ظهر منذ أكثر من قرن، وكان أحد مظاهر الحياة في مصر بداية من عصر الملوك مرور بعصر الباشوات وحتى وقتنا هذا، ووقف صامدًا في وجه التقدم في وسائل النقل وظل موجودًا بين الأحياء الأثرية، وتحول من وسيلة نقل في الماضي إلى مظهر سياحي حاليًا، لكن هناك المئات من سائقي الحنطور يعتبرونه مصدر رزقهم الوحيد، رغم المضايقات التي يتعرضون لها من الجهات الأمنية والمصاريف اليومية للحصان. يحكي "أبو هاني" أحد سائقي الحنطور بمنطقة وسط القاهرة أن الحنطور مصدر رزقه الوحيد، وأنه ورث المهنة أبًّا عن جد، فهي مهنة العائلة منذ عقود طويلة، وهي هوايته وحبه منذ الصغر، وتحولت هذه الهواية والحب إلى مهنة ومصدر دخل تعيش عليه أسرة مكونة من 5 أفراد. ويتابع سائق الحنطور: الحياة ومصاريف الحصان مكلفة، حيث تصل إلى 50 جنيهًا أكلاً فقط، في ظل استمرار حالة الركود التي تسيطر على الاقتصاد المصري وانخفاض أعداد السياح، فهم مصدر دخلي، ونادرًا ما يأتي أحد المصريين لتأجير الحنطور، سواء لفرح أو لفسحة، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يظل لمدة أسبوع بدون "زبون" في ظل بعض المضيقات التي يتعرضون لها من قِبَل بعض جهات الأمن. وأشار أبو هاني إلى أنه مسئول عن أسرة مكونة من خمس أفراد، أكبرهم في بداية الدراسة الجامعية، وبجانب أكل الحصان اليومي وإيجار الشقة ومصاريف الكهرباء والمياه. وفي ظل هذه المسئوليات، والاستمرار بدون عمل لمدة أيام، فإنه يرفض التخلي عن مهنته التي تعتبر تراثًا مصريًّا وعهدًا بينه وبين آبائه.