حتي المؤسسات التعليمية لم تنج من العنف الذي ضرب كلية الهندسة بجامعة القاهرة فدمر خلال فض اعتصام النهضة المراكز البحثية الهندسية بكل ما تمثله من تراث حضاري لا يقدر بمال.. في حين قدرت الخسائر المادية بنحو15 مليون جنيه. والجدير بالذكر ما قدمته الدول العربية الشقيقة من مواقف لن ينساها المصريون, وكان آخرها مبادرة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور السلطان القاسمي في إعادة بناء مبني كلية الهندسة بعد تدميره, وهذا ليس بجديد عليه, فمنذ عام2003 وهو يسهب بإسهاماته الجادة في تطوير التعليم والمناطق العشوائية بمصر. يقول الدكتور المهندس محمد مجاهد وكيل الكلية الأسبق وامين صندوق جمعية خريجي كلية الهندسة إن هندسة القاهرة دفعت ثمنا باهظا عندما تم اقتحامها من قبل معتصمي ميدان النهضة خلال فض الاعتصام و تم تدميرها رغم انها من أقدم كليات الهندسة في الشرق الاوسط, أنشأها محمد علي باشا عام1816 في القلعة باسم المهندسخانة وكان لها دور رئيسي في تخريج مهندسي المساحة والري والمهندسين العسكريين والمدنيين في القرن التاسع عشر. الاقتحام اسفر عن حرق وتدمير الدور الاخير من مبني الادارة الذي لم يتبق منه سوي عشرة أعمدة تحمل السقف العلوي. ويعتبر هذا المبني من أقدم مباني الكلية, حيث انشيء عام1905 قبل تأسيس جامعة القاهرة, والمبني ذو طابع معماري وانشائي وتاريخي مميز. ويؤكد الدكتور مجاهد ان مبني ادارة الكلية الذي تم تدميره وسرقته بالكامل يحتوي علي ثلاثة طوابق الاول والارضي بهما مكاتب العميد ووكلاء الكلية وادارات شئون الطلاب وشئون الدراسات العليا والشئون المالية وشئون العاملين, كما يحتوي الدور الثالث علي مقر المراكز البحثية التي تقدم الاستشارات الهندسية للجهات الحكومية وللصناعة بمصر والقطاع العام والخاص وأيضا للدول العربية علي مدي العقود الماضية, وتعمل كهمزة وصل بين الكلية والمجتمع, وكان لها العديد من الانجازات علي مدي العقود الثلاثة الاخيرة في هذا المجال. ويضيف ان النيران قد التهمت محتويات خمسة مراكز بحثية, ومركز تطوير الدراسات العليا والبحوث الذي انشيء عام1975 بمساهمة من الاممالمتحدة, ومركز دراسات الهندسة المدنية, ومركز الاثار, ومركز قطع الغيار, ومركز التصنيع, وتسهم هذه المراكز في توفير تمويل ذاتي للكلية يساعدها علي استكمال تجهيزاتها من معامل ومدرجات وحاسبات في ظل النقص المستمر في الميزانيات التي تخصصها الحكومة للتعليم, والتزايد المستمر في أعداد الطلاب, ويقدر حجم مساهمة المراكز التي كان يحتويها الدور الاخير من مبني الادارة, والذي تم تدميره بالكامل ما يقرب من20 مليون جنيه سنويا, وهو مايمثل نحو50% من الميزانية الحكومية السنوية المخصصة للكلية. ولم تقتصر خسائر الكلية علي تدمير الدور الاخير من مبني الادارة وخسارة أعمال عدد كبير من المراكز البحثية الكائنة به, وتدمير تقاريرها ومستنداتها بالكامل وفقدانها لذاكرتها التي كونتها علي مدي العقود الثلاثة الاخيرة, وانما امتد التدمير لنهب مكاتب عميد الكلية ووكلاء الكلية لشئون التعليم والطلاب, الدراسات العليا والبحوث, خدمة المجتمع وتنمية البيئة, والادارة المالية, وادارة