تشهد القاهرة اليوم جولة جديدة من المفاوضات الغير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية، وسط العديد من الشكوك في استكمالها بعد مماطلة الاحتلال الإسرائيلي وتعنته في رفع الحصار عن غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في الشهر الماضي. الميناء والمطار والأسرى مطالب فلسطينية وفي هذا السياق، يقول القيادي بحركة فتح الدكتور «ايمن الرقب» إن المفاوضات الغير مباشرة، التى دعت اليها الخارجية المصرية الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، الثلاثاء بالقاهرة، جاءت لوضع رؤية عامة لأجندات الجانبين، مؤكدًا أن الوفد الفلسطيني سيكون برئاسة عزام الأحمد وموسى ابو مرزوق ممثلًا عن حركة حماس وخالد البطش ممثلًا عن حركة الجهاد الإسلامي. وأضاف "الرقب" فى تصريحات ل"البديل" أنه ستكون على هامش هذه المفاوضات فرصة جيدة لفتح ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح بالقاهرة، لمناقشة فرض سلطة حكومة الوفاق الفلسطينية على قطاع غزة، ومشكلة رواتب الموظفين في القطاع. وأكد «الرقب» أن المفاوضات ستشمل الحديث عن إنشاء الميناء و المطار ورفع الحصار عن غزة الذي حتي الآن لا توجد أي مؤشرات برفعة عن القطاع، كذلك سيتم الحديث عن ملف إعمار غزة وآليات إدخال مواد البناء وكيفية زيادة دخول الشحنات التي تسخدم في إعادة الاعمار وكذلك سينظر فى ملف الأسرى وفتح المعابر، مؤكدًا أن المطالب الإسرائيلية ستتمحور حول نزع سلاح الفصائل الفلسطينية والتي يرفضها بشده الوفد الفلسطينيى، وكذلك تشديد الرقابة الدولية على إدخال مواد البناء المتعلقة بإعادة الاعمار في القطاع. وأوضح الرقب أن الاحتلال الإسرائيلي يماطل في التزامة باتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الجانب الفلسطيني الشهر الماضي، مؤكدً أن من أعطى هذه الفرصة للاحتلال هي حركة «حماس» التي رفضت المبادرة المصرية في الأيام الأولي من العدوان على غزة. ثلاثة مقابل واحد يفشل المفاوضات من جانبه قال دكتور "محمد عصمت سيف الدولة" الباحث المتخصص في الشأن القومي والعربي، ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية إن هناك ملحوظة في هذه المفاوضات وهي عدم توفير المعلومات لدي المراقبين والمحللين المعنين بالشأن الفلسطيني الصهيوني وهو نص الاتفاق الذي تم لحظة التهدئة بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية وهل هناك ضمانات قدمت للمقاومة أم لا؟، وبالتالي هناك جزء كبير من الصورة لم يتضح لدى البعض، مضيفًا أنه ظهرت فى الآونة الأخيرة خطط العمل لكل الأطراف المعنية بهذه المفاوضات. وأكد عصمت ل"البديل" أن الكيان الصهيوني لدية أجنده أعلن عنها في سلسلة من الأهداف والمطالب على رأسها نزع سلاح المقاومة الفلسطنية مقابل إعمار غزة مع تشديد المراقبة دوليًا على إعادة الإعمار حتي لا يتم إستخدام مواد البناء في إنشاء الأنفاق مرة أخري ، وتخير السلطة الفلسطينية بين علاقتها باسرائيل وحركة المقاومة حماس، وتعبئة أمريكا والمجتمع دولي ضد غزة والمقاومة الفلسطينية. وأضاف أن أجندة السلطة الفلسطينية اتضحت ايضًا من خلال خطاب محمود عباس في جامعة الدول العربية، وخلال زيارته لباريس حيث بعث برسالة واضحة ردًا على نتنياهو الذي خيره بين علاقته بإسرائيل وحركة المقاومة حماس. واستشهد "عصمت" بتصريحات "عباس" فى خطابة بباريس حول القضية الفلسطنية وأن حلها يأتي بحل الدولتين عندما يكون هناك دولة على حدود 67 تقضي على الذرائع التي يستخدمها المتطرفين والإرهابين في افعالها، وبالتالي ربط بشكل ضمني ما بين المقاومة والإرهاب، ووعد الإسرائيلين أنه لن يسمح بتواجد السلاح في غزة كما فعل في الضفة الغربية، وايضًا من ضمن خطط عباس أن يكون هو المتحدث الوحيد باسم الفلسطيني ويتم تهميش باقي فصائل المقاومة. وقال "عصمت" من الناحية الثانية أعلنت المقاومة عن إستراتيجيتها من المفاوضات وهي المطالبة بفك الحصار وعدم ازلال الفلسطينين على المعابر يوميًا وإعادة إعمار غزة بشكل كلي ثم دفع المرتبات لكل الفلسطينين وعدم النظر في الانتمائات سواء كانوا من فتح أو حماس، ورفض نزع سلاح المقاومة التى اعتبرتها حماس حياة أو موت. وأضاف "عصمت" أن هناك طرف رابع في المفاوضات وهو مصر التى أعلنت عن استراتيجتها منذ فترة طويلة وهي عدم القيام بأي دور من شأنه أن يؤثر على علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية، فالمهم للادراة المصرية هو اعتراف المجتمع الدولي بالنظام الجديد أكثر مائة مرة من تقديم دور للقضيةالفلسطينية والمطالبة برفع حصار غزة. وأشار "سيف الدولة" إلى أنه وفقًا لموازين القوى بالمفاوضات، فإنه هناك 3 أطراف هم مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية في وجه طرف وحيد هو المقاومة الفلسطينية، وبالتالي فهذة المفاوضات في الغرف المغلقة والكواليس محكوم عليها بالفشل. وأضاف سيف الدولة أن الرهان دائماً يكون على الشعوب العربية للحفاظ على القضية الفلسطينية، إلا أن هناك جهود تبذل لتشتيت هذه الشعوب عن طريق مايسمي بالحلف الإقليمي الذي يريد تنفيذ حملته الثالثه في العراق فالآن لا صوت يعلو فوق صوت داعش، وبالتالي تم سحب البساط عن القضية الفلسطينية مؤكدًا أنها تمر فى الوقت الراهن بمأزق حقيقي. تعنت صهيوني سببه ليبرمان وفي السياق ذاته، قال السفير "رخا حسن" مساعد وزير الخارجية الأسبق إن أحد أسباب فشل الجولات السابقة من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية هو التعنت الإسرائيلي، مضيفًا أن سبب ذلك هو تولي "أفيجدور ليبرمان" وزارة الخارجية وهو يميني متطرف؛ فالجانب الإسرائيلي – حسب رأيه – يلعب على عامل الوقت ويدرس رد الفعل جيدًا. وأردف قائلا: إسرائيل تتابع موقف حماس من المبادرة المصرية منذ الأيام الأولى للعدوان وحين وجدتها ترفض المبادرة استغلت هذا في إفشال المفاوضات كي تدك غزة، مطالبًا حماس بألّا تتعجل هي الأخرى في تنفيذ كافة المطالب في وقت واحد.