تحرك حكيم ومتزن

بدون تردد

لا مبالغة فى القول بأن الحكمة البالغة والاتزان الشديد فى النهج والأداء والتحرك على الساحة الإقليمية والدولية، وتجاه كل الدول والقوى الدولية فى عمومها، والدول الكبرى والقوى العظمى الفاعلة والمؤثرة على وجه الخصوص، أصبحت هى السمة الأساسية المعبرة والمميزة للسياسة المصرية تجاه كل الأطراف ذات الوزن والثقل والتأثير السياسى والاقتصادى فى عالم اليوم.
وفى هذا الإطار تأتى علاقات مصر القوية والمميزة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة الدول الأوروبية، فى ذات الوقت الذى تربط مصر أيضا علاقات قوية ومتميزة واستراتيجية مع روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، على الرغم من ارتفاع حجم التوتر واتساع رقعة الخلاف بين هذه الأقطاب وتلك القوى وبعضها البعض، فى كثير من المجالات والتوجهات الاقتصادية والسياسية والعسكرية أيضًا.
وأحسب أن ذلك أصبح واضحًا، بل شديد الوضوح أمام أنظار كل المتابعين والمهتمين بالشأن الدولى العام، كما أصبح لافتًا لكل المراقبين للتحركات والمواقف على الساحة الدولية، ومحط اهتمام الراصدين للتطورات العالمية والإقليمية، وما يستجد من متغيرات تؤثر بالسلب أو الإيجاب بالنسبة للتوازنات على اتساع وعمق هذه الساحة الدولية.
وفى هذا الإطار تحرص مصر على التنسيق والتشاور مع كل القوى الدولية، بخصوص القضية الفلسطينية والتطورات الخطيرة المستجدة والطارئة عليها، فى ظل العدوان الوحشى واللاإنسانى الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى حاليا، وطوال الأربعة شهور الماضية من جانب قوات الاحتلال والإرهاب الإسرائيلى، وما يقوم به جيش الاحتلال من إبادة شاملة وقتل ودمار لكل مظاهر الحياة فى القطاع.
وخلال هذه الاتصالات وذلك التنسيق والتشاور المستمر والدائم الذى تقوم به مصر، تسعى جاهدة لحث المجتمع الدولى وكل القوى والدول الساعية للسلام، لاتخاذ موقف إيجابى وتحرك فعال لوقف العدوان وتوقف إطلاق النار.
ومن هذا المنطلق رأينا مصر مستمرة فى مطالبتها لكل القوى، بالتضامن الجاد مع الشعب الفلسطينى ودعمه فى نضاله المشروع للتحرر والاستقلال، ووقف العدوان الغاشم والإرهابى الذى يتعرض له.
كما تؤكد مصر خلال ذلك على أهمية وضرورة التحرك الدولى العام والشامل، للوقف الكامل لجريمة الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى ورفض وإحباط كل المحاولات الإسرائيلية للتهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة والوقوف بقوة فى وجه ما تقوم به إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية.