يعد لبنان إحدى دول الشرق الأوسط التي تعاني من تردي واضح في الأوضاع كافة إثر التردي الحكومي في معالجة الأوضاع الاقتصادية الداخلية؛ ما أسفر عن هبوط لقيمة العملة المحلية الليرة، فضلًا عن فشل الحكومة في السيطرة على حزب الله اللبناني خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إثر عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية ضد المدنيين في القطاع. وتسببت تلك الحرب في دخول حزب الله اللبناني على خط الحرب كجبهة إسناد لعناصر المقاومة الفلسطينية التي تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ما تسبب في توجيه إسرائيل ضربات عدة إلى العمل اللبناني، فضلًا عن احتلال إسرائيل لعدة مناطق لبنانية وإقامة مناطق عازلة على الحدود، بعد الضربات التي وجهها حزب الله اللبناني إلى مناطق شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وأسفرت عن خسائر عدة في صفوف جيش الاحتلال والبنية التحتية لإسرائيل. وأسفر ذلك عن تقديم الولاياتالمتحدةالأمريكية لورقة إلى الحكومة اللبنانية تستهدف بشكل أساسي الضغط الأمريكي على إسرائيل لوقف ضرباتها على لبنان وانسحابها من الأراضي اللبنانية والاستناد إلى القرار رقم 1701 مقابل تفكيك سلاح حزب الله وتسليم الحزب للسلاح وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهو ما يرفضه حزب الله جملة وتفصيلًا. وكون حزب الله أحد أذرع إيران في الإقليم فقد سبق أن شارك مع إيران في حربها ضد إسرائيل خلال حرب الإثنى عشر يومًا التي جرت في شهر يونيو الماضي، وأسفرت عن دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية في تلك الحرب وتدخلها في إيقافها، إلا أن المعضلة الأساسية بالنسبة للبناني هي ضرورة العمل على حصر السلاح بيد الدولة، ما يعني تفكيك الشبكة العسكرية لحزب الله اللبناني. شكوك حول وقف إطلاق النار في لبنان ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية عن مصدر غربي قوله إن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل "اسمي فقط"، في حين تواصل إسرائيل ضرب لبنان بشكل يومي تقريبا، على الرغم من الاتفاق الذي توسطت فيه الولاياتالمتحدة والذي أنهى 14 شهرا من القتال في نوفمبر الماضي. وأضاف المصدر أن وقف إطلاق النار في لبنان أقرب إلى خفض التصعيد، إذ تضرب إسرائيل أينما ومتى شاءت. وانتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار آلاف المرات ، وفقًا لبيانات اليونيفيل، قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوبلبنان. وتشمل هذه الخروقات غارات جوية وضربات جوية وعمليات برية. وقالت الأممالمتحدة إن الغارات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني خلال عشرة أشهر. وأضاف الدبلوماسي الغربي أن الهجمات المستمرة تُهدد شرعية الحكومة اللبنانية الجديدة، وقد لاقت الحكومة اللبنانية الحالية ترحيبًا واسعًا من المجتمع الدولي، باعتبارها إصلاحية، وهي أول من بادر باتخاذ خطوات رسمية لنزع سلاح حزب الله المدعوم من إيران. دور الحكومة اللبنانية ويرى العديد من المراقبين أن الرئيس جوزيف عون المدعوم من الولاياتالمتحدة والمحامي الدولي نواف سلام الذي تم تعيينه رئيسا للوزراء في يناير الماضي ، يمثلان فرصة لدفع الإصلاحات، بما في ذلك إدخال احتكار الدولة للأسلحة، بعد سنوات من الفراغ القيادي. ورغم ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ مئات الغارات الجوية على جارته الشمالية منذ نوفمبر 2024، قائلا إنها استهدفت مواقع لحزب الله. وصرح فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "ما زلنا نشهد آثارًا مدمرة لغارات الطائرات النفاثة والمسيّرة في المناطق السكنية، وكذلك بالقرب من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب". ولم ترد أي تقارير عن سقوط قتلى نتيجة الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل منذ وقف إطلاق النار، بحسب مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وكانت قد بدأت الحرب بإطلاق حزب الله صواريخ على إسرائيل تضامنًا مع حماس، بعد يوم من توغل الفصائل الفلسطينية إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل حرب غزة. وردّت إسرائيل بقصف وغارات جوية على لبنان، مما أدى إلى تصعيد الاشتباكات إلى حرب شاملة بحلول أواخر سبتمبر 2024، وتسببت تلك الغارات في مقتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، بما في ذلك مئات المدنيين، بينما قتل 127 شخصا في إسرائيل، من بينهم 80 جنديا. تفكيك شبكات الكبتاجون وفي محاولة لتفكيك شبكات الكبتاجون ومصانع المخدرات، تمكن الجيش اللبناني من ضبط عدة شحنات ضخمة من مخدر الكبتاجون، في واحدة من أكبر عمليات الضبط التي يقوم بها على مدار الشهور الفائة، حيث أعلن الجيش ضبط 64 مليون حبة كبتاغون و79 برميلًا من المواد الكيميائية في موقع ببلدة بوداي بقضاء بعلبك، كما عثر على آلات يُزعم أنها تُستخدم في تصنيع المخدر. أعلن الجيش أنه تتبع تحركات عصابات التهريب في سهل البقاع اللبناني قبل تنفيذ المداهمة. وتُعرف هذه المنطقة، التي تضم معاقل حزب الله ، منذ سنوات بأنها مركز لإنتاج الكبتاجون. تسعى دول الشرق الأوسط جاهدةً للقضاء على تجارة الأمفيتامين شديد الإدمان، والذي أُنتج على نطاق واسع خلال الحرب الأهلية السورية، وكثيرًا ما كان يُهرَّب عبر الحدود اللبنانية.