احسب أنه بات واضحا للكل ومؤكدا لجميع المتابعين للشأن العام فى المنطقة العربية والشرق أوسطية والمهتمين بمتابعة التطورات الاقليمية والدولية على كافة مستوياتها السياسية والاقتصادية فى ظل المستجدات المتسارعة التى طرأت وتطرأ على المنطقة طوال العقد الماضى بصفة عامة وخلال العامين الماضيين على وجه الخصوص،..، بوجود اقتناع عام بحكمة واتزان النهج والأداء المصرى خلال التناول والتعامل الدائم والنشط مع كل القضايا والمستجدات المطروحة على الساحتين الاقليمية والدولية. تلك ملاحظة أساسية تولدت وترسخت لدى كل جهات الرصد والتحليل بالمنطقة والعالم، فى ظل ما أصبح ظاهرا وملموسا بجلاء، بأن الحكمة البالغة والاتزان الشديد والتحرك الواعى لمصر على الساحة الدولية والاقليمية هو السمة الرئيسية الحاكمة للتحرك المصرى تجاه كل الدول والقوى فى عمومها، وهى الصفة الأساسية المعبرة والمميزة للسياسة المصرية تجاه كل الأطراف الدولية، ذات الوزن والثقل والتأثير السياسى والاقتصادى فى العالم. وفى هذا الإطار تأتى علاقات مصر القوية والاستراتيجية مع القوى الدولية فى الشرق والغرب والشمال والجنوب،..، حيث علاقات وثيقة ومتميزة بين مصر ومجموعة الدول الأوروبية بصفة عامة، والدول المطلة على البحر المتوسط بصفة خاصة،..، والمثال الواضح فى ذلك العلاقات المصرية اليونانية والقبرصية وأيضا العلاقات المتميزة مع فرنسا وإيطاليا واسبانيا. وفى نفس الإطار تأتى علاقات مصر القوية والاستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالامريكية،..، كما تأتى أيضا العلاقات الخاصة والاستراتيجية مع روسيا الاتحادية، وعلاقات الصداقة المتينة والاستراتيجية مع الصين الشعبية،..، هذا بالإضافة إلى العلاقات الأخوية مع الدول الافريقية الشقيقة. وأحسب أن ذلك أصبح واضحا بل شديد الوضوح لكل المتابعين والمهتمين بالشأن الدولى العام،..، وفى هذا السياق تحرص مصر على التنسيق والتشاور مع كل الدول والقوى، بخصوص الأمن والسلام والاستقرار الدولى والاقليمى، مع التركيز على القضية الفلسطينية ودورها الرئيسى فى التأثير على السلام والاستقرار والامن فى المنطقة العربية والشرق أوسطية. وتؤكد مصر خلال ذلك كله على ضرورة التحرك الدولى العام لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم بالمنطقة من خلال تمكين الشعب الفلسطينى لتحقيق حقوقه المشروعة فى التحرر وقيام دولته المستقلة.