يشهد ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو، خلال الأيام الجارية حالة من الغليان بين القيادات السياسية ووزراء الحكومة، إثر المناقشات حول ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تأثرت كثيرا بالحرب الأخيرة ضد قطاع غزة والتي استمرت نحو 51 يوما بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية. حدة الخلافات بين أعضاء الائتلاف الحكومي دفعت نتنياهو إلى إلغاء الاجتماع الأسبوعي يوم الأحد الماضي، خوفا من المواجهة بين وزراء الحكومة، خاصة بين وزير المالية يائير لابيد، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول الموازنة العامة الخاصة بالعام المقبل، لا سيما بعد تزايد عجز الموازنة إثر الحرب الأخيرة في غزة. صحيفة يديعوت أحرونوت، أكدت أن حدة الخلافات بين أعضاء الائتلاف الحكومي تعزز من فرص إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وهو الأمر الذي لا يرغب فيه نتنياهو خلال الفترة الراهنة، خاصة بعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي كشفت عن تراجع شعبية حزب الليكود عقب فشل عملية الجرف الصامد ضد غزة. مواجهة عجز الموازنة العامة داخل الكيان الصهيوني تتطلب رفع قيمة الضرائب المضافة، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي لإشعال حالة من السخط والاحتجاجات ضد وزير المالية يائير لابيد،بشكل خاص وحكومة نتنياهو، بشكل كامل، الأمر الذي يهدد استمرار الائتلاف الحكومي، وقد يؤدي إلى الإسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية. خلال الأسابيع القليلة الماضية تزايدت الانتقادات التي تم توجيهها إلى وزير الدفاع موشيه يعالون، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إثر تقليص ميزانيات كافة الوزرات الحكومية الأخرى من أجل تعويض تكاليف الحرب الأخيرة على غزة وتقليص حجم عجز الموازنة العامة. من المتوقع أن تتزايد حدة الخلافات بين أعضاء الائتلاف الحكومي خلال الأيام القليلة المقبلة مع إقرار الموازنة العامة للعام المقبل، حيث سيتم تخفيض ميزانيات الوزارات الحكومية بخلاف الدفاع التي سوف يتم رفع ميزانيتها طبقا لما طالب به يعالون، إلى نحو 72 مليار شيكل لتغطية نفقات الحرب الأخيرة في غزة التي بلغت 9 مليار شيكل.