شئون العاملين, ومكاتب ادارة نظام الدراسة لمرحلة البكالوريوس بالساعات المعتمدة, الكائنة بالدور الاول من مبني الادارة, وكذلك نهب محتويات ادارة شئون الطلاب, وادارة الدراسات العليا وغيرها بالدور الارضي بمبني الادارة. وقد قدرت تكلفة إعادة تأهيل الدور الاخير من مبني الادارة بنحو10 ملايين جنيه علي أقل تقدير, أما الخسائر الاخري من فقد الكلية لاتصالاتها مع الصناعة ومستندات ووثائق اعمال الاستشارات التي أجرتها خلال العقدين الاخيرين وتعطيل تعاون الكلية مع الصناعة فلايمكن تقديره بمال بالاضافة الي قيمته الاثرية والحضارية التي لا تقدر بمال وقد امتد التدمير والنهب الي المباني الاخري بالكلية والمعامل ومكاتب أعضاء هيئة التدريس, وحتي الآن تم حصر الخسائر التالية: سرقة أو احتراق عدد300 جهاز كمبيوتر بشاشاتها وسرقة أو احتراق أكثر من50 من الطابعات العادية والمتخصصة واحتراق نحو50 مكتبا ودواليب خشبية لعدد5 مراكز بحثية ذات طابع خاص و25 جهاز داتا شو للعرض متنوع القدرات لزوم المراكز وقاعات الدرس و15 شاشات عرض كبيرة و10 ماكينات تصوير حديثة و15 خزنة مستندات وأموال و25 جهازحاسب متنقل لاب توب ومحتويات وملفات عدد5 مراكز بحثية بها نتاج عمل عشرات السنين من التعاون مع الصناعة. كما تم سرقة وتخريب العديد من المكاتب في مباني أقسام كهرباء قوي وكهرباء اتصالات وأشغال عامة وعمارة وهندسة طبية ومعامل الحاسبات, ومبني السنة الإعدادية, والنادي الاجتماعي, ومبني ميكانيكا قوي, ومبني المكتبة, ومبني السنة الإعدادية, وعيادة الكلية, ولم يسلم من التخريب سوي مبني رقم 1 الذي يحوي البنك الاهلي, حيث لم يتيسر دخوله لوجود حراسة خاصة داخل البنك بالاضافة الي حرق عربة نيسان دفع رباعي خاصة بالكلية بالكامل ونزع إطارات عدد اخر من العربات الموجودة بالكلية, حيث تم حرق هذه الاطارات أثناء فض الاعتصام وتخريب وحرق بطاريات وأجهزة راديو من عدد10 سيارات تابعة للكلية واحتراق عدد30 جهاز تكييف سبليت في الطابق العلوي لمبني الإدارة وأجهزة متخصصة مثل أجهزة ليزر لقياس حرارة الاجسام ومحطات رصد مساحية بالليزر وأجهزة لقياس الرطوبة. مجلس ادارة جمعية خريجي كلية الهندسة جامعة القاهرة عقد اجتماعا طارئا لبحث كيفية مساهمة خريجي الكلية في اعادة تأهيل مباني الكلية واعادة تجهيز المعامل التي تم تدميرها, وقرر فتح باب التبرعات لهذا الغرض علي حساب رقم01910170988 بالبنك الاهلي المصري فرع كلية الهندسة جامعة القاهرة, ويرأس مجلس ادارة الجمعية الاستاذ الدكتور محمد شاكر المرقبي. ويناشد الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة ورئيس جامعة القاهرة الأسبق والامين العام لجمعية خريجي كلية الهندسة المجتمع المدني بالقيام بدوره الكبير الآن بالتعاون والتنسيق فيما بينهم للترميم واعادة البناء خاصة وتجهيز المباني المحطمة والمنهارة في أسرع وقت ممكن لإعادة المبني الحكومي التعليمي والخدمي حيث يتم بالفعل منذ أمس الأول تنظيم ورديات للعمال والمهندسين للعمل وتدبير مبيت لهم بمقر المحافظة ومبني كلية الهندسة لاتاحة فرصة العمل في اثناء الحظر لانجاز العمل وتجهيزه قبل بدء الدراسة.