* يرويها محمد منير * اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق .. انتمى الى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثبات على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون.. * أروى لكم وقائع يومياتى التى اعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب . الصاحب له عند صاحبه تلت حاجات ، واحده منهم نصيحة . نصحنى اللول رفيق القهوة أن أبحث عن حل غير تقليدى لفقرى وحالى المايل ، وعندما طلبت منه تفسير قال ” سوق الهرش ” .. وبعد ساعتين حوار بين طرفين السلك ضاربهم فهمت إن اللول ينصحنى بأنى أسوق الجنان عشان أدخل مستشفى العباسية للأمراض العقلية وهناك الأكل ببلاش وعيشة هنية وسط جناين وخضرة ليس لها وجود فى شارعنا، كمان فهمت منه أن عيالى وامهم حيخدوا معاش شهرى محترم نظراً لجنان عائلهم . وبدأنا فى الخطة الجهنمية لدخولى المستشفى وتعتمد على قيامى بفعل شئ غير متوقع يحتم دخولى مستشفى الأمراض العقلية . حانت لحظة التنفيذ فتوجهت الى قسم الشرطة ودخلت رافعاً رأسى فى ثقة غير مسبوقة وسط دهشة العساكر والامناء وتوجهت مباشرة الى مكتب الصول بلال وناديت عليه بأسمه وبمجرد وقوفه رزعته قلم بقوة غل السنين على صدغه المنتفخ فهاجمنى كل أعضاء القسم وزواره وقيدونى وجرى الفلاح أمين الشرطة تجاهى واخذ يكيل لى اللكمات حتى تورم وجهى وهو يقول” أكيد اتجننت يأبن مساريق الكلب ” فردديت “أيوة مجنون دخلونى المستشفى” قضيت ثلاث أيام فى القسم اتصبح بعلقة وأتمسى بأشد منها وطول هذه الفترة لم يخطر على بالهم ايداعى مستشفى الامراض العقلية وهو ما أقلقنى وجعلنى أفكر فى وسيلة جديدة حتى هدانى الله الى حل . فى اليوم الرابع وقفت أمام المأمور الذى نظر لى نظرة اشفاق من آثار الضرب البادى على جسمى وقال لى ” ايه يابنى انت اتجننت ” قلت له ” ايوه ” فرد بهدؤ ” لأ ..دى أزمة انت بتمر بيها أحنا عارفينك وعارفين كل جدودك طول تاريخكم مستحملين وراضيين .. لأ.. ياسيدى سماح المرة دى ” بدأت فى تنفيذ الحل الجديد فصرخت بأعلى صوتى ” الله حى البرادعى جاى ” وما أن سمع المأمور كلمة البرادعى حتى صاح بأعلى صوته ” خذوه على مستشفى المجانين ” . حملتنى سيارة مسرعة الى عنبر الخطرين وتم ايداعى وسط عشرين شخص يهتفون طول الوقت ” التغيير .. التغيير ” فقلت فى عقل بالى سوق معاهم يمكن ربنا يكرمك وتتثبت هنا فبدأت أهتف معهم بأعلى صوتى حتى حملونى على الأكتاف وأخذوا يلفوا بى فى العنبر . فى اليوم الثانى تم عرضى على طبيب خبيث أخذ يتفحصنى من فوق لتحت .. وفجأة سألنى ” من الآخر عاوز ايه يا مسروق ” رديت صارخاً ” الله حى البرادعى جاى ... التغيير ... التغيير ” نظر لى ابن اللئماء بهدؤ وقال ” وبعدين .. ما قلت لك هات من الآخر ، أنا الوحيد اللى هارش الفولة يا مسروق وأقدر أساعدك ” صدقته ببلاهتى الفطرية وقلت له ” من الآخر عاوز أعيش هنا آكل وأشرب وعيالى ياخدوا معاش ، ضحك اللعين وقال لى ” كان على عينى يا سررق .. المستشفى اتخصخص أول مبارح وحيتهد وحيبقى منتجع .. فقلت له ” والمجانين ” رد ” يابنى إحنا اللى ممكن نعمل المجانين وإحنا اللى ممكن نعقلهم .. أعقل كده وهدى نفسك ” وعندما سألته عن عنبر الخطرين الذى كنت أهتف داخله أمس قال ” اه .. دول بقى ياحبيبى قاعدين عندنا يومين ومتحولين بكرة على أمن الدولة بتهمة قلب نظام الحكم وانت معاهم يا نصير التغيير ” ابتسمت وقلت كعادتى ” قضا أحسن من قضا” وبدأت رحلة يوم جديد. مواضيع ذات صلة 1. محمد منير : وقائع مسروق بن مسرق ( الحلقة 20) 2. محمد منير يروي : وقائع مسروق بن مسرق (14) 3. محمد منير :وقائع مسروق بن مسروق ( 15) 4. محمد منير : وقائع مسروق بن مسروق (19) ( سواق التوكتوك ) 5. محمد منير: وقائع مسروق بن مسروق ( 18 ) ( المزور )