كشفت جمعية خريجي كلية الهندسة، جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد شاكر المرقبي، والدكتور على عبد الرحمن-أمين عام الجمعية ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، ومحافظ الجيزة الحالي خلال اجتماعها أول أمس لبحث كيفية مساهمة خريجي الكلية في إعادة تأهيل المباني والمعامل التي تم تدميرها، وإعادة تجهيز المعامل عن التقديرات النهائية للخسائر التي لحقت بمبنى كلية الهندسة أثناء فض اعتصام النهضة من خلال التقرير الفني الذى أعدته لجنة فنية متخصصة. وأكد التقرير أن النيران التهمت محتويات خمسة مراكز بحثية ، تعد همزة الوصل بين الكلية والمجتمع ، وتقدم هذه المراكز الاستشارات الهندسية للجهات الحكومية والمؤسسات الصناعية في القطاعين العام والخاص وأيضا للدول العربية على مدى العقود الماضية ، ومنها مركز تطوير الدراسات العليا والبحوث والذي أنشأ عام 1975 بمساهمة من الأممالمتحدة ، ومركز دراسات الهندسة المدنية ، ومركز الآثار ، ومركز قطع الغيار . ولم تقتصر خسائر الكلية على تدمير الدور الأخير من مبنى الإدارة وخسارة أعمال عدد كبير من المراكز البحثية الكائنة به، وإنما امتد التدمير لنهب مكاتب عميد الكلية ووكلاء الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدراسات العليا والبحوث. وكشف التقرير بالأرقام عن حجم الخسائر التي تعرضت لها الكلية جراء حرقها وهى سرقة واحتراق 300 جهاز كمبيوتر بشاشاتها، سرقة أو احتراق أكثر من 50 من الطابعات العادية والمتخصصة، واحتراق حوالي 50 مكتبًا ودواليب خشبية لعدد 5 مراكز بحثية ذات طابع خاص. كما طال الاحتراق محتويات وملفات عدد 5 مراكز بحثية بها نتاج عمل عشرات السنين من التعاون مع الصناعة ، سرقة وتخريب العديد من المكاتب في مباني أقسام كهرباء قوى وكهرباء اتصالات وأشغال عامة وعمارة وهندسة طبية ومعامل الحاسبات. كما تم حرق سيارة نيسان دفع رباعي خاصة بالكلية بالكامل ونزع إطارات عدد آخر من السيارات المتواجدة بالكلية ، وتم حرق الإطارات أثناء فض الاعتصام. كما تم تخريب وحرق بطاريات وأجهزة راديو من عدد 10 سيارات تابعة للكلية، بالإضافة إلي احتراق 30 جهاز تكييف بالطابق العلوي لمبني الإدارة، والذي تم تدميره بالكامل بما يقرب من 20 مليون جنيه سنوياً، وهو ما يمثل حوالي 50% من الميزانية الحكومية السنوية المخصصة للكلية. كما احترقت أجهزة متخصصة مثل أجهزة ليزر لقياس حرارة الأجسام ومحطات رصد مساحية بالليزر وأجهزة لقياس الرطوبة، وقد قدرت مبدئياً تكلفة استعاضة الأجهزة فقط والتي تمت سرقتها او حرقها مبدئياً بمبلغ 5 ملايين جنيه. كلية الهندسة -جامعة القاهرة- تعد من أقدم كليات الهندسة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وأنشأها محمد على باشا عام 1816 في القلعة باسم المهندس خانة. كما كان لها دور رئيسي في تخريج مهندسي المساحة والري والمهندسين العسكريين والمدنيين في القرن التاسع عشر، ثم تنقلت الكلية بين العديد من الأماكن حتى استقرت في مكانها الحالي المجاور لحديقة الحيوان بالجيزة والمواجه لحرم جامعة القاهرة في عام 1905، ويتم تخريج ما يزيد على 2000 مهندس سنويًا من الكلية في مختلف التخصصات. ودفعت الكلية ثمناً باهظاً نتيجة موقعها الحالي حيث تم اقتحامها من قبل معتصمي ميدان النهضة في نهار 14 أغسطس وليلة 14 ،15 أغسطس أثناء فض الاعتصام. وتم حرق وتدمير الدور الأخير من مبنى الإدارة بالكامل، ولم يتبق فيه سوى عشرة أعمدة تحمل السقف العلوي ، ويعتبر هذا المبنى من أقدم مباني الكلية، والذي يحمل طابع معماري وإنشائي مميز وله قيمة أثرية كبيرة. واستقبل هذا المبني الرعيل الأول من طلاب الهندسة في مصر حين انتقلت الكلية من مكانها المؤقت بكلية الزراعة الحالية إلي مكانها الكائن في مواجهة جامعة القاهرة والمجاور لحديقة الحيوان وميدان النهضة في عام 1905 ويسبق هذا المبنى تاريخ تأسيس جامعة القاهرة.