* اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق .. انتمى الى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثبات على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون.. * أروى لكم وقائع يومياتى التى اعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب . أخيرا ظهر الحق وأنصف التاريخ سلسال عائلة مسروق ابتداء من مسروق الجد مرورا بمسروق الابن انتهاء بمسروق الحفيد اللى هو أنا . منذ آلاف السنين والتاريخ يتعامل معنا على اننا من هوام العوام .... أمس فقط أرسلت العناية الالهية وحياً للرفيق علاء ابن الريس فصرح عندما سرق متخلف جزمته من أمام جامع كان يصلى فيه على الملأا الأعظم قائلاً ” الأن اشعر بأننى من الشعب ” . بشراى فقد اقر الرفيق علاء بأنه من الشعب المسروق وطالما انه من الشعب المسروق فأن الشعب المسروق منه يافرحتى ظهر الحق . فور تصريح الرفيق علاء أصدرت دار الأفتاء فتوى بصحة نسب المساريق الى عائلة الريس والعكس ، وبعد الفتوة بدقائق معدودات انقلب حينا رأساً على عقب وامتلأ الشارع بكاميرات الفضائيات والمحليات .. وهرول الى بيتنا المحافظ ومعه أتباعه من رئيس الحى ورؤساء الأحياء المجاورة وأحتضنى المحافظ وقال لى فى حنية الأم ” مسروق ربنا يقدرنا على رعايتك واوامرك مجابة” . على بعد أمتار ظهر موكب أكثر شموخا يحيط بسيارة سوداء فارهة ونزل منها السيد رئيس مجلس الشعب الذى قال لى منتشياً ” الله يدبر كل شئ بقضائه يا مسروق ولا مرد لقضاء فمنذ ساعة توفى عضو مجلس الشعب عن دائرتك فى حادث غامض .. وبعدها أجرينا انتخابات سريعة حتى نضمن نقلة حضارية للنيابة فى الدائرة ووقع الاختيار عليك .. هى أرادة الله ولامرد لقضائه ” ومن بين الاصوات المؤيدة لى ظهر صوت نائب الشورى المعين عفت التعيس رئيس الحزب البروجرسى اليونيتد التقدمى المعارض وهو يقول ” يشرف حزبنا أن الجماهير فرضت اراداتها لأول مرة وأصبح مسروق الحفيد ضمن زمرة الرؤساء .. هذا نجاح لنضالنا طوال السنوات الماضية ” ، وبجانبه وقف الشيخ خليل فتنة أمير جماعة الصلاحاء فى الله وهو يحولق ويبسمل سرا وعلانياً ووضع يده على رأسى وقال لى ” ابشرك فقد اختارتك العناية الالهية لنصرة دين الله” . انضم لموكب المرحبين عباءة سوداء بداخلها رجل دين مسيحى ذو ذقن كثيف ولوح برسالة من البابا يؤكد فيها ‘لى أن هذه اللحظة ذُكرت صراحاً فى الكتب المقدسة ووضع يده فوق يد الشيخ خليل فتنة واشتراكاً فى توحد غير مسبوق فى مباركتى . أم العيال لاتفرق بين اللحظات التعيسة وغير التعيسة فهى تتشعر بالمتغيرات وتضرب زغرودة موحدة فرحاً بحالة التغيير الطارئة على بيتنا بصرف النظر عن محتواها فالأمر لا يزيد عندها عن نزعة بريختية فى كسر حاجز الملل . عشت يومان فى سعادة ورفاهية غير مسبوقة .. وفى اليوم الثالث .. استيقظت وتوجهت منتفخاً الى مجلس الشعب لأمارس دورى كنائب عن دائرتنا ومعبر عن صغار المسروقين ..فتلقفنى حرس المجلس بحفلة من الركلات والسباب وسحبنى قائد الحرس من قفايا الى الخارج مصحوباً بشلوت ميرى من النوع المُكن .. وعندما حذرته من اننى من المبشرين بالرئاسة قالى لى ” كان زمان يا روح امك .. الباشا علاء لقى الجزمة ومبقاش م الشعب والنائب اللى انت مكانه طلع مامتش وكان مدفون حى بطريق الخطأ وربنا سترها معاه وولاد الحلال خرجوه.. انسى يا سررق حتعيش مسروق وتموت مسروق ابتسمت وقلت كعادتى ” قضا أحسن من قضا” وبدأت رحلة يوم جديد. مواضيع ذات صلة 1. محمد منير يروي : وقائع مسروق بن مسرق (14) 2. محمد منير: وقائع مسروق بن مسروق ( 17 ) القبضاى 3. محمد منير: وقائع مسروق بن مسروق ( 18 ) ( المزور ) 4. محمد منير :وقائع مسروق بن مسروق ( 15) 5. محمد منير: وقائع مسروق بن مسروق (16).. ( رجل الحكومة )