي " شزام " قبل وفاته، أنه كان متواجدًا بالطابق الحادي عشر من مبنى إرشاد هيئة قناة السويس لمتابعة موقف الجبهة، وعبر " تلسكوب مراقبة الملاحة شاهد استهداف الموقع، وعلم بعد ذلك أن القائد العام للقوات المسلحة هو الذي استشهد . وعقب استشهاده أعلنت القوات المسلحة ضرورة الانتقام للبطل الشهيد، واعتبار يوم وفاته يوم الشهيد المصري تخليدًا لذكرى القائد المثال . في صباح يوم 11 مارس كانت مجموعة من قوات الصاعقة المصرية منهم البطل المصري " عبد الجواد سيلم " تنوي قنص ثلاث ضباط كبار من الجيش الإسرائيلي يزورون الموقع الذي استهدف الشهيد . يقول عبد الجواد: لو لم أرى ما حدث بنفسي ما صدقت فقد علمت المخابرات أن ثلاث قاده برتبه تكافئ اللواء سيزورون الموقع الذي استهدف القائد عبد المنعم رياض، وأوكلت مع زملائي بتأمين وحماية نقيب احتياط محمد صالح أبو راوية، والذي أوكلت إليه مهمة قنص الضباط الثلاثة دفعة واحدة انتقامًا للفريق عبد المنعم رياض . وبالفعل تم التأمين، وبدقة متناهية تمكن الضابط المصري من قنص أهدافه الثلاث، ويضيف عبد الجواد "لن أنسى هذه العملية في حياتي ما حييت فلن يتكرر هذا البطل مرة أخرى" . ويروى القبطان وسام حافظ أحد أعضاء المجموعة 39 قتال، أنه بعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، صدرت الأوامر بإزالة الموقع الذي استهدف الشهيد من الوجود . كان هذا هو التجمع الأول للمجموعة المعروفة بفرقة الأشباح تحت قيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، وتم رصد الموقع المعروف بموقع لسان التمساح . عبرت المجموعة ونفذت خطة الهجوم بدقة متناهية، وحاصرت الموقع من كل الجوانب وجرحت وقتلت كل من في الموقع ولم يغادروا منهم أحدًا . وأضاف حافظ، أن نسبة الخسائر في صفوف المجموعة المصرية كانت صفر، فيما كانت الإصابات قليلة وجميعها عن طريق الخطاء بنيران صديقة، فيما تم تدمير الموقع بالكامل . فيما حكى الفدائي شزام قبل وفاته مطلع الشهر الماضي، أنه وانتقاماً للفريق عبد المنعم رياض أيضًا، صدرت الأوامر لمجموعته بالعبور وتدمير موقع نمرة 6 في الضفة الأخرى، وفي الليل عبرت المجموعة ومعهم شزام، كما تم اقتحام الموقع وقتل وإصابة عدد كبير من أفراده ثم تفخيخه وتفجيره والعودة دون أية إصابات . في الأيام التالية ذاع صيت تلك العمليات التي رفعت معنويات القوات المصرية على الفور، وأشهرت المجموعات القتالية المصرية بعملياتها خلف خطوط العدو . وتصاعدت الحرب لمدة ثلاث سنوات حتى قبل الرئيس جمال عبد الناصر مبادرة روجر، وأعلن وقف إطلاق النار في 7 أغسطس 1970 ليظل اللاعب القوات الخاصة المفزعة عالقة في أذهان الجميع .