محمد منير: وقائع مسروق بن مسروق ( 18 ) ( المزور )

اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق .. انتمى الى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثبات على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى اعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب .
يوم الانتخابات بالنسبة لى وللمساريق امثالى مولد نفحاته لا تنتهى ، وبه من الحسنات المخفية والعلنية ما لا يشهدة أى يوم آخر .
شاهدت فى هذا اليوم مواكب من البشر تهتف بأسماء مختلفة .. ورأيت الحكومة كلها فى الشارع على أهبة الاستعداد .. وداخل اللجان الانتخابية كان أنصار حودة الفلاتى مرشح الحكومة يقفون يسدون اللجان بأجسامهم الضخمة .. وعلى بعد خطوط امامهم يقف رجال جوهر بيه رئيس المباحث يمنعون الناخبين من الدخول بحجة أن فى الداخل خناقة ولن يدخل أحد إلا بعد انتهائها .. ورغم صريخ وهتافات رجالة الشيخ منصور فتنة ودعائهم الموحد ” اللهم اهلك الظالمين ” إلا أن جوهر بيه لم يهتز وظل مصراً على موقفة .
استمرت عطلة اللجنة نصف ساعة .. قام رجالة حودة فيها بتسويد البطايق داخل اللجنة والتعليم على اسماء فى الكشوف المرفقة .. وبعدها سمح جوهر بيه لبقايا رجلة منصور فتنة بالدخول بعد أن اوسعهم ضربا .
اما العمشة البلانة فكانت هى ونسوانها يجذبون نسوان المرشح منصور ومرمتوا بيهم الارض .
انتقل جوهر بيه الى لجنة أخرى وقام هو ورجالته بنفس الذى قام به رجالة حودة الفلاتى مرشح الحكومة ولكن هذه المرة كانت لحساب عفت التعيس مرشح المعارضة .. وهنا ايقنت بذكائى غير المسبوق أن جوهر بيه قريب حودة الفلاتى بتاع الحكومة وعفت السعيد بتاع المعارضة وعاوزهم هما اللى ينجحوا
لم أكدب خبر ووقفت اهتف امام المدرسة اللى فى الميدان الكبير انتخبوا فلاتى الحكومة وتعيس المعارضة .. حتى شعرت بيد عظيمة على قفايا والصول بلال بيقول ايه “اللى بتقوله ده يا اهبل .. علنى كده .. غور شوف لك تربة تلمك ”
وفى آخر النهار غطى الشارع مئات الاشخاص يهتفون لا للتزوير لا للفلاتى والتعيس .فتأكد لى أن تزوير الحكومة الذى شاهدته بعينى كان لهما .. ولما أعلنت النتيجة وتبين نجاحهما .. اقسمت فى نفسى أن اتعلم التزوير لعلنى اصبح ذو شأن ما فى المستقبل .
توجهت فى الصباح الباكر فى الواد سمير سوابق وقلت له ” عاوز ابقى مزور ” بصى لى وقال لى ” تدفع كام ” القيت له ب500 من الجنيهات هى كل ما جمعته أيام الانتخابات .. فقام واصطحبنى الى الباشمهندس ارتيست الفنان وميل عليه وهمس فى أذنه بكلمتين .. التفت اليا ارتيست وقال “عاوز تشتغل فى التزوير يا مسروق” .. قلت له ” ابوس ايدك .. نفس ابقى مزور واقب على وش الدنيا وابقى نائب ولا وزير ” .. قال لى ” لازم تبدأ الطريق من اوله ” وناولنى شنطة فيها اوراق مالية وقال لى ” تنزل السوق وتشترى الحاجات المكتوبة فى الورقة اللى معاك بالفلوس اللى فى الشنطة .. وكل حاجة مكتوبة تشتريها بميت جنيه غير التانية وتجيب الباقى .. وبعدها حنعتمدك معانا ”
خرجت مسرعا وأنا سعيد بأننى وضعت رجلى على أول الطريق والاحلام تراودنى بأن اصبح قيادة فى الحكومة أو المعارضة ” وفى أول محل دخلته وبعد أن مسك البائع بالمائة جنيه عفأنى من قفايا واتصل بالشرطة التى ضبطت الشنطة .. وحولتنى للنيابة بتهمة ترويج نقود مزورة .
ابتسمت وقلت كعادتى ” قضا أحسن من قضا” وبدأت رحلة يوم جديد.
مواضيع ذات صلة
1. محمد منير: وقائع مسروق بن مسروق ( 17 ) القبضاى
2. محمد منير: وقائع مسروق بن مسروق (16).. ( رجل الحكومة )
3. محمد منير :وقائع مسروق بن مسروق ( 15)
4. محمد منير يروي : وقائع مسروق بن مسرق (14)
5. محمد منير يكتب :البديل كما علمتني التجربة