على مدار أكثر من أسبوعين خاضت مصر مباحثات غير مباشرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، تخلل تلك الفترة التوصل إلى 4 اتفاقيات تهدئة كان آخرها صاحبة ال 24 ساعة التي تم خرقها قبل أن تنتهي في موعدها. ولم تجنِ هذه المباحثات سوى الفشل؛ بسبب التعنت الإسرائيلي ومماطلته وفرض شروطه بالقوة، التي أعقبها استئناف آلة القتل الإسرائيلية نشوتها في حصد أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، استجابة لدعوة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، فبعد فشل التهدئة المصرية واستمرار تبادل إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي ازدادت الأوضاع سوءاً، وبات مصير الوساطة المصرية غير معلوم بعد مغادرة كلا الوفدين للقاهرة. ريحان: تطور قدرات المقاومة العسكرية يجبر الاحتلال على العودة لطاولة المفاوضات يرى السفير محمود شريف ريحان مساعد وزير الخارجية الأسبق والمتخصص في الشأن الفلسطيني أن المفاوضات تدور في حلقة مغلقة، فالوفد الفلسطيني له مطالب وحقوق مشروعة لم يتنازل عنها في أي اتفاق، وتتمثل أهمها في إعادة تشغيل المطار وإنشاء الميناء والإفراج عن الأسرى ورفع الحصار وفتح المعابر، في المقابل يماطل الاحتلال الإسرائيلي بحجة الأمن، ويتعنت في طلبه لنزع سلاح المقاومة، والذي لن تستجيب له حتمًا الفصائل الفلسطينية. وأضاف ريحان في تصريحات ل "البديل" أن المفاوضات معقدة وصعبة جدًّا، لكن الجيد الآن للمقاومة الفلسطينية أن الاحتلال مضطر للجلوس على طاولة المفاوضات بعدما رأى التطور المذهل لسلاح المقاومة الفلسطينية، والذي أذهلنا جميعًا وأفزع العدو، ونجم عنه خسائر كبيرة في مناطق الاحتلال الإسرائيلي. وعن الانقسامات التي ظهرت في الآونة الأخيرة داخل أروقة صناع القرار الإسرائيلي حول المفاوضات، يقول الدبلوماسي المتخصص في الشأن الفلسطيني "دائمًا يستخدم الاحتلال هذا السلاح كمناورة في معظم مفاوضاته؛ لارتباك الرأي العام الداخلي ولارتباك المفاوض المقابل له، حتى لا يظهر الاحتلال في موقف الضعيف ويريد التهدئة وتفرض عليه مطالب الجانب الفلسطيني"، مضيفًا أن مطالب غزة مشروعة، ويعتبر أقلها؛ لإعادة الحقوق المهضومة للشعب الفلسطيني. الرقب: المقاومة لن تتوقف وقال القيادي بحركة فتح د. أيمن الرقب إن هناك محاولات إسرائيلية للانسحاب أحادية الجانب، بهدف عدم الالتزام بمعاهدات سياسية تلزم قوات الاحتلال بتنفيذها، ويتبع ذلك أن يخرج الاحتلال من غزة ويتراجع دون التزام. وعن الموقف بعد فشل المفاوضات قال الرقب إن المقاومة ستستمر في تصعيدها وقصفها لإسرائيل، ولن تقبل بالانسحاب الإسرائيلي دون شروط، موضحًا أن هناك جهودًا مصرية لإعادة الجلوس إلى طاولة المفاوضات